الرئيسة \  مشاركات  \  الإسلام والمخابرات الألمانية

الإسلام والمخابرات الألمانية

08.11.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
ما أن تهدأ الاصوات المعادية للدين الاسلامي والمسلمين في المانيا بعض الشيء الا ان وتبادر دائرة المخابرات الداخلية او ما يُطلق عليها / دائرة حماية الدستور / التي يطالب الكثير من السياسيين والاجتماعيين ومنظمات سياسية تهتم بحق الانسان في المانيا بإلغائها ، الا وتخرج عن صمتها وتثير جوا من الفتن ضد هذا الدين ومعتنقيه وخاصة إثارة العداوة على ما يُطلق عليه بالجماعات الذين ينتهجون المدرسة السلفية .
وقد حذر رئيس الدائرة المذكورة هانس جورج ماسن مؤخرا من تزايد أعداد هذه المدرسة جراء ظاهرة تمسك الشباب بأهداب الدين وبالتالي حماستهم على نشر الدين الاسلامي بين الغير المسلمين الذين يعيشون في هذا البلد هبر ندوات يدعون اليها اضافة الى توزيعه نسخا من ترجمة القرآن الكريم الى اللغة الالمانية بالمجان وتطوع بعض الشباب بالخروج ليلا للدعوة الى الاسلام . وتعتبر دائرة المخابرات هذه وذلك لجهل عناصرها بالدين الاسلامي اضافة الى اتخاذ هذه الدائرة عملاء يحملون أسماءا اسلامية معروفين بعداءهم لهذا الدين يختلطون مع المتدينين من المسلمين وينقلون لهذه الدائرة تقارير أكثرها مغلوطة  منها ان السلفيين متعاطفون مع ما يُطلق عليه بتنظيم / الدولة الاسلامية / ومنها انهم معادون للحريات العامة في هذا البلد .
ويرى عميد كلية حقوق الانسان في جامعة مدينة ايرلنجن / جنوب/ أحد مؤسسي محكمة حقوق الانسان الاوروبية هاينر بيليلفيدت  بمناقشة لاعضاء شئون سياسة حقوق الانسان والسياسة الامنية بالبرلمان الالماني حول الاسلام وخطر السلفية هذا اليوم الجمعة 7 تشرين ثان/نوفمبر ضرورة مساهمة المخابرات الالمانية الداخلية بالتعايش السلمي بين المسلمين وغير المسلمين في المانيا فإثارة هذا الجهاز لتحذيرات واهية من نشاط السلفيين ووضع هذا الجهاز مراكز اسلامية معينة تحت مراقبتهم ساهم الى حد مبير بازدياد العداء للمسلمين وللدين الاسلامي فمظاهرة ما يُطلق عليهم بالـ / هولينغنز/ هذه العناصر التي تنشط وتمارس الغوغائية اثناء مباريات كرة القديم ، التي جرت يوم السبت من 25 تشرين أول/اكتوبر المنصرم بمدينة كولونيا ضد المسلمين لم تكن لتخرج لولا دعم المخابرات الالمانية الداخلية لهم جراء اثارة الجهاز المذكور قضية المسلمين في المانيا واوروبا وعلى البرلمان الالماني ومنظمات حقوق الانسان والمنظمات السياسية ومعاهد المجتمع المدني مراقبة ما يصدر عن هذا الجهاز من كتيبات تحذر من الاسلام فالعنصرية والتمييز الديني الذي يمارس ضد المسلمين في هذا البلد خرق واضح لحقوق الانسان واعتداء صريح على الدستور الالماني الذين يدعو الى التسامح والتعايش الديني .
السلفية ليست حركة سياسية او مدرسة دينية بحد ذاتها مقل الشافعية والحنفية والحنبلية وغيرها بل تشمل جميع مدارس الفقه الاسلامي من اهل السنة والجماعة واصحابها ينادون بالعودة الى تعاليم الاسلام الحنيف الذي يخلو من التقديس لللاولياء وغيرهم ولا يعادون الديموقراطية والحريات العامة في اوروبا  ويجب على المخابرات الالمانية  والذين يكتبون تقارير عنهم التعرف عليهم عن كثب استاذة علوم السياسة الدولية ومقارنة الاديان في جامعة مدينة فيينا اليزابيث كوفانسكي محذرة ان يأتي دور المسلمين بالاضطدهاد والملاحقة والتصفية كمثلما وقع لليهود في اوروبا جراء الاعلام المضاد لهم أثناء الحرب العالمية الثانية .
ودافع رئيس جهاز المخابرات الداخلية هانس جورج ماسن عن دائرته بانها غير معنية بوضع كتيبات عن الاسلام والمسلمين والحث على التعايش السلمي ومهمتها التحذير من الارهاب والتشدد الديني والسفليون متشددون متعصبون دينيا فهم لا يصافحون المرأة وتخلو بيوتهم من اصناف الخمرة ولا يعاشرون غير المسلمين في هذا البلد ويؤيدون الحركات الاسلامية المتشددة التي تحمل فكرا اسلاميا متطرفا يدعو الى قتال الغرب مشيرا بان هذه الجماعات تتلقى مساعدات مالية من السعودية وقطر والكويت لبناء مساجدهم وتمدهم الرياض بنسخ من القرآن الكريم وتساعدهم على ترجمتها ولذلك فان دائرته ترى بهذه الجماعات وغيرها خطر على الامن العام.
الا أن خبير الاسلام والعالم الاسلامي يوسف راوّر فند ادعاءات ماسن ، فاشار بأن النصارى الذين يعيشون بدول ذات اغلبية اسلامية وغير اسلامية اذا ما أرادوا بناء كنيسة يستنجدون بالبابوية بروما لدعمهم ببناء كنائسهم ومدهم بالكتاب المقدس وغيره وهذا امر طبيعي ان تقوم السعودية وتركيا وقطر وغيرها بدعم المسلمين في المانيا واوروبا ببناء المساجد وهذا امر معروف قبل ظهور السلفيين في  المانيا حتى ليبيا زمن طاغوتها السابق معمر القذافي ساهم ببناء مساجد في اوروبا على حد أقوالهم .