الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الإرهاب الدولي المتوحش على الشعب السوري؟

الإرهاب الدولي المتوحش على الشعب السوري؟

26.11.2015
داود البصري



الشرق القطرية
الاربعاء 25/11/2015
مبدأيا، لا أحد يمجد الإرهاب الأسود ولا يدافع عنه بأي صيغة من الصيغ وما حصل في فرنسا مؤخرا من أحداث هي أفعال إرهابية تتكرر بين الفينة والأخرى في جميع دول العالم من دون استثناء، وهي في الأساس مشكلة فرنسية داخلية تتعلق بأسلوب حياة المهاجرين من الجيل الثاني ومشاكلهم المتراكمة داخل المجتمع الفرنسي والذي يفرز صراعات ومصادمات معروفة ومتكررة للقاصي والداني، ومن حق المتضرر من أعمال الإرهاب وتداعياته اتخاذ الإجراءات المناسبة التي توفر الحماية والحصانة للمجتمع والناس!،ولكن اللجوء صوب إجراءات عقابية متطرفة وذات أجندات متشعبة وإيقاع الأذى بشعوب مكلومة ومدمرة وتعاني من نتائج حروب تدميرية رهيبة كالشعب السوري ليس بالأمر الحصيف ولا يعبر بالمرة عن نصر حقيقي على الإرهاب وأهله بل إنه للأسف إمعان في دعم الإرهاب وخلق أجيال جديدة من المتضررين لا ترى غير الإرهاب والعنف المتطرف سبيلا لحل المشاكل المتراكمة! لقد وقف العالم على أقدامه وهو يدين ما جرى في باريس! ولكن العالم أيضا تجاهل بأن هنالك شعوبا أخرى في الكرة الأرضية تعاني منذ سنوات من أشد وأحقر أنواع الإرهاب الحكومي دون أن يلتفت هذا العالم لمعاناتها ودون أن تحرك الدول الكواسر أساطيلها وحاملات طائراتها لحماية الناس أو فرض قيم العدالة والدفاع عن الإنسانية!، فالشعب السوري الذي ثار ثورة شعبية عارمة عام 2011 أدهشت العالم بتضحياتها، وقدم في طريقها مئات الآلاف من الشهداء، وتدخلت دول إقليمية وكبرى للتآمر ضد الثورة ومحاولة حرفها عن سياقها المدني والحضاري ووصمها بالإرهاب خدمة لإدعاءات ودعايات النظام الإرهابي السوري وحلفائه من أهل الإرهاب الدولي كالنظام الإيراني أو مافيا الروسية، ما زال يقدم الدماء العبيطة، وما زال يصارع البلوى وهو يتعرض لأبشع حملة إبادة عالمية تحالفت فيها إرادات وأطراف عديدة اتفقت على قمع الثورة ومحاولة كسر إرادة الثوار!، الروس اليوم سواء عبر طيرانهم أو من خلال مستشاريهم أو قواتهم البرية الموجودة في سوريا يحاولون فك عثرات النظام وإنقاذه من مصيره المحتوم عبر الإثخان في ضرب وتدمير الشعب وإيقاع أكبر الأذى بالمدنيين!، ظنا منهم بأن ذلك الأسلوب التدميري والذي جربوه في حربهم القذرة في العاصمة الشيشانية غروزني سيطيل عمر النظام!، أما الإيرانيون فهم يخوضون في بطاح سوريا معركة مصيرية حتى أن علي أكبر ولايتي مستشار الولي الفقيه السياسي قد تفاخر بالدعم الإيراني لبشار والذي لولاه كما قال ولايتي لسقط النظام السوري منذ زمن طويل فالمعارضة كانت تقاتل على بعد 300 متر من مكتب بشار!!؟ ولم ينس ولايتي التأكيد على كون حرسهم الثوري وعصابة حزب الله اللبناني وقوات الحشد الشيعي العراقية هي من تخوض بشراسة معارك الدفاع عن النظام السوري برا وليس جوا مثل الحالة الروسية!، واليوم وبعد ما حصل من أحداث في العاصمة الفرنسية باريس جاء التدخل الجوي والاستراتيجي الفرنسي المواجه لتنظيم الدولة ليضيف لمآسي المدنيين السوريين آلاما مضاعفة وليدفعوا فاتورة أعمال انتقام وتصفية حساب ليسوا هم طرفا فيها، فالغارات الجوية الروسية والفرنسية لا تفرق بين عسكري ومدني! وأغلب الضربات التي وقعت في حلب أو حمص أو دوما أو درعا أو الرقة أو معرة النعمان كان ضحاياها من المدنيين والأطفال خصوصا في حرب إبادة كونية على الشعب السوري الحر المقاوم!!. كل الأوراق باتت مختلطة، وكل ملفات إدارة الصراع أضحت متشابكة، والنظام السوري يحاول اللعب على التناقضات الدولية لذلك فهو ينشط أيضا في توجيه ضربات سلاحه الجوي ضد الشعب السوري!، ومع تعقد المفاوضات الدولية حول مصير النظام السوري ودخولها في نفق مظلم نتيجة الدفاع الروسي والإيراني عن رأس النظام أضحى الحديث عن أي تسوية سياسية مقبولة بمثابة أوهام ساذجة، للأسف كل المصائب الكونية باتت تتهاطل على رؤوس السوريين... ومع ذلك فالثورة السورية ستنتصر، وسيهزم الجمع ويولون الدبر