اخر تحديث
الثلاثاء-23/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الإجرام يتنوّع ويتلوّن ، عبرالظروف والأشخاص .. لكنه يظلّ إجراماً !
الإجرام يتنوّع ويتلوّن ، عبرالظروف والأشخاص .. لكنه يظلّ إجراماً !
16.04.2018
عبدالله عيسى السلامة
كتب الأديب والمفكر الإنجليزي الكبير، جورج برنارد شو، في / عام 1906 / ، تعقيباً ، على حادثة دنشواي المأساوية :
إذا كانت الإمبراطورية البريطانية ، تريد أن تحكم العالم، كما فعلت في دنشواى..فلن يكون على وجه الأرض، واجب سياسى ، مقدّسٌ ، وأكثرُ إلحاحاً .. من تقويض هذه الإمبراطورية ، وقمعها، وإلحاق الهزيمة بها !
فما حادثة دنشواي !؟
إنها ، ببساطة ، صورة متعدّدة الوجوه ، من صور الإجرام البشع ، الذي مارسه الاستعمار البريطاني ، وعملاؤه من أبناء البلاد التي يحتلّها !
وملخّصها : أن مجموعة من ضبّاط الإنجليز، الذين كانوا في مصر، أيام احتلالها ، من قِبل بريطانيا .. خرجوا في رحلة صيد ، أعدّوا لها مع بعض المسؤولين ، من أبناء البلاد ! ووصلوا إلى قرية اسمها : دونشواي ، فرأوا فيها حمائمَ ، صوّبوا أسلحتهم لصيدها ، ونصحهم بعض أهل القرية ، ألاّ يفعلوا ؛ كيلا يؤذوا أحداً من أهل القرية ، أو يُفسدوا شيئاً من ممتلكاتها ! فلم يسمعوا النصيحة ، وأطلقوا النار، فقتلوا امرأة ، وجرحوا آخرين.. فاجتمع عليهم أهل القرية ، وحدثت مشاجرة ، جُرح فيها بعض الضبّاط ، ومات أحدهم بضربة شمس !
وشُكلت محكمة ، للقضية ، كان القضاة والمحامون فيها ، متعاطفين مع الإنجليز.. وصدرت أحكام قاسية ، بحقّ المواطنين البسطاء ؛ فحُكم بعضُهم بالإعدام ، وبعضُهم بالحبس المؤبّد ، مع الأشغال الشاقة ، وبعضهم بالحبس خمسة عشر عاماُ ، مع الأشغال الشاقة ، وبعضهم بالجَلد..!
وكان بطرس غالي عنصراً أساسياً ، في المجزرة القضائية .. وهو جدّ بطرس ، الذي صار أميناً عامّاً ، للأمم المتحدة !
وقد خلدت هذه الجريمة البشعة ، قصائدُ عدّة ، لأمير الشعراء أحمد شوقي ، وغيره !
وممّا قاله حافظ إبراهم ، فيها ، مخاطباٌ بطرس غالي :
إيهِ ، يامِدرَهَ القضاء ، ويامَن = سادَ ، في غفلة الزمان ، وشادا
أنت جلاّدُنا ؛ فلا تنسَ أنا = قد لبسنا ، على يديك ، الحِدادا
والمِدرَه : هو المتقدّم في صنعته ، البارع فيها !
وقد سُجّلت الحادثة ، كلها ، بما فيها محكمة الخزي ، وقضاتُها ومحاموها .. والضبّاط الإنجليز، الذين ارتكبوا العدوان ، بحقّ أهل القرية .. سُجّل هذا ، كله ، بالأسماء ، في صفحات التاريخ المصري ، وفي صفحات الاستعمار الإنجليزي ، وفي سجلاّت الإجرام الوحشي ، المحسوب على بني الإنسان ، عبر العصور !
وقد اعترف أحد المجرمين المصريين، الذين شاركوا في تبرئة الإنجليز، واتهام الفلاحين البسطاء، وتسبّبوا في المجزرة القضائية البشعة..اعترف ، بعد سنين ، بذنبه ، وسوّغ إجرامه ، بالظروف التي كانت سائدة ، والتي دفعته ، إلى الاشتراك في الجريمة !
فكيف يسوّغ مجرمو اليوم ، جرائمهم بحقّ شعوبهم ، بعد سنين ، وبعد أن تكون وصمات الخزي والعار، لحقت بهم ، وبأسَرهم ، إلى أمد ، لايعلمه إلاّ الله !؟ فالجرائمُ التي تسقط عقوباتها بالتقادم ، تظلّ مدوّنة في صفحات التاريخ الإنساني،لا تسقط منه..ولا تسقط من صفحات مرتكبيها ! وحتى لو نجَوا من عقابها ، في الدنيا ، فسيظلّ عقابُ الآخرة ينتظرهم ، وإيّاها، وهو أشدّ وأبقى !