اخر تحديث
الجمعة-26/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الأنساق الزئبقية ، في دوّامات الدم ، مرشّحة للتكاثر..وأمّ قَشعَم لا تدري ، أين تُلقي رحلَها !
الأنساق الزئبقية ، في دوّامات الدم ، مرشّحة للتكاثر..وأمّ قَشعَم لا تدري ، أين تُلقي رحلَها !
03.03.2019
عبدالله عيسى السلامة
قال الشاعر الجاهلي، زهير بن أبي سلمى، في قصيدته الميمية(المعلّقة)، متحدّثا، عن رجل، اسمه: حصين ابن ضَمضَم :
فشَدّ ، ولمْ يُفزعْ بيوتاً كثيرة = لدَى حيثُ ألقتْ رحلَها أمُّ قَشعَم !
وقد اختلف علماء اللغة ، حول أمّ قشعم : أهي الضبع ، أم النسر، أم العنكبوت ، أم المَنيّة..!
ومعلوم ، أنّ هذه العناصر، وما هو في حكمها ، تكثر، في أماكن الحروب ؛ طلباً للغذاء ، من جثث القتلى ، الذين يهلكون ، في الحرب !
وقد عبّر شاعر آخر، عن هذا المعنى ، بقوله :
إذا ماغَزَوا ، بالجيش ، حلّقَ فوقَهمْ = عصائبُ طيرٍ ، تَهتدي بعصائبِ !
وقد رأى العالم ، كلّه ، أمّ قشعم ، بتسمياتها المختلفة ، ما تفعل بجثث الهلكى ، في : سورية ، والعراق ، واليمن، وليبيا.. بعد أن يفعل السلاح ، بأنواعه ، فعلَه ، بهذه الجثث الآدمية..وبعد أن يفعل كلٌّ ، من : المرض، والبرد ، والتعذيب ، والغرق .. فعله ، بهذه النفوس البشرية !
فهل بات سادة ُالعالَم المتمدّن ، جميعاً ، شبّيحة ، عند أمّ قشعم ؛ بمن فيهم الساسة ، وتجّار السلاح .. أم صاروا مرتزقة ، عندها : تطعمهم ، من أموال هذه النفوس ، وأوطانها .. بقدر ما يطعمونها ، من أشلائها !
وإذا كانت دوّامات الدم والدمار، في عدد من الدول العربية ، قد صارت أنساقاً قائمة ، بذاتها ، يصنعها سادة العالم المتمدّن ، ووكلاؤهم ، وعملاؤهم ، وعبيدهم .. فإن هذه الأنساق ، كانت - في أكثريتها- إلى وقت قريب، شبه مستقرّة ، والنسقُ المتحرّك الوحيد ، كان النسق السوري ، في نظر بعض المحللّين السياسيين ! وقد سُمّي: النسقَ الزئبقيّ ؛ لشدّة اضطرابه ، وكثرة تحرّكه ، وتبدّل شكله ! فالآنَ ، أكثرُ هذه الأنساق الرهيبة ، في دوّامات الدم والدمار، صارت أنساقاً زئبقية ، بعد أن كثرت عناصرها : المحلّية ، والإقليمية ، والدولية .. وبَعدَ تداخُل هذه العناصر، فيما بينها، بينَ تَعارُك وتشارُك؛ وفقاً لتطوّرات كلّ نسق، وتغيّرات عناصره ، وتبدّلات أشكاله!
وإذا كان النسق - أيّ نسق – بمجمله ، مجموعة ، من العناصر المترابطة ، يؤثّر كلّ منها ، في العناصر المختلفة ، ويتأثّر بها ، سلباً وإيجاباً.. فإنّ تدخّلات القوى : المحلّية المختلفة ، والإقليمية المتنوّعة ، والدولية المتزاحمة .. قد جعلت كلّ نسق ، من هذه الأنساق ، لُغزاً ، صعب الحلّ ، أو معادلة دامية ، معقّدة ، لايكاد اللبيب ، يَعرف أوّلها ، من آخرها .. أو هي : مطحنة رهيبة ، بشعة ، شاذّة .. تطحن العظام والأشلاء ، في كلّ بقعة ، تحلّ فيها !
وهذا ، كلّه ، في الحديث ، عمّا جرى ، من سنين ، ويجري ، في عدد ، من الدول العربية !
أمّا ماهو مرشّح ، لأن يجري ، في الدول ، التي بدأت تشهد اضطرابات سياسية ، شبيهة بما سبقها .. فهو نذير: للألباب التي تفكّر، والقلوب التي تعقل ، والعيون التي تبصر، والآذان التي تسمع !
وأمّ قشعم بالانتظار!
وسبحان القائل : ربّكم أعلمُ بما في نفوسكم إنْ تكونوا صالحين فإنّه كان للأوّابين غفوراً .