اخر تحديث
السبت-27/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الأمراض العقلية : بين الطبّ والسُلطة
الأمراض العقلية : بين الطبّ والسُلطة
18.12.2018
عبدالله عيسى السلامة
(1) في الطبّ / مشفى ابن سينا ، للأمراض العقلية والعصبية !
كانت النماذج كثيرة ، أبرزها ثلاثة :
1. شرطي المرور : يرتدي مايشبه لباس الشرطي ، ويحمل الصافرة بيده ، ويتلفّت يمنة ويسرة ، ويصفر، ويشير بيده ، إلى الناس ، كي يمرّوا .. داخل الساحة الواسعة للمشفى ! وهو سعيد ، بممارسة هذا الدور: إنه شرطي مرور ، له سلطة ، على العابرين ، الذين لا يراهم ، ولا يرونه ! يكفي أن يحسّ ، ويقتنع ، بأنه شرطي مرور، له سلطة على العابرين ، بسياراتهم ، أو بلا سيارات !
وقد عرف شأنَه ، القائمون على أمر المشفى ، والعاملون فيه ؛ فتركوا له حرّية التصرّف ، بما يناسب مزاجه المريض ، دون أن يعيقوا حركته !
(ب) الكولونيل (العقيد) : كان يضع ، على رأسه عَمرة ، ويرتدي معطفاً طويلاً ، ويضع على كتفيه ، أغطية زجاجات المياه الغازية .. ويتجوّل في ساحات المشفى الخارجية ، يصدر الأوامر، لمن يراه من الناس ، ولمن لايراه .. بمنتهى الجدّية والرصانة والحزم ! وقد عَرف وضعه ، العاملون في المشفى ، وتركوا له حرّية التصرّف ، بالطريقة التي تريحه !
(ج) الملك : كان يرتدي معطفاً طويلاً ، ويضع حول رأسه ، طوقاً من التنك ، يشبه مايضعه الملوك ، ويسدل شعره المسرّح ، الفضيّ الطويل ، على ظهره ! ولم يكن يتجوّل ، في ساحات المشفى ، بل كان يدخل الندوة، وينتحي فيها ، زاوية بعيدة عن الناس ، ويحتسي الشاي ، أو القهوة ، برصانة الملوك ، دون أن يقترب من أحد ، أو يقترب منه أحد .. ودون أن يكلّم أحداً ، أويكلّمه أحد ! حتّى إذا حان وقت نهوضه ، نهض ، بوقار ورصانة ، وسار بهدوء ، واثق الخطوة ، لاينظر حوله ، حتى يصل الغرفة ، المخصّصة له ! وقد عرف أمره ، العاملون في المشفى ، فتركوا له حرّية التصرّف ، كما يشاء ، دون أن يعترض أحد ، على سلوكه الملكي الراقي !
(2) في السلطة : / خارج مشفى الأمراض العقلية !
النماذج كثيرة ، جدّاً ، لا تقتصر على : شرطي وكولونيل وملك ؛ فهناك : الوزير، ورئيس الوزراء ، ورئيس الجمهورية ، والأمير، والشيخ ..!
وكلٌّ من هؤلاء ، يؤدّي دوره ، بالشكل المناسب له ، ولسلطته ! والفرق الأساسي ، بين هذه النماذج ، وتلك ، التي في مشفى ابن سينا ، هو: أن هذه ، تنتظر توجيهات الآخرين ، وتعليماتهم ، من داخل بلادهم ، ومن خارجها : كلٌّ ينتظر التعليمات والتوجيهات ، من الجهة، التي منحته المنصب ! وهذه التعليمات والتوجيهات ، تأتي إليهم ، بصور مختلفة : مرّة بالهاتف ، ومرّة برسالة مكتوبة ، ومرّة بإشارة باليد ، ومرّة بغمزة ، أو عضّة على الشفاه.. فينتبه صاحب السلطة، إلى خطئه ، إذا كان قد أخطأ ، ويعدّل سلوكه ، بما ينسجم ، مع إرادة صاحب السلطة الحقيقي ! وإذا أصرّ صاحب السلطة الممنوحة ، على سلوك ، لايرضي مانح السلطة ، يكون مصيره ، كمصير من سبقه ، إلى هذه السلطة ! وكلّهم يعرفون مصائر سابقيهم !
ويقى السؤالان المهمّ والأهمّ :
المهمّ : أيّهم أسعد حالاً : مَن هم داخل المشفى ، أم مَن هم خارجه ؟
الأهمّ : أيّهم أقلّ إيذاء للناس : مَن هم داخل المشفى ، أم مَن هم خارجه ؟
ولله في خلقه شؤون !