الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأسد داعش أردوغان

الأسد داعش أردوغان

20.10.2014
جهاد المحيسن



الغد الاردنية
الاحد 19-10-2014
علمتنا الحرب على سورية، دروساً كثيرة ومهمة، لا يمكن ولا بأي حال من الأحوال تجاوزها، فقد كشفت حجم المؤامرات التي يقودها العرب على أنفسهم وأنفسهم فقط، وكيف أن العالم يتكاتف لحظة ما يريد في سبيل مصالحه المقدسة، ويقاتل عنها كيفما كان العنوان.
ومن طُرف تلك الحرب الساعية لدمار سورية والعرب ككل، أطروحة أن "داعش"، صنيعة النظام السوري، وأنها لا تتعدى بضع مئات، وأن الجسم الرئيسي الذي يقود حرب التحرير، "الصهيو- أميركية"، في الشام هي المعارضة الصامدة والمرابطة والمجاهدة، فثمة فكاهة محببة للنفس رددها الكثيرون ممن يرون أن داعش الآن وليس سابقاً خطر ليس بعده خطر، بعد أن قرر السادة في واشنطن وتل الربيع في فلسطين المحتلة، أ،نها خطر فتحركوا وفزعوا وجزعوا، وأنّت لوحة مفاتيح "الكمبيوترات" من ضغط أصابعهم، من كثرة تزوير الكلمات عليها.  وخرج المنظرون من متدينين وعلمانيين ورسميين وشعبيين وعملاء وأنصاف عملاء، يهتفون يحيا السيد الأميركي المنقذ من الضلالة سيد الكون وظل الله على الأرض!
الأسد صنعَ داعش، وخرجت عن سيطرته وبدأت تقضم أرض الرافدين، والشام عمود الله في الأرض، هذا ما يردده الغفلة الذين لا يرون أبعد من أرنبة أنفهم، فهو نصّبوا علينا مفكرين ومثقفين ومحللين وسياسيين، هم "أضل من الضب" إذا خرجوا من جحورهم، "وأطيش من ذباب"، ويملأون الأرض جعجعة ونحيباً على سورية، والأمة بأسرها، ويشتمون إيران وحزب الله، ويقدسون أردوغان "العصملي الجديد"، الذي اشترى مصانع حلب بثمن بخس دراهم معدودات.
ولا يخجل من الحديث عن علاقته المتينة والاستراتيجية مع دولة العدو، فمصالح أردوغان تلتقي بالضرورة مع داعش والنصرة والكتيبة الخضراء والجيش الحر، ومن نعلم ومن لا نعلم، فهو يسعى للحفاظ على قبر "سليمان شاه"، فالسلطنة العثمانية كلها كما يعلمنا التاريخ قامت على الأسطورة، لذلك لا يمكن نزعها من عقل العثماني الجديد الذي حسب أن التاريخ يعيد نفسه بصورة "عصملية"، يبحث عنها، ولكن نسي أن الشام، قدرها أنها هزمت المغول والمماليك والعثمانيين والفرنسيين، وستهزم "الأردوغانيين"، "والداعشيين "، و"الشعبويين"، ومن يناصرهم من حفاة العرب والعجم.
ربما ليس على أيدي الأسد؛ فالأسد فرد من أفراد السوريين، بقاؤه من عدمه، لا يقدم أو يؤخر في هذا القدر، وهذا ما يقض مضاجع الطامحين للفوضى، في سورية والعراق ومصر ولبنان وتونس واليمن وغيرها، فالجوكر في اللعبة أضحى معروفاً، ولم يعد هناك مدعاة للطم والنحيب، فمن يوزع الأوراق، يعرف جيدا أن اللعبة في نهايتها، إن لم يتدخل ويوزع أوراقاً جديدة تتناسب والمعادلات الجديدة على الأرض.
فكان لا بد من عكس الصورة من داعش الأسدية كما قالوا سابقاً، إلى داعش الإرهابية، فهرول كلهم وراء السيد الأميركي و"الإسرائيلي"!