الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الآن.. في مواجهة محور الشر الإيراني مصلحة عربية

الآن.. في مواجهة محور الشر الإيراني مصلحة عربية

31.03.2015
عبدالوهاب الفايز



اليوم السعودية
الاثنين 30-3-2015
في الكلمات التي ألقيت في القمة العربية الأخيرة لم يأتِ ذكر ايران، بل تمت الإشارة إلى قوى إقليمية تتدخل في الشأن العربي. نرجو ألا تفهم ايران أن هذا خوف أو مذلة حين تحاشي ذكرها صراحة. كما كنّا نفعل سابقا، هذه رسالة عن حسن النية، ورسالة سلام إلى الشعب الايراني. ليس مصلحتنا استعداء الشعب الايراني، فهو مضطهد ومصادر الإرادة من قبل حكومة الملالي وخطها الأمامي المتطرف الذي أشعل الحروب والمشاكل في المنطقة.
ولكن مع تعاظم الشرور الايرانية، كنا نتمنى لو أن القمة كانت صريحة ومباشرة مع ايران. نحتاج أن نمضي خطوة عملية حاسمة مع حكومة الملالي. المصالح العليا للشعوب في العالم العربي أصبحت مهددة وفي خطر كبير جراء التدخل الايراني المدمر. الحكومات عليها مسؤولية تجاه شعوبها لوقف العدوان الايراني عبر عمل جماعي مشترك حتى تعرف ايران حدودها، وحتى تعرف أن سنوات الحلم والصبر استنفدت رصيدها، فلن ننتظر أن نسلم رقابنا إلى الأطماع الامبراطورية الفارسية.
لقد شاهدنا كيف فعل الاحتلال الايراني في العراق، فقد صادر إرادة الناس وأصبحت الدولة العراقية تابعة ومحمية سياسية، والرئيس العراقي في كلمته أمام القمة كشف عن الهوان العربي الذي أحدثته ايران في العراق. العراق الغني برجاله وتاريخه وثرواته الطبيعية أصبح يستجدي المساعدة لإنقاذ ملايين العراقيين المشردين، وهو الذي يشتري صفقات السلاح من ايران بمليارات الدولارات، وهي الأموال التي تستخدمها ايران لتمويل عصابات الارهاب في سوريا واليمن والعراق.
لقد تواطأ السياسيون العراقيون مع ايران وأمريكا لتسهيل الاحتلال الأمريكي للعراق، وكما نرى الاحتلال الايراني الصريح يستكمل جر العراق إلى حرب طائفية وتطهير عرقي، والعبث الايراني بالتركيبة السكانية والطائفية في العشر السنوات الماضية فتح المجال لانفلات الأمن مما أوجد جماعات الارهاب والخراب، الشيعية والسنية.
القمة العربية دعمت التدخل في اليمن لانقاذه من الاحتلال الايراني، وهذا الموقف الصريح نرجو أن يكون مرحلة جديدة تستفيد من الأخطاء التي ارتكبناها حين تساهلنا وصبرنا وسكتنا على جهود التخريب والمؤامرات على المنطقة. الدول الكبرى، وفي مقدمتها أمريكا، لن تتردد في التحرك في الساحات المكشوفة المفتوحة لكل لاعب. المرحلة القادمة هي مرحلة إنقاذ شعوب المنطقة من مسلسل الخراب.
وأهم خطوة لتحقيق ذلك هي في صناعة الاجماع الإقليمي على مقومات الأمن الوطني، وفي الطبيعة الدولية الجديدة، الدول تستطيع أن تعيش بسلام إذا كانت في شراكة إقليمية قوية ومتفقة على الثوابت، وهذا ما بدا واضحا لدول الخليج التي استطاعت في العامين الأخيرين تجاوز خلافاتها والاتفاق على صيغة عمل مشتركة موحدة لصيانة الجبهة الخليجية، والآن نرى الدول العربية جميعا تتجاوز خلافاتها وتتفق على صيغة جديدة للعمل العربي المشترك.
لقد أصبح العالم الإسلامي يدرك مدى المخاطر التي تهدد المسلمين بسبب العبث الايراني، وهذا العبث الصريح هو الذي يحرك الشارع الإسلامي ضد ايران. ما احدثته السياسات الإيرانية في المنطقة أصبح مكشوفا، فقد عرف العالم مساهمتها الصريحة الواضحة في المذبحة التي يتعرض لها الشعب السوري، وفي المذابح التي وقعت في العراق، وحتى الانتهاكات الصريحة المنظمة لحقوق الانسان، والتطهير العرقي الذي تمارسه في الأحواز ضد العرب، سنة وشيعة، لم يعد خافيا على العالم.
ايران أُفرغت من الحلم والحكمة، ولا أحد يستمع لصوت العقل والرشد، ومن يطغى ويتجبر تتراجع لديه حساسية الاستشعار لكل ما هو إنساني وحضاري وأخلاقي.. وهذا مع الأسف حال النخبة السياسية الحاكمة في ايران. لقد وصلت مرحلة متقدمة في غطرسة القوة، ومن مصلحتنا جرها للاصطدام بالشارع الإسلامي.
هذا مشروع يفترض أن تعمل عليه الدول العربية، وتجعله في قائمة اتصالاتها ومشاوراتها مع الحلفاء والأصدقاء. هذا المشروع السياسي لمحاصرة ايران هو المكمل للمشروع الدفاعي المشترك الذي أقرته القمة العربية أمس.
لقد قلت سابقا، أكثر من مرة، إن ايران تفوقت في عدوانها على العالم العربي على العدو الصهيوني. اسرائيل ساهمت في عذاب الفلسطينيين ومأساتهم، وايران ساهمت في معاناة الشعبين العراقي والسوري، وتساهم في معاناة وخراب حياة اللبنانيين عبر حزب حسن نصرالله، وحتى الفلسطينيين لم تتركهم في حالهم، فقد سيطرت على (حماس) وجرت الفلسطينيين إلى حرب أهلية، وذبحتهم في مخيماتهم في سوريا!
الحقبة الجديدة للعمل العربي المشترك أكدت أهمية الدور السعودي في قيادة الاجماع على حماية المصالح العربية. المملكة لها ثقلها، وعندما تتحرك تجد الدعم لأن العالم يثق أن تحركنا هو لأجل خدمة الأمن والسلام، نحن في محور الخير دائما، كما هي ايران قائدة رائدة لمحور الشر!