اخر تحديث
الجمعة-19/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الآدميّة أنواع ، تتشكّل بحسب فهوم الناس ، ومن أهمّها الفهم ( القُرباطي ) !
الآدميّة أنواع ، تتشكّل بحسب فهوم الناس ، ومن أهمّها الفهم ( القُرباطي ) !
08.10.2019
عبدالله عيسى السلامة
في صراع الإرادات ، تكون النتيجة المطلوبة واحدة ، مهما اختلفت أساليب السعي إليها ، وهي: كسر إرادة الخصم .. أو السيطرة عليه .. أو إجباره على تنفيذ ما يُطلب منه .. على اختلاف المصطلحات ، بهذا الشأن !
من أنواع الآدمية:
الآدميّة القُرباطية : رأى ابنُ أحد الملوك فتاة ، فأعجبته ، فطلب من أبيه ، أن يخطبها له ! وحين أخبر أباه بمكانها ، وأرسل الأب من يسأل ، عنها وعن أهلها ، عرف أنها ابنة ، لأحد النَوَر، أو (القرباط) ، كما يُسمَّون في بعض المناطق ! فنهى ابنه عنها ، لكن الشابّ أصرّ، على أن يتزوّجها ، لأن قلبه قد تعلّق بها ، وهامَ بها حبّاً ! فأرسل الملكُ ، رئيسَ وزرائه ، ليخطبها من أبيها ، فاصطحب معه وفداً ، من عِلية القوم ، وذهب إلى بيت أهلها ، فأجلسوهم على حصيرة بالية ! وبدأ رئيس الوزراء يتودّد ، إلى والد الفتاة ، بكلام لطيف مهذّب ، قائلاً : إنّ جلالة الملك ، يودّ أن يَعقد معكم أواصر قربَى ؛ بتزويج ابنه الكريم ، وليّ العهد ، من ابنتكم ذات الصون والعفاف .. فما رأي سيادتكم بالأمر؟ ثمّ كرّر العبارات اللطيفة ، المهذّبة الأنيقة، والرجل مشغول عنه ، بصناعة بَرذَعَة يخيطها ! وأخيراً التفت إليه قائلاً : أأنت تتحدّث معي؟ فقال رئيس الوزراء : أجل ، أطلب من سيادتك الموافقة ، على تزويج ابنتك ، ابنَ الملك ، وليّ عهده الأمين ، فهل أنت موافق ؟ فقال الرجل ، بأنفة وشموخ : لا ، لست موافقاً ! وحين كرّر رئيس الوزراء الطلبَ ، بصيغة الرجاء ، قال القرباطي ، بلهجة حادّة جازمة : قلت لك ، لا ، لا أعطي ابنتي ، لابن الملك ! وحين عاد رئيس الوزراء خائباً ، وأخبر الملك ، الذي أبدى ألمه وانزعاجه ، قال أحد الوزراء : سيّدي ، أرسلني إليه ، فتردّد الملك ، ثمّ وافق ! فذهب الوزير، ووقف على بعد أمتار، من خيمة القرباطي ، وصاح به ، بصوت قويّ ، طالباً منه المجيء إليه، فأسرع القرباطي ، وجثا على ركبتيه ، أمام الوزير، قائلاً : أمرك سيّدي ، بمَ تأمرني ؟ فقال الوزير، بلهجة آمرة : جلالة الملك ، يطلب ابنتك ، لابنه وليّ العهد ، فأرسلها إليه فوراً ، وإلاّ سيكون مصيرك سيّئاً، يانذل ، ياحقير! فقال القرباطي ، بذلّة وخنوع : أمرك سيّدي ، في الحال! وسأله الوزير: لمَ جاءك رئيس الوزراء ، فرددته خائباً؟ قال القرباطي : سيّدي ، لم يتكلّم بالآدميّة، مِثلك!
هذه هي الآدميّة ، عند القرباطي ! أمّا المصطلحات الأُخرى ، مثل : العقلانية ، واللطف، والديبلوماسية ، والحكمة .. فلا يفهمها القرباطي ، وليست في قاموسه !
فهل هناك أمثال له ، ونظراء، بين الناس ، من حكّام ومحكومين ؟ ربّما ، وإلاّ :
فما الفرق ، بين هذا القرباطي ، وذلك الحاكم ، الذي استبدّ بحكم بلاده ، عشرات السنين ، لايدع أحداً يتنفّس ، بطريقة مخالفة له ، ثمّ حين انتفض شعبه ، ضدّه ، وقف قائلاً : الآن فهمتُكم! لكنه فهمَ ، بعد فوات الأوان !
وما الفرق ، بين هذا القرباطي ، وبين ذلك الحاكم ، الذي أذاق شعبَه ، مرارات القمع والتنكيل، عبر عشرات السنين ، ووصفَ ملايين شعبه ، الذين تحرّكوا ضدّه ، بأنهم جرذان ! ثمّ ، حين وجدَه بعضُ أبناء الشعب، في مكان تأوي إليه الجرذان، توسّل إليهم ، قائلاً: لاتقتلوني يا أولادي!
وما الفرق، في النتيجة ، بين أمثال هذا الحاكم وذاك ، ممّن يسيرون على طريقهما، في معاملة الشعوب.. وبين ذلك القُرباطي !؟
فسبحان مَن يُؤتي المُلك من يشاء ، ويَنزع المُلك ممّن يشاء ، ويُعزّ مَن يشاء ، ويُذلّ من يشاء.. ويُؤتي الحكمةَ مَن يشاء !