الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اقتصاديات.. هل انتهى النظام من بيع سوريا..؟

اقتصاديات.. هل انتهى النظام من بيع سوريا..؟

24.01.2017
الاقتصاد


الاثنين 23/1/2017
كل من يقلل من خطورة الاتفاقات التي وقّعها النظام لبيع أجزاء مهمة من اقتصاد سوريا وأرضها.. إنما يفكر بعقل "أجذب"
هل العقود التي وقّعها النظام مع إيران وروسيا، وفيها تخلى عن أبرز قطاعاته الاقتصادية والجغرافية، هل هي الثمن النهائي لإرضاء داعميه، أم أن تلك ليست إلا دفعة أولى على الحساب، والفاتورة الأكبر لم تدفع بعد..؟!
 هذا السؤال اليوم، هو أكثر ما يتبادر إلى أذهان السوريين الذين استسلموا لفكرة أن يستلموا وطنهم مدمراً، لكن أبداً لم يخطر على بالهم أن يستلموا وطنهم مباعاً لألد أعدائهم، وبعقود رسمية وليس بقوة احتلال..!!
الأمر خطير، ويستحق أن تقرع لأجله الأجراس، فما يقوم به النظام في اللحظات الحاسمة، وقبيل بدء مفاوضات الأستانة وجنيف مع المعارضة، ليس سلوكاً ناجماً عن إرادة كاملة للنظام، وإنما تبدو فيه عملية الابتزاز واضحة من قبل من دعموه، وهاهم يجبرونه صاغراً على دفع الثمن أو جزءاً منه، بينما لا يعرف أحد، ولا حتى النظام، الجزء الآخر المتبقي والمطلوب دفعه من الحساب..
وعلى فرض أن روسيا وإيران، هذه هي حصتها من سوريا مقابل دعمها للنظام، فما هي حصة ميليشيات حزب الله والميليشيات العراقية والأفغانية الشيعية الأخرى التي وقفت معه ودعمته..؟
  كنا دائماً نقول: رغم كل الدمار والقتل الذي تعرض له الشعب السوري خلال السنوات الست الماضية على يد نظامه، فإن الأسوأ لم يقع بعد.. ولعلنا اليوم وبدون مبالغة، أمام مشهد هو الأسوأ منذ بداية الثورة السورية..  وكل من يقلل من خطورة الاتفاقات التي وقّعها النظام لبيع أجزاء مهمة من اقتصاد سوريا وأرضها، ويراهن على الكفاح المسلح والقانوني للتخلص من هذه الاتفاقيات، إنما يفكر بعقل "أجذب".. لأنها دول كبيرة وعظمى وتعرف كيف تحمي مصالحها واتفاقياتها.. وأما النقطة الأهم في هذه العملية والتي يجب أن نتذكرها، أن عمليات البيع التي تمت فوق الطاولة، ليست إلا جزءاً بسيطاً من العمليات التي جرت تحت الطاولة، وهو ما سيكتشفه الشعب السوري، حالما تهدأ الأوضاع ويتم الاتفاق على مرحلة انتقالية مهما كان شكلها..
عبر التاريخ هناك دول عظمى لم تستطع التخلص من اتفاقيات من هذا النوع، ولنا في الصين مثال واضح، التي قامت بتأجير هونكونغ لبريطانيا لمدة 99 عاماً.. ولكن سيان بين المستأجر البريطاني والمستأجر الروسي أو الإيراني..!!، فقد عادت هونكونغ إلى الصين بعد 99 عاماً، وهي أكثر ازدهاراً ونمواً.. أما يا حسرتاه على سوريا من هؤلاء المستأجرين..
إنهم باختصار، مغول وتتار القرن الحادي والعشرين..!!