الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اغتيالات الشمال السوري

اغتيالات الشمال السوري

06.05.2018
مصطفى طه باشا


العربي الجديد
السبت 5/5/2018
بات الشمال السوري ساحة للاغتيالات، لا مثيل لها، بعد تنفيذ سلسلة اغتيالات وتصفيات على مدار الأيام الماضية.
تَعودُ إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة إلى الواجهة، بعد انتشار ظاهرة الاغتيالات والتصفيات الفردية والجماعية، بحق قادة وعناصر وحتى مدنيين في كل البلدات والمدن التابعة لإدلب.
لم يسلم أي فصيل من هذه السلسلة، فقد شهدت مدينة إدلب وريفها عشرات الاغتيالات والعمليات المسلحة التي تُعتبر منظمة، إذ بدأت هذه الاغتيالات في وقتٍ تشهد فيه المنطقة توترا نفسيا بين المدنيين الذين يعانون من مصير مجهول، وتوترا سياسيا للسيطرة عليها، وحتى الآن لم يُقرر مصيرها الذي يَلفّه الغموض.
شهدت أغلب مناطق إدلب، بدءًا من المدينة، حالات اغتيال بحق عناصر وقادة للفصائل، إذ قام مجهولون بتصفية عشرات الأشخاص بالطريقة نفسها، وكأنهم فرق مدربة على الاغتيال بأسلوب وطرق محترفة، مثل فرق الكوماندوس والاقتحام.
لم تسلم مدن إدلب وبلداتها خلال الأيام الماضية من عمليات الاغتيال والعبوات الناسفة، التي فرقت الشعب وقضت على بصيص الأمل بالاستقرار في شمال سورية، بعد بزوغ شمس الاستقرار نتيجة اتفاق الفصائل، وعقد هدنة بينهم، تنهي الاقتتال، في خطوة لم تعجب كثيرين، ممن يريدون للمنطقة بقاء الاضطرابات فيها، كي تستمر مصالحهم وهيمنتهم على المنطقة.
يمهد هذا المشهد في المناطق المُحررة، لسيناريو جديد ينتظر المنطقة، فنحن أمام خيارين لا ثالث لهما. الوصاية التركية على إدلب بالاتفاق الدولي، بين الدول الضامنة أو عودة النظام السوري وفرض سيطرته على إدلب بالتنسيق الدولي أيضًا، وهنا لا نُقلل من دور الساسة السوريين أو القادة العسكريين. ولكن هذا هو الواقع الفعلي في إدلب، حيث لا كلمة تعلو فوق الكلمة الدولية، مهما بلغ حجم المتكلم ودوره على أرض الواقع أو الساحة السياسية.
قد يتكهّن بعضهم بأن إدلب لا تهم الدول الكبرى، وليست ضمن خططهم ومصالحهم، ولكن الحقيقة مُغايرة تمامًا، فهي ورقةٌ رابحة بيد الكل، والكل يفاوض ويُساوم عليها، بعد سقوط ورقة الغوطة الشرقية بريف دمشق.
مصير مجهول للشمال السوري، وتخوّف شعبي بعد أن أصبح الشمال السوري: سورية الكبرى، بالنسبة للمعارضة باحتضانها كافة مُهجري المناطق الأخرى في سورية، فهل ستبقى المنطقة الشمالية في سورية؛ تعيش بالفوضى والاضطرابات، أم سيكون للدول الضامنة في الأيام المقبلة، قرار يُنهي الفوضى، ويعيد الاستقرار إليها؟