الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ادلب والأستانة -السيناريوهات الخمس

ادلب والأستانة -السيناريوهات الخمس

11.01.2017
د. مأمون سيد عيسى


كلنا شركاء
الثلاثاء 10/1/2017
عام جديد، محافظة ادلب ,أجواء ملبدة بالقلق والإحباط والخوف من المجهول .أوضاع  ميدانية صعبة, انتكاسات , مصالحات في مناطق عدة. ضاعت الغوطة الغربية وحلب ثاني المدن في سوريا بذل الثوار في تحريرها انهارا من دم
محافظة ادلب، خزان الثورة الكبير. المحافظة التي تحررت بكاملها من نيران الأسد. المحافظة ذات الرايات السوداء حيث الطفل الرضيع فيها إرهابي وفق ما ينظر الغرب والروس اليها . تأتي الأسئلة تباعا ماذا يُخبئ لهذ المحافظة؟ وماهي السيناريوهات المرسومة لها؟
مع تحديد موعد لمفاوضات الأستانة تتوارد الأسئلة. هل سيتوقف قرع طبول الحرب وهل ستتمكن المفاوضات القادمة من تحقيق اختراق في المسار السياسي للقضية السورية ,القضية الأصعب في هذا القرن ؟ وكيف سيكون موقف هذا المحافظة من تلك المبادرات وهل ستحلق ادلب خارج السرب؟
محافظة ادلب والحل السياسي
هنالك أسباب عامة توحي بفشل واضح للحلول السياسية التي يخطط لها في الكواليس؟ وهنالك عوامل فشل لتلك الحلول تختص بها محافظة ادلب وهذه الأخيرة تتمحور حول عوامل أيديولوجية وجغرافية وميدانية تخص بها تلك المحافظة سيتم التوسع بها لاحقا.
اما الأسباب العامة فإن النظام وايران استمرا في  التصعيد رغم الهدنة ولاتزال قوات الأسد والميليشيات الشيعية تقوم بالتصعيد ومحاولة اقتحام قرى وبلدات وادي بردى والغوطة الشرقية في ريف العاصمة دمشق في تجاهل واستهزاء باتفاق أنقرة إضافة وتستمر بالقصف على ارياف ادلب وحماة وحلب تنفيذا للمشروع الإيراني والنظام في استرداد الأراضي التي سيطرت عليها المعارضة ومن الواضح ان هذا يتم بمباركة روسية فهي تبدي عدم رضاها عن خرق الهدنة بينما النظام والميليشيات الشيعية تضرب وتقتحم ومن ثم يدخل الضباط الروس كمفاوضين لتكريس الشروط الإيرانية من استسلام وتهجير لسكان وادي بردى باتجاه ادلب.
-ان الطرفين تركيا وروسيا لم ينفذا بنود تثبيت وقف إطلاق النار التي وضعوها من نشر لمراقبين روس وأتراك ونقاط تفتيش قرب مناطق الاشتباك تسجلُ إضافة الى إعلان خروقات اتفاق وقف العمليات القتالية و نسأل؟؟ اين هو نظام المعاقبة الذي أقره الطرفان في الاتفاق لمن يقوم بخرقه , إن هذا سوف يوحي بشك في إمكانية قدرة هذين الطرفين على فرض اتفاق سياسي في الاستانة اذا لم يستطيعا تنفيذ مجرد وقف اطلاق نار مؤقت
ان استبعاد الطرف الأمريكي وتنحيته رغم انه ممسك بكثير من الخيوط المهمة في القضية السورية هو عامل فشل في أي مشروع قادم فالطرف الأمريكي قادر على ان يقلب الطاولة في كل لحظة
الأسباب الخاصة بمحافظة ادلب
أ-هنالك صعوبة في قبول حاضنة الثورة للحل السياسي المطروح وخاصة في محافظة ادلب المحررة بالكامل فرغم انها تعبت من استمرار الحرب لخمس سنوات مضت فهي تملك نوع من الاستقلالية في القرار عن الأماكن الأخرى في سوريا كونها محررة بالكامل ولن ترضى حاضنتها المثخنة بالجراح بحل حكم انتقالي يحافظ على وجود الأسد في المرحلة الانتقالية وكذلك لن تقبل حاضنتها ان يتم المحافظة على مؤسستي الجيش والأمن  المتوغلتين في القتل والإجرام بعد خضوعهما لعملية إعادة هيكلة و تجميل  ولن تقبل  تللك الحاضنة بحل يعمل على استراتيجية “عفا الله عن ما مضى” أو سياسة “تبويس الشوارب” في التعامل مع اكبر جرائم العصر ففي هذا ضياع لدم مئات الالاف من الشهداء.
ب-المشكلة الأساسية ستكون في تغيير نظرة المجتمع الدولي الى محافظة ادلب كبؤرة للإرهاب يجب استئصاله وبالتالي لا نجد من المجتمع الدولي أي بوادر لفتح باب للتلاقي او تقريب وجهات النظر مع الفصائل الإسلامية المتواجدة فيها وخاصة جبهة فتح الشام التي تم بناء صورة نمطية عنها غير قابلة للتبدل أي ” “un changeable وبالتالي لا يتم التعامل بإيجابية مع أي مبادرة لتلك الفصائل في تحسين صورتها او رغبتها بالانفتاح على العالم
فقد وضع مجلس الأمن تنظيم فتح الشام على قائمة الإرهاب بالتالي اعطى الشرعية الدولية لاستهدافه وما حوله من بشر وحجر وحتى الاتفاق الثلاثي والهدنة بنسختها المرفوعة للأمم المتحدة لم تجعل فتح الشام خارج مشروع الاستهداف
رغم ان التنظيم قدم تطمينات قوية للمجتمع الدولي بدئت بإعلان انفكاكه عن تنظيم القاعدة و تعمقت في تصريحات للمتحدث باسم التنظيم للجزيرة نت منذ ايام بأنها تقبل بحل سياسي ضمن محددات وانها لا تتبع لأي جهة خارجية، وان جهادها وعملها منصب على إسقاط النظام كاملا بكافة رموزه ومؤسساته، فلم تلق أي ردود إيجابية حول تلك الخطوات
المشكلة ان الغرب لا يطلب من هذا التنظيم طلبات محددة فد ينفذها إذا اقتنع انها لمصلحة القضية السورية وموافقة للشرع لكن هذا للأسف لا يحدث.
اما بالنسبة لمحافظة ادلب فالمؤشرات التي اوضحناها تجعل محافظة ادلب بحكم التواجد القوي لفصيل فتح الشام هدفا للاستهداف والقصف من قبل قوات التحالف وهدفا للاقتحام والحصار من الروس والنظام وميليشيات ايران وحتى من قوات التحالف حيث لاحظنا منذ أيام بدء استهداف مقار لها في شمال محافظة ادلب.
لذلك تأتي هذه الدراسة في استشراف القادم بما يتعلق بمصير هذه المحافظة في اسقاطات على أقاليم عدة, إضافة للسيناريو الأول الذي نعتبره مقدمة للسناريوهات الباقية
السيناريو الأول: ادلب –ساحة حرب
لماذا نضع خيار الحرب في محافظة ادلب ببنما يتحدث الكثيرون عن سلام قادم بعد الأستانة
أ- هنالك كابوس لدى الروس والإيرانيين والنظام اسمه محافظة ادلب إنهم يتمنون ان يلقوا عليها احدى قنابلهم النووية وينتهوا من امرها لكن وفق رؤيتنا  لن يكون باستطاعتهم تحقيق رغبتهم  باسترجاع سوريا كلها ولا حتى محافظة ادلب بسبب عوامل منها الامتداد الواسع لهذه المحافظة حيث تعادل مساحتها ستون بالمائة من مساحة لبنان وكونها تضم عشرات الالاف من الثوار خلفهم حاصنة قوية مرتبطة بهم يمكنها في حال هوجمت في أرضها ان تقدم ابناءها لمعركة المصير فيرتفع عدد المقاتلين المدافعين ربما الى مائة ألف مقاتل
ب- لا يزال  خيار الحرب هو الخيار الاستراتيجي للنظام وايران و ميليشياتها فالهجوم على وادي بردى والزبداني وقصف حي الوعر ودرعا و ارياف حلب وحماة و ادلب لم يتوقف وكل حديث عن حلول لدى النظام وحلفاءه هو نوع من التقية السياسية وهذا ما كان واضحا في تطبيق اتفاق الهدنة  التي سبقتها هدن عديدة في السنوات الماضية لم ينفذها فاذا كان وقفا مؤقتا لأطلاق النار لم يستطع النظام و حليفه الإيراني احتماله ,فكيف سيقدم التنازلات التي ستدمر أساس بناءه وتجعله على شفا الانهيار وقد شهدنا مؤتمرات جنيف وغيرها كان يزوغ منها كما يزوغ الثعلب .
ب-ان التباين في توقعات مختلف الأطراف حول طبيعة الحل السياسي وكيفية تطبيقه يهيئ لحدوث جولات جديدة من المعارك خاصة اذا كانت نتائج المفاوضات تودي لحل سياسي لا يحقق الحد الأدنى من متطلبات الشعب السوري حرب وخاصة اذا استطاعت قوات الثوار توحيد صفوفها واستعادة زمام المبادرة وشن هجمات تؤدي الى اختراقات في الجبهات و هذا ما سيقوي موقفهم التفاوض في أي مباحثات سلام
لذلك من المتوقع قيام النظام وحليفه الإيراني وميليشياته وبدعم جوي روسي بعمليات جراحية عسكرية تعمل على إعادة تموضع الفصائل العسكرية وتضييق منطقة سيطرة الثوار في محافظة ادلب الى اقصى مدى وحصر المعارضة في بقعة محدودة حتى تستطيع ان تجبرها على عقد استسلام شبيه بما حدث في حلب أو لتحقيق مكاسب على الأرض تجري ترجمتها على طاولة المفاوضات لصالح النظام وحلفاءه
السيناريو الثاني – ادلب المحافظة السوداء-قندهار
على مدى العامين الماضيين، استخدم الأسد سياسة الحصار، والهدنة لإجبار المعارضة على الاستسلام، وقد تم ترحيل آلاف الثوار وأهليهم وحاضنتهم إلى إدلب -المنفى القسري-مما يعتبره الكثيرون محاولة مدروسة لجمع المقاتلين في مكان واحد بحيث يسهل استهدافهم وربما القضاء عليهم بين ظهراني المكان وهذا ما قد يجعل منها وفق هذا الخيار مسرحاً لحفل الدم القادم بعد حلب.
يتم الشحن الإعلامي ضد محافظة ادلب وشيطنتها ويتم الإيحاء بهتانا بانها ذات لون اسود وان النواة الصلبة لقيادة تنظيم "القاعدة" تتمركز بها في مقاربة مع إقليم قندهار في أفغانستان و الذي كان قاعدة لحكومة طالبان بين أعوام 1996- 2001ورغم ان جبهة فتح الشام المصنفة من قبل محلس الامن ضمن التنظيمات الإرهابية لا تتجاوز نسبتها  الخمس بالمائة من قوات الثوار الموجودين بمحافظة ادلب خاصة مع وصول كتائب الجيش الحر من بلدات ريف دمشق ورغم تواجد قوي لكيانات مدنية بها حيث تضم  مائة وثلاثون مجلسا محليا و هيئات سياسية ومئات المنظمات الإنسانية الأجنبية والعربية فان ما يتم تسويقه لهذه المحافظة انها المحافظة سوداء.
كما وجدنا لدى احتلال حلب فإن سياسة بوتين تعتمد على فرض الرؤية الروسية وفق مفهوم القوى الوحشية حيث تكلمنا عن خطة لحصر الثوار في منطقة يتم قصفها بوحشية حتى استسلام جبهة فتح الشام ومعها الكتائب الإسلامية المختلفة
سيفسح الروس للمتمردين “الخضر” مجالا لمغادرة المنطقة خلافا لـ(المجاهدين) “السود الذين سيضربون حتى الاستسلام او الموت في استنساخ لتجربة ضرب تنظيم القاعدة في أفغانستان.
لكننا نتساءل هل سيكون لدى تركيا ممانعة لهذه الخيار، فهي رغم توقيعها الاتفاق الثلاثي والذي ورد في المادة 8 منه التزام الأطراف بحرب مشتركة لمكافحة التنظيمين وفصلهما عن باقي التنظيمات فمن المحتمل أن تمانع تركيا هذا الخيار لأسبب أهمها: حجم الضحايا من المدنيين من المتوقع ان يكون كبيرا في ظل  الكثافة السكانية الكبيرة بها بما يقدر بمليوني نسمة وكذلك ووجود أكبر مخيم للاجئين في العالم بها وبالتالي ستدفق أمواج جديدة من النازحين الى حدودها إضافة لما قد يسبب هذا الخيار من خلق أعداء جدد لتركيا من الفصائل التي سيتم استهدافها
السيناريو الثالث –ادلب –غزة
سيكون خيار غزة هو الخيار العسكري الأقل عنفا في التعامل مع محافظة ادلب قياسا للخيارات العسكرية الأخرى وهذا الخيار يمكن هضمه أكثر من قبل العالم الحر-كما يدعى-خاصة بعد الضجة والتظاهرات والادانات العالمية للقصف والمجازر التي رافقت استرجاع حلب. ويمكن ان تكون قوات التحالف  شريكا في هذا السيناريو.
يمكن أن يأتي هذا الخيار وفق رؤيتنا بعد خيار العملية الجراحية العسكرية التي تحدثنا عنها بحيث يتم ما يلي :
-حشر الفصائل العسكرية الموجودة في ادلب في بقعة جغرافية ضيقة (إعادة سيناريو اسرائيل في غزة عندما حصرت حماس والجهاد الإسلامي)
استهداف الفصائل الإسلامية التي تصنف بانها متشددة واستنزافها ومن يؤيدها كي تقدم استسلامها وتطالب بحل ما مع روسيا وقوى التحالف
القيام بعمليات كتلك التي تقوم بها إسرائيل في غزة من اصطياد للقيادات والناشطين الإسلاميين وقد بدء هذه السيناريو بالتصاعد في استهداف طيران التحالف لمقار لفتح الشام في سرمدا منذ ايام
-استخدام سلاح الحصار والتجويع ضد القوى الإسلامية وحاضنتها.
-يمكن لروسيا ومن بتحالف معها في حصار قطاع ادلب-غزة ان تسمح للفصائل المختلفة من الخروج من المنطقة وترك فتح الشام وبقايا جند الأقصى ومن يؤيدها في هذه المنطقة الضيقة
-في النهاية من الممكن القبول بخروج هذه القوى ربما الى مناطق تنظيم الدولة العراق اسوة بما حدث في ريف دمشق عندما فتح الطريق النظام لها لتصل حتى الرقة
سيكون معبر باب الهوى هو معبر رفح الذي تصل منه المعونات الى القطاع بحيث تمنع أهلها من الموت جوعا ومرضا
بهكذا خيار تبقى محافظة ادلب منطقة لتصفية الحسابات الدولية فيها مع ما يعتبروه فصائل تتبنى الإسلام المتشدد حيث تكون هذه السيناريوهات هي المرحلة الأخيرة من قصة الغرب وروسيا مع المتشددين حيث سمحوا لهم خلال السنوات السابقة بدخول سورية كي يكون مقتلهم بها
وهنالك خيار ضمن هذا السيناريو هو ان يتم تطويع القوى السلامية في كيان غزة ادلب بما يشبه حال غزة وربما تعاد “تجربة حماس في مقاومة الاحتلال من خلال مشروع إسلامي ووطني في هذه البقعة يجمع بين الجهاد والسياسة
السيناريو الرابع – حرب السنة -بنغازي
يثير الاقتتال الداخلي الذي وقع العام المنصرم بين فصائل عديدة في مختلف المناطق المحررة في نفوس حاضنة الثورة قلقا حول المستقبل وينازعها القلق والخوف من اندلاع الحرب بالوكالة كحال بنغازي بين أخوة الثورة والتراب عندما يتم تنفيذ لتعاليم الدول الداعمة ولية الأمر وصاحبة القرار.
من الواضح عبر قراءة سير المعارك والاحداث في المرحلة السابقة وجود نوع من الارتباط بين اغلب فصائل الثوار بنوعيها الإسلامية والجيش الحر بدول داعمة وفق اتفاقيات عير معلنة ساهمت في فتح معارك وإيقاف معارك في العديد من مناطق سورية أيضا تجلى الامر في معارك بين العديد من الفصائل التي جرت مؤخرا في ريف ادلب وحماة وغوطة دمشق تمت بناء على أوامر خارجية
في خيار بنغازي وهو الأكثر ايلاما للقلب تقوم فصائل الثوار بتوجيه بنادقها نحو حليف الامس ويتم تشجيع الاقتتال بين الفصائل السنية خاصة ممن يتم تصنيفها بالتشدد مع والفصائل المعتدلة من الجيش الحر وحتى اقتتال الفصائل الإسلامية فيما بينها
سيكون القادة جاهزون لشحن عناصرهم والشرعيين جاهزين لإصدار الفتاوى المطلوبة لبدء القتال بين الأخوة وبذلك نكفي النظام والروس وقوات التحالف مؤونة القتل والقتال ونوفر دمائهم والأرواح وسوف يتيح هذا السيناريو لمجرمي الأسد وحلفائهم غسل جرائمهم بل مجازرهم التي اقترفوها فالكثير من الثوار سوف يوجه سلاحه الى من قد يكون اخوه او جاره او ابن عمه والحجة جاهزة انهم غلاة ارهابيون من العصر الحجري
سيشكل ذلك تماهيا مع رواية النظام حول حربه للثورة السورية بأنها حرب مع الإرهاب وليس حرب الباحثين عن الحرية المفقودة.
سيكون هذا الخيار مدمرا وحارقا ليس للثورة فقط وإنما للجارة تركيا التي سيقف على حدودها مئات الالاف من الهاربين من الموت ووقد يقوموا باجتياح تلك الحدود مهما كان الثمن 
في ذلك السياق نرى في المناطق المحرر إرهاصات لهذا السيناريو ويتجلى بتفلت أمني في محافظة ادلب أدى لمقتل العشرات من الثوار، وسجلت كافة الاعتداءات وحتى الاعتقالات ومداهمة الحواجز والمقرات وتصفية قادة ضد مجهول
اما الاشتباكات وحالات الاقتتال الداخلي التي ظهرت بها بيانات وفتاوي فلا تعد ولا تحصى بدة من اشتباكات الغوطة وحتى المعارك في ريفي ادلب وحماة
السيناريو الخامس –ادلب -كوتا
ستكون محافظة ادلب مع مناطق من الحدود الشمالية وفق هذا السيناريو ضمن (الكوتا التركية) أي منطقة الحصة التركية في مناطق النفوذ وهذا كما نتوقع كان أحد التفاهمات الغير معلنة للاتفاق الثلاثي والتي ستبقى طي الكتمان حتى تترجم تلك المناطق حدودا وكيانات على الأرض. وهذا ما أكدته وكالة رويترز في أن الاتفاق الثلاثي قسم سوريا الى مناطق نفوذ غير رسمية للقوى الموقعة
هنالك مؤشرات على ذلك الخيار منها معلومات عن نية الحكومة التركية انشاء مدن بكاملها في مناطق النفوذ عندما تفرغ قواتها من مهماتها العسكرية حيث تدور مباحثات مع شركة “TOKI لإنشاء مدارس وشقق ومنشآت اجتماعية في تلك المناطق. وقيام منظمة ihh التركية بإنشاء سلسلة من المنشآت الصحية فيها
ايضا قيام تركيا حاليا بإيصال الكهرباء من داخل الأراضي التركية إلى محافظة ادلب في هذا شهر كانون 2 تتبعها المياه كما تناهى لنا وتم في الفترة القريبة توسيع تغطية الهواتف الخلوية التركية داخل سورية
أيضا من المؤشرات اطلاق والي كلس مشروعا غير مفهوم يهدف الى توثيق أملاك السوريين في وطنهم لدى مؤسسة حكومية تركية.
ستحتفظ منطقة النفوذ هذه بادلب الزاوية الغربية من خاصرة تركيا الجنوبية ليس طمعا بأرض بل حاجة لأمن وبنفس الوقت تكون المنطقة مجالا لإيواء النازحين السوريين بعد جلبهم من المخيمات التركية وعازلا بين تركيا وسوريا المفيدة  وهذا أيضا ما يتوافق مع رغبة ترامب إقامة “مناطق آمنة” لمساعدة المدنيين المحاصرين في الصراع الدموي السوري.
في حال وجود تفاهمات دولية على تغيير خارطة سايكس بيكو يمكن ضم هذه المنطقة الى تركيا ونتوقع ان يلاقي هذا ترحيبا من سكان المحافظة خاصة إذا خير بين تركيا وسوريا المفيدة بانتداب روسي وحكم يعاد انتاج نظام الأسد بها
كما ان السوري الذي ذاق كاس الفقر والفاقة والفوضى في المناطق المحررة يحتاج الى دولة قوية تؤمن له الأمان والنظام والحرية والكرامة وكذلك مزايا التامين الصحي والاجتماعي وفرص العمل وللأبناء فرص التعليم.
هنالك مؤشرات أيضا على مشروع العثمانية الجديدة منها منح الجنسيات للمستثمرين والفئات ذات الثقافة العالية وحذف مناهج اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا من المدارس السورية في تركيا .
وماذا بعد
هل ننتظر السيناريوهات التي ذكرت والتي ان اختلفت لكن أغلبها يتشابه في المصير انه القتل والدمار وقوافل النزوح وسنوات أخرى من التغريبة السورية
اننا نرى أنه لابد من ان يأخذ الثوار المبادرة بتوحدهم وتجاوز نكسة حلب وان يتم استثمار الهدنة ولو طبقت بشكل جزئي في تمتين الجبهات السياسية والعسكرية والأمنية استعداداً لأخذ زمام المبادرة وخير لقوى المعارضة أن تدخل أي مفاوضات وهي متماسكة قوية بدل ان تدخلها في حالة التشرذم والضعف.