اخر تحديث
الأحد-05/05/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ اختيار المرشّح ، للمنصب العامّ ، واختيار مَن يعيّنه : بين الأخلاق والنتائج
اختيار المرشّح ، للمنصب العامّ ، واختيار مَن يعيّنه : بين الأخلاق والنتائج
22.12.2018
عبدالله عيسى السلامة
أن يَختار المرء ، حارساً خاصّاً ، لبيته .. أو حاجباً خاصّاً ، لمكتبه .. فهذا من حقّه ، الذي لا ينازعه ، فيه أحد ؛ فهو أدرى : بمصلحته ، وبالشخص المناسب ، لحفظها !
أمّا أن يَختار حارساً ، لبناية كبيرة ، فيها بيوت كثيرة .. أو حاجباً ، لدائرة ، فيها مكاتب عدّة؛ فهذا ليس من حقّه ، منفرداً ، ويجب أن يوافق ، على اختياره ، للحارس ، سكّان البناية .. وأن يوافق ، على اختياره ، للحاجب ، الموظفون الآخرون ، في دائرته ؛ فقد لايرى سكّان البناية ، أو بعضهم ، الحارسَ ، مناسباً لهم ! وقد يكون لكلّ منهم ، اختياره الخاصّ .. وقد لا يَرى موظفوالدائرة ، أوبعضُهم ، الحاجبَ ، مناسباً لهم ، وقد يكون لكلّ منهم ، تفضيلُه الخاصّ ! وفي هذه الأحوال ، سيكون من حقّ كلّ منهم ، رفض الشخص المعيّن ، حارساً أو حاجباً ، ويمارس كلّ منهم حقّه، في اختيار مَن يناسبه ؛ فيحصل التنازع ، بين سكاّن البناية، أو بين موظفي الدائرة !
فهل فرْضُ شخص ما، على مجموعة من الناس ، حارساً أو حاجباً؛ هل هو من حُسن الخلق؟ وهل يحقّ لشخص واحد ، أن ينصّب ، على الناس ، مالا يؤخذ رأيهم فيه ، إلاّ إذا كان وصيّاً عليهم !
هذا ، على مستوى حارس ، أو حاجب ! فكيف يكون الحال ، عند اختيار رجل ، لمنصب قيادي ، أو إداري ، ليخدم مصالح أشخاص قليلين، قبل المصالح العامّة ، التي وُضع المنصب لأجلها ؟ وكيف يتصوّر العاقل ، التنازع الذي يحصل ، بين أصحاب المصالح الفردية ، الخاصّة ، عند اختيار رجل ، لمنصب عامّ ، يقع تحت مسؤوليته ، ألوف الناس، وهو مكلّف، بحماية أنفسهم ، وأموالهم ، أمنياً.. وباختيار المواقف السياسية ، المناسبة لهم ، حاضراً ومستقبلاً !؟
وما ينطبق على المرشّح ، للمنصب القيادي ، ينطبق ، بالضرورة ، على اختيار الأشخاص، الذين يختارونه !
كان أحد المرشّحين الدائمين ، لمجلس النواب السوري ، في فترة ما ، من تاريخ سورية ، يشتري صوت الناخب ، بخمس ليرات سورية ، أو بحذاء ، ثمنه خمس ليرات ، يسمّى: (داسومة – تاسومة) ! وكان يحتفظ ، بفردة الداسومة ، ويعطي الناخب ، الفردة الأُخرى ! فإذا تأكّد ، من أنه انتخبه ، يعطيه الفردة الأُخرى ! وحين يصبح المرشّح ، عضواً في البرلمان، يبيع صوته ، لمن يدفع له ، أكثر من غيره ، عند انتخاب رئيس الجمهورية ، أو رئيس الوزراء ! وقد يكون الثمن : سيارة فخمة ، أو مزرعة .. أو تمرير صفقة ، من المخدّرات ، أو المهرّبات، التي كان يتاجر بها النائب المحترم !
وهكذا ، يعود الصوت ، الذي بيع ، بداسومة ، تُلبس بالرجل، ( ويسمّونها، في حلب ، صُرماية ) .. ليقع ، على رأس الناخب ، والشعب ، كلّه ، صفعاً ، بالصرامي !
وهكذا ، يكون بيع المصالح العامّة ، للوطن والشعب ، بمصالح شخصية هزيلة ، لأصحاب الأصوات الرخيصة ، المعبّرة عن نفوس رخيصة !