الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إهمال سورية ومآلاته

إهمال سورية ومآلاته

05.07.2015
أيمن الحماد



الرياض
السبت 4/7/2015
وزراء داخلية دول الخليج الذين اختتموا اجتماعهم الأخير في الكويت يدركون أن دولهم مستهدفة من خلال عمليات إرهابية دموية تطال من حالة الأمن والاستقرار التي ميزت دول التعاون؛ وسط محيط ملتهب يشكو من حالة تضعضع وفوضى تضرب أطنابها هنا وهناك.
الدول الخليجية والعربية التي طالها شرر الإرهاب تدرك أنها ليست بمعزل، وقد حذرت المملكة في وقت سابق أن التخاذل الدولي في محاربة الإرهاب سيمكنه من الوصول إلى الدول الغربية، التي طال مواطنيها هجمات ارهابية في الداخل والخارج. وحدا مؤخراً برئيس الوزراء البريطاني شن هجوم على "داعش"، وقال المتحدث باسمه إن كاميرون يسعى إلى مستند تشريعي لضرب التنظيم في سورية وهنا مربط الفرس.
إن إهمال الوضع في سورية لسنوات جعل من هذه الدولة معسكراً تدريبياً ضخماً للجماعات المتطرفة، وعلى رأسها "داعش" الذي مكنها ذلك الإهمال الدولي إلى التخطيط والقدرة على التفكير وشن الهجمات عبر الحدود، وتحقيق انتصارات في الرمادي والموصل وتدمر، وإن كان هذا التمدد سيلقي بظلاله على قدرة تنظيم "داعش" في إدارة هذه المناطق فلا طاقة لديه ولا خبرة في الوقت الحالي على الحوكمة، وتحمل أعباء هذه المناطق ما يجعل خسارتها واردة عند أي هجوم محكم يقوده جيش منظم لا سيما بعيداً عن مراكز ثقلها التي تعد محافظة الرقة إحداها على سبيل المثال.
ومن هنا نلفت إلى أن قوات البيشمركة الشرسة استطاعت إلحاق الهزائم ب"داعش" وكسر عظمها في كوباني وتل أبيض وفي كركوك، وهذا الأمر يعزز من وجهة نظرنا بعدم قدرة هذه الحركة الهجينة من التماسك أمام القوات المنظمة، لكن جدير بنا أن ندرك بأن تقاطع المصالح بين "داعش" والنظام السوري يدفعهما إلى مهاجمة المعارضة السورية المعتدلة باعتبارها عدواً مشتركاً، فالتنظيم يرى أن مهاجمة المعارضة "المرتدة" أهم من محاربة "النظام" الذي لا يكف عن تسمية المعارضة بالإرهابيين في حين لا مانع لديه من سيطرة "داعش" على مخيم اليرموك الملاصق للعاصمة دمشق دون أن يتعرض له.
يتضح أن دول الخليج اليوم وفي ظل القلق الدولي الحاصل جراء هجمات الإرهاب التي طالت فرنسا وسياحاً غربيين في تونس، جديرٌ بها قيادة جهد دولي لتعزيز التحالف القائم حالياً لاستئصال الارهاب بشكل أكثر تنظيماً وفعالية من الضربات الجوية التي على الرغم من الحاقها الضرر إلا أنه لم تلحق ضعفاً أو تقضي على التنظيم، ما يجعل التحالف الدولي مطالباً بتعزيز قدرات القوات السورية المعتدلة على الارض، وهي التي ألحقت مؤخراً بجيش "النظام" خسائر فادحة، واربكت صفوفه وبالتالي اسقاطه واضعاف "داعش" والقضاء عليها.