الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إلى ماذا تلمح موسكو بالقول إن هجمات إسرائيل على الجنوب السوري تحوله ساحة "حرب ذكية"؟ 

إلى ماذا تلمح موسكو بالقول إن هجمات إسرائيل على الجنوب السوري تحوله ساحة "حرب ذكية"؟ 

14.01.2021
هبة محمد



القدس العربي 
الاربعاء 13/1/2021 
دمشق – "القدس العربي" : في تلميح روسي متعمد، يسبق قدوم الإدارة الأمريكية الجديدة، وبنية تسويقية لأهداف سياسية معينة، نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، مقالاً تحت عنوان "سوريا يمكن أن تصبح ساحة حرب عالية الدقة" حول استعدادات إسرائيلية لنزاع مسلح على الحدود مع سوريا في 2021. 
وسلطت الصحفية الروسية، الضوء على خطة إسرائيلية لتحويل الجنوب السوري إلى ساحة "أول حرب شمالية" بين إسرائيل والقوات الإيرانية. وجاء ذلك في تقويم للتهديدات للعام 2021 الذي قدمه معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب (INSS). وحسب المقال ينصح الخبراء، ومعظمهم من الممثلين السابقين للجيش الإسرائيلي ووكالات الاستخبارات، بالاستعداد جيداً لمثل هذا التطور في الأحداث، وإلى ذلك، فإن الميليشيات الموالية لإيران، وفقاً لهذه الحسابات، قادرة على زيادة دقة ضرباتها بشكل كبير في هذا العام. 
خبير عسكري لـ "القدس العربي": المعلومات ترويج روسي لأهداف سياسية 
ويظهر السيناريو العسكري أيضاً في الجزء من التقرير، الذي يتناول المحاولات المحتملة من قبل إدارة جوزيف بايدن للعودة إلى الحديث عن خطة العمل الشاملة المشتركة (الصفقة النووية). وجاء في التقرير أيضاً "يوصي خبراء معهد دراسات الأمن القومي بأن تستعد إسرائيل لاحتمال ما يسمى الخيار العسكري الموثوق إذا كان بايدن يريد استعادة مشاركة الولايات المتحدة في هذه الاتفاقية متعددة الأطراف. لكن في الوقت نفسه، يشير المحللون إلى أن: تغيير الإدارة في الولايات المتحدة ووصول الرئيس المنتخب بايدن إلى البيت الأبيض يتطلبان من إسرائيل إيجاد سبل للحوار والتأثير من شأنها أن تقلل مخاطر العودة المحتملة إلى الاتفاق النووي الخاطئ". وفي الوقت نفسه، "قررت قيادة الجيش الإسرائيلي هذه الأيام تغطية مناطق جنوب إسرائيل. فنشرت بطاريات القبة الحديدية الدفاعية المضادة للصواريخ" … وذلك تحسباً "لشن هجوم على مواقع إسرائيلية". 
وتنتشر قوات الحرس الثوري الإيراني والميليشيات المرتبطة بها والتي يقدر تعدادها بأكثر من 100 ألف، تمتلك 131 موقعاً عسكرياً على امتداد الأرض السورية، ما بين قاعدة ونقطة تواجد، وذلك ضمن 10 محافظات وهي: 38 في درعا، و27 في دمشق وريفها، و15 في حلب، و13 في دير الزور، و12 في حمص، و6 في حماة، و6 في اللاذقية، و5 في السويداء، و5 في القنيطرة، و4 في إدلب. 
وانتقد الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء فايز الدويري، المعلومات الواردة في التقرير الروسي، واعتبرها ترويجاً روسياً لأهداف سياسية. وقال لـ"القدس العربي": "حتى هذه اللحظة لا توجد مؤشرات على تحضير إسرائيل لأي عملية عسكرية في الجنوب السوري" وأضاف "التقرير الروسي لا يعتد به، فإسرائيل ليست في وراد أن تفتح حرباً جديدة، فهي تعتمد على مقاربة العمليات الجراحية الدقيقة، أينما يظهر نشاط لإيران أو أذرعها فتقوم بمعالجة آنية محدودة". فالاحتلال الإسرائيلي وفق رؤيته، لا يعطي الفرصة لإيران أن ترد ولا يعطيها الفرصة لأن ترسخ وجودها، وقال "المعلومات ممكن أن يكون لها أهداف سياسية بعيدة المدى، فروسيا في حاجة لإيران في سوريا على المنظور القريب، ولكنها ليست بحاجتها وهي ضد تواجدها في السياق الاستراتيجي، لأن إيران موجودة في 90% من المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام، ولديها اتفاقيات دفاعية مشتركة، ولديها اتفاقيات تجارية ولديها أهداف مذهبية لنشر التشيع، وبالتالي هذا نوع من التلميح قبل قدوم إدارة امريكية جديدة". 
وفي المقابل، يتوقع مراقبون وخبراء أن تلجأ إسرائيل إلى عملية عسكرية محدودة ودقيقة في الجنوب السوري، إذا تعذرت الضربات الجوية والصاروخية في تأمين الهدف الذي تسعى له إسرائيل، فقد يشن جيش الاحتلال وفق رؤيتهم عملية في منطقة الجنوب من أجل إقامة منطقة آمنة. 
وفي هذا الإطار رجح الباحث في المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام رشيد حوراني أن تشن إسرائيل هذه الهجمة، مضيفًا لـ"القدس العربي" "فهي تأخذ أمرين في الحسبان عملية عسكرية لتأمين حدودها على غرار العمليات العسكرية التركية في شمال سوريا، والأمر الآخر رفض السكان للمشروع الإيراني في المنطقة". 
وأضاف المتحدث "طيلة الفترة الماضية ومنذ دخول المنطقة الجنوبية اتفاق التسوية في أيلول/سبتمبر 2018 نما التواجد الإيراني تحت العين الروسية وبرضا منها، وأنشأ "حزب الله" والميليشيات الإيرانية محور انتشار من منطقة الحرمون وحتى معبر نصيب، والهدف من ذلك (النمو تحت العين الروسية) هو أن روسيا لا ترغب بمواجهة ايران في سوريا، فسمحت لها بالانتشار في الجنوب لتشكل ذريعة لإسرائيل ومن يدعمها بالتدخل العسكري ضدها وتكون بذلك روسيا وفرت على نفسها عناء مواجهة إيران وحققت رغبة المجتمع الدولي بإخراج إيران من سوريا". 
وكان سلاح جو الاحتلال الإسرائيلي، قد ألقى الأسبوع الفائت، بعد ساعات من القصف الصاروخي الذي طاول مواقع عسكرية عدة لقوات النظام السوري وميليشيات إيران في محيط العاصمة دمشق وجنوب سوريا، منشورات ورقية موجهة لقائد اللواء 112 في جيش النظام بشكل مباشر. 
وجاء في المنشورات الورقية "السيد باسل أبو عيد قائد اللواء 112 على الرغم من إنذاراتنا السابقة، إلا أنك لا زلت تتيح للحرب التواجد في منطقتك والانخراط في وحدتك وبين عناصرك، أنت تعرض حياتك وحياة عناصرك لخطر، أنت وهم في غنى عنه خدمة لمصالح حزب الله التي يسوقها على أنها تخدم الجنوب السوري وهذا كذب ورياء". 
وأضاف جيش الاحتلال في مناشيره "ما هو دور حزب الله في الجنوب السوري؟ ما هي إنجازاته في إعادة تأهيل المنطقة والجيش؟ هل استغلال الأوضاع المعيشية الصعبة للسكان وتجسيدهم للقيام بأعمال إرهابية يخدم المصالح السورية؟ هل استغلال البنى التحتية والمواقع العسكرية خاصتك للقيام بأعمال إرهابية يخدم المصالح السورية، حزب الله جلب الدمار وعدم الاستقرار للمنطقة بسببه أنت شخصيًا والجيش عامة تدفعون الثمن". 
وتابع أيضًا: "حان الوقت لخروج حزب الله من سوريا، حان الوقت لخروج حزب الله من اللواء 112 كن سوريا حقيقياً يعمل لخدمة شعبه وبناء وطنه واتخذ الإجراءات الصحيحة قبل فوات الأوان".