الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  إلى طفل الغوطة  :لم يخذلوك، بل أسلموك !؟

إلى طفل الغوطة  :لم يخذلوك، بل أسلموك !؟

24.03.2018
يحيى حاج يحيى




لا ! و الذي فَطَرَ السما
 لم يخذُلوك
لكنهم ، لعَدوِّك النذلِ المُدجّج بالحقارةِ
أسلموكْ !
لم يخذلوك
و إنما صمَتوا ، و بعضُ الصمتِ كُفرٌ
فيه ألفٌ مِنْ شُكوك؟!
لم يخذلوك
فبعضُهم يدعوكَ للصبر الجميلِ
كأنّ أمّكَ هاجَرٌ
و كأنّ أيّوباً أبوك !
لم يخذلوك
فقد بَنَوْا قربَ الحدود مخيماتٍ
في الفلاة ليسكنوك!
لم يخذلوكَ
فقد علَتْ أصواتُهم كالرعدِ
يهدِرُ مُنذرا
يا ليتهم برَذاذ ماءٍ أمطروك !؟
لم يخذلوك
فقد أثاروا نخوةَ الدنيا
لِما يجري عليكَ
ألا ترى الآلافَ مجتمعينَ
 بالخُطب البليغةِ ، و البيانات الشديدةِ
أيّدوك ؟!
هم في المجالس يدعمونك بالمديحِ
وفي النوادي بالقصائد و المنائحِ
و الفضائياتُ غاضبةٌ
تبُثّ مسلسلاتٍ للذي تلقاهُ
مِمّن شرّدوك!
لم يخذلوك
و كيفَ ؟ و الإسلامُ يدعوهم بألّا يُسلموك
و رسولُنا - أفدي الرسولَ - يحثّهم أن يَنصروك ؟!
لم يخذلوك
فيا مهاجرُ كان في الشام الأبيّةِ قلعةً
فيها بقايا عزّةٍ !
أرأيتَ أنصاراً بلُقمةِ عيشِهم قد شاطروك؟
فلقد تَضيقُ الأرضُ بالأحرارِ
لكنْ قلبُ مَن آخاكَ
يبقى واسعا
بحراً على شطآنهِ
يأوي بنوك !!
و شفاهُ مَن واساكَ
تعلوها ابتساماتُ الوفا
نادتكَ : أهلاً بالحبيبِ و مرحباً
أناْ يوسفٌ .. أنا يوسفٌ
لا تبتئسْ !
إني أخوك  !؟