الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إلى جنود التسويات

إلى جنود التسويات

18.05.2019
حسن الدغيم


نداء سوريا
الخميس 16/5/2019
نتلقى وبكل أسفٍ وحرقة، وفي كل يوم أنباءً تتحدث عن مقتل عدد من جنود (التسويات والمصالحات) على جبهات ريف حماة وإدلب، وكان هؤلاء من فترةٍ ليست بالبعيدة ضمن صفوف الثوار ضد نظام الأسد المجرم .
عندما سيطر النظام السوري ومن خلال البطش الروسي والميليشيات الإيرانية، على بلدات الغوطة والقلمون ودرعا ، قام باعتقال عدد لا بأس به من الشباب وزج بهم على جبهات القتال ضد إخوتهم الذين كانوا منذ سنة في خندقٍ واحد ضد النظام المجرم .
والقتال مع النظام المجرم ليس مسألة تتحمل وجهات النظر، فهي جريمة مكتملة الأركان يستحق من يقع بها ما يستحقه بشار الأسد وأركان ظلمه من اللعن والاحتقار واستحقاق القتال والقتل بكل الوسائل الممكنة.
وإن كنا نتكلم معهم اليوم – أي مع جنود التسويات- فلظننا ببقاء خميرة مستقرة في نفوسهم وبريق من 2011 ما زال يلمع أمام أعينهم، وفيهم من بقية الخير ما يزيل الغشاوة عن عيونهم والتي عمَّت على قلوبهم فانساقوا في جيش الباطل.
ليس لأحد كائناً من كان طائعاً أو مُكرَهَاً غنياً أو فقيراً، في مناطق سيطرة النظام المجرم أو خارجها، أن يكون جندياً في الجيش الذي يقتل السوريين ويصعق المعتقلين ويقيم لهم مسالخ البشر ومحارق الجثث ولا يعرف إلا لغة البراميل المتفجرة .
كل الذرائع التي يرّوج لها شياطين الإنس والجن بمن فيهم مفتي نظام الفجور وأبواقه وكهنته والتي يبرر بها الالتحاق من قِبل جنود التسويات بالجيش السوري المجرم وتشكيلاته الميليشياوية ، كلها ذرائع باطلة ساقطة لا تستقيم إلا عند عديمي الإنسانية والضمير وعبيد الذل والهوان.
لا فشل الثورة وهي لم تفشل ولا غلبة الباطل وهو لم يغلب ولا سحق الحق وهو لم يسحق ولا خطايا الثورة ولا أخطاء الثوار وقد أخطؤوا ولا قتال المتطرفين كما يدعي نظام السوء ...نقول كل هذا ولو حدث لا يبرر للإنسان أن يكون مجرماٌ أن يكون قاتلاً أن يكون شبيحاً، فالوقوف مع الحق قضية أخلاقية ضميرية، لا علاقة لها بالموقف العسكري انتصاراً أو هزيمة .
لمن يقع تحت الإكراه فهو يعذر في أمورٍ تتعلق بعبادته أو آرائه أو معيشته، ولكن ليس له أن يتخوض في دماء الأبرياء بحجة الحفاظ على حياته، فحياته ليست أغلى من حياة الآخرين حتى يقتلهم ليسلم هو، حتى لو قُتل ليس له أن يقتل بريئاً، فكيف أن يقتل ثائراً ضد نظام الأسد المجرم .
ليس من خيار هناك أمام جنود التسويات إلا تفريغ مخازنهم في صدور مشغليهم من ضباط الأسد المجرم، والقيام بالأعمال الأمنية ضد الجيش المجرم ولو أدى ذلك لقتلهم وهي الطريقة الوحيدة ليكفروا عن أنفسهم جريمة الالتحاق بالجيش الميليشياوي السوري.