الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "إسرائيل" وهدنة الجنوب السوري

"إسرائيل" وهدنة الجنوب السوري

23.07.2017
يونس السيد


الخليج
السبت 22/7/2017
الخلافات المستترة بين "إسرائيل" وروسيا والولايات المتحدة حول وقف إطلاق النار في الجنوب السوري، سرعان ما ظهرت إلى العلن بعدما ظن الجميع أن الجانب "الإسرائيلي" وافق ضمناً على الاتفاق الأمريكي الروسي الأردني الذي تزامن إعلانه مع لقاء ترامب وبوتين على هامش اجتماعات قمة العشرين في هامبورغ.
في البداية، ظهر الموقف "الإسرائيلي" متحفظاً، رغم ما قيل عن محادثات أجراها نتنياهو في هذا الشأن مع الجانبين الأمريكي والروسي، ثم انتقل إلى الرفض الصريح للاتفاق خلال محادثات نتنياهو مع الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون في باريس قبل أيام، وهو الأمر الذي استدعى من الكرملين إرسال تطمينات إلى "إسرائيل" بأن موسكو وواشنطن أخذتا المصالح "الإسرائيلية" في الاعتبار. هذه المصالح التي تسرب بعضها من جانب نتنياهو خلال قمة إقليمية في بودابست، عن طريق خطأ فني عندما تحدث دون أن ينتبه إلى أن الميكروفون ما زال يعمل، عن توصله إلى تفاهم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقضي بضرب قوافل أسلحة إيرانية في سوريا مرسلة إلى "حزب الله"، كاشفاً علناً، للمرة الأولى، أن قواته ضربت هذه القوافل عشرات وعشرات المرات.
لكن ليس هذا كل شيء، فالموقف "الإسرائيلي" يستند أساساً، ليس فقط إلى إبعاد القوات الإيرانية و"حزب الله" عن الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، وإنما يسعى إلى إخراج كل هذه القوات من الأراضي السورية، باعتبار وجودها يغير خريطة المنطقة، ويشكل تهديداً لقواتها وربما للعمق "الإسرائيلي"، كما أنها تتحفظ أصلاً على وجود قوات فصل أو مراقبة روسية في الجنوب السوري، وهو دور أنيط بروسيا في إطار الاتفاق، ذلك أنها لا ترى في الوجود الروسي على "حدودها" ضامناً لأمنها، بل على العكس ترى فيه مصلحة للنظام السوري وحلفائه، عبر الاستفادة من هذا الاتفاق لتثبيت قواعد أو نشر قوات على مسافة قريبة من الحدود الشمالية، خصوصاً أنها تعتبر أن الاتفاق لم يشر بكلمة واحدة، لا من قريب ولا من بعيد، إلى القوات الإيرانية و"حزب الله". والأهم من ذلك كله، أن "إسرائيل" ترفض، من حيث المبدأ، وضع أي قيود على حرية حركة قواتها في التدخل في الساحة السورية وقتما تشاء وكيفما تشاء، وبالتالي فإن السؤال المطروح: هل ستتمرد "إسرائيل" على الاتفاق الأمريكي الروسي وتنسف هدنة الجنوب السوري، التي لا تزال متماسكة منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في التاسع من يوليو ، أم أنها ستنصاع للإرادة الأمريكية الروسية ولو مؤقتاً؟ وحدها الأيام القادمة ستجيب عن هذا السؤال!