الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إسرائيل تترقب رداً إيرانياً لا يتجاوز الخطوط الحمر

إسرائيل تترقب رداً إيرانياً لا يتجاوز الخطوط الحمر

08.01.2020
المدن


المدن
الثلاثاء 7/1/2020
قالت وسائل إعلام عبرية إن الحكومة الإسرائيلية اتخذت إجراءات احترازية، تحسباً لهجمات محتملة قد تشن انتقاما لاغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني بغارة أميركية في العراق.
وأكدت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن الحكومة قررت رفع درجة التأهب الأمني في جميع سفاراتها وقنصلياتها في العالم حتى الدرجة الثانية، مع الإيعاز لممثلي إسرائيل في مختلف أنحاء العالم باتخاذ احتياطات إضافية و"توخي الحذر في كل خطوة".
في غضون ذلك، نقلت الصحيفة عن قيادي أمني في غلاف غزة قوله، إن القوات الإسرائيلية تتابع التهديدات من قبل الأمين العام ل"حزب الله حسن نصر الله وأتباعه، وتراقب الوضع عند حدودها في ظل اغتيال سليماني، مشيراً إلى أن الفصائل والجماعات الموالية لإيران تواجه هذه المرة ضغطاً استثنائياً و"رصت صفوفها لتهديد إسرائيل".
ومن المقرر أن يعقد المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابنيت" اجتماعا لبحث التهديدات المحتملة من قبل إيران.
وكان القائد السابق للحرس الثوري الإيراني محسن رضائي قال الأحد، إنه إذا نفذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديداته بضرب إيران، فإن بلاده ستهاجم حيفا والمواقع الإسرائيلية و"ستمحو إسرائيل عن وجه الأرض".
وقال محسن رضائي الذي يشغل حالياً منصب أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام، أمام تجمع للمشيعين في طهران، إن "انتقام إيران من أميركا على اغتيال سليماني سيكون قاسياً.. ستكون حيفا ومراكز عسكرية إسرائيلية ضمن الرد".
كما قال رضائي إن الولايات المتحدة أقدمت على مقامرة خطيرة باغتيالها قاسم سليماني، مؤكداً أن الظروف في المنطقة ستكون صعبة على القوات الأميركية في المستقبل.
وخلص محللون وباحثون في إسرائيل إلى أن إيران غير معنية بمواجهة وحرب شاملة مع أميركا وحلفائها في الشرق الأوسط رداً على اغتيال سليماني، وأجمعوا على أنها ستكتفي بالانتقام من أهداف أميركية وإسرائيلية وربما سعودية.
ورأى المحلل العسكري في "هآرتس" عاموس هرئيل أن أميركا راهنت على جميع الأوراق في اغتيال سليماني، وهو الرهان الذي يثبت خطوة أخرى على طريق الحرب والمواجهة مع إيران، حيث ساهمت إسرائيل في العام الأخير بتفاقم الاحتكاك بين القوات الإيرانية والأميركية.
ويعتقد هرئيل أن الرد الإيراني العنيف سيأتي لا محالة، وقد يستغرق الأمر وقتاً طويلاً ليمتد عبر العديد من الساحات والميادين في الشرق الأوسط وحول العالم، مضيفاً أن عملية الاغتيال تقرب الولايات المتحدة وإيران من حرب لا تريدها الدولتان، علماً بأن تصادما مباشراً بين واشنطن وطهران يمكن أن يؤدي إلى تورط إسرائيل أيضاً.
وحول خيارات وسيناريوهات الرد الإيراني على اغتيال سليماني، يقدر المحلل العسكري أن الرد الأولي والأساسي في هذه المرحلة سيكون من خلال ضرب الأهداف الأميركية في العراق، لكنه لا يستبعد إمكانية أن تكون الأهداف السعودية في مرمى النار الإيراني. ويبقى السؤال الذي يقلق تل أبيب هل ستقحم طهران الأهداف الإسرائيلية في الهجمات الانتقامية؟.
واستبعد هرئيل في هذه المرحلة نشوب حرب مباشرة بين إسرائيل وإيران، لكنه يجزم أن الانتقام الإيراني سيطال أهدافاً إسرائيلية لا تشكل استفزازاً لتل أبيب التي ستوجه إليها طهران في المستقبل القريب الاتهامات والضلوع المباشر في اغتيال سليماني، وذلك لتبرير عمليات انتقامية ضد الجيش الإسرائيلي في الجولان السوري المحتل، تنفذ عبر مليشيات مسلحة.
وتنفست إسرائيل الصعداء بغياب سليماني عن خريطة الشرق الأوسط. وعزا مدير مركز "موشي ديان" للدراسات الإستراتيجية آيال زيسير هذا الفرح الإسرائيلي إلى مكانة ودور سليماني في توسيع النفوذ الإيراني في المنطقة.
ووفقا لزيسير، فإن "مقتل سليماني سيكون له تأثير سلبي لدرجة الشلل لنشاطات وتحركات المليشيات المسلحة الموالية لإيران". وأضاف أن "إيران والحلفاء من المليشيات المسلحة وحزب الله ليسوا معنيين بحرب شاملة ضد أميركا وحلفائها في الشرق الأوسط، لذلك سيحاولون من خلال عمليات الانتقام عدم تجاوز الخطوط الحمراء التي من شأنها أن تفجر حربا شاملة في المنطقة".
وحسب رئيس تحرير صحيفة "هآرتس" ألوف بن فإن "اغتيال سليماني أعاد العجلة إلى الوراء. وقد أدرك ترامب، على ما يبدو، أن الثمن السياسي بالامتناع عن القيام بعمل ما سيكون أكبر من الانتقادات حول خطر الحرب والتورط".
وأضاف أن "خطأ سليماني الأعمق كان إستراتيجياً وليس تكتيكياً. فقد ترأس قوة صغيرة نسبياً، حظيت في العقد الأخير بحرية عمل، طالما أنه خدم مصالح الولايات المتحدة، أو لم يعرقلها على الأقل. وقد تعاون مع الولايات المتحدة في تحطيم داعش، والأميركيون وافقوا على خطواته من أجل إنقاذ نظام بشار الأسد في سوريا. وعندما توجه ضدهم مباشرة، تمت تصفية المقاول الثانوي على غرار سياسة إسرائيل تجاه قيادة حماس والجهاد الإسلامي في غزة".
ولم يستبعد بن رداً إيرانياً على الاغتيال، "لكن يحظر أن ننسى للحظة توازن القوى. لا توجد لدى إيران أي طريقة لاستهداف الولايات المتحدة، وهي معرضة بالكامل لمجمل القدرات العسكرية التي بإمكانها أن تدمر بمجهود غير كبير المنشآت النووية وصناعة النفط وتستهدف قادة النظام. وعلى الأرجح أنه تكمن في أدراج البنتاغون خطط عسكرية مفصلة لتدمير هذه الأهداف من الجو".