الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إردوغان: تطورات منطقة خفض التصعيد لا تسير كما ترغب تركيا

إردوغان: تطورات منطقة خفض التصعيد لا تسير كما ترغب تركيا

01.09.2019
سعيد عبد الرازق


أنقرة
القدس العربي
السبت 31/8/2019
وصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التطورات في منطقة خفض التصعيد في إدلب شمال غربي سوريا بأنها ليست على النحو الذي ترغب فيه تركيا في الوقت الذي أعلن فيه وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو أن روسيا تعهدت بعدم تعرض نقاط المراقبة التركية لأي هجمات.
وأضاف إردوغان: "نقطتا المراقبة التركية التاسعة (في مورك) والعاشرة (في شير مغار بجبل شحشبو في حماة) الواقعتان ضمن منطقة خفض التصعيد في إدلب، تعرضتا لبعض التحرشات، وبعد لقائنا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (الثلاثاء الماضي)، تم إبلاغ التحذيرات اللازمة بهذا الصدد".
وأكد إردوغان، في تصريحات في أنقرة أمس (الجمعة)، أن التطورات وهجمات في إدلب غير مقبولة، مشيرا إلى تدفق الآلاف باتجاه الحدود التركية مع سوريا.
في غضون ذلك، تظاهر آلاف السوريين، أمس، في معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا مطالبين بوقف غارت الجيش السوري وروسيا على إدلب وفتح معبر آمن للمدنيين، معبرين عن رفضهم للموقف التركي من التطورات الأخيرة.
وقالت المعارضة السورية إن المئات من المتظاهرين دخلوا إلى معبر باب الهوى ووصلوا إلى ساحته بعد تجاوز عناصر الأمن على مدخل المعبر، وإن بوابة المعبر من الجانب التركي شهدت توترا كبيرا، دفع عناصر الجيش التركي إلى إطلاق النار والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى وقوع عدة إصابات بين المتظاهرين، ومنهم أطفال.
وعبر مئات من المتظاهرين الجدار الحدودي مع تركيا في منطقة أطمة التي تضم مخيمات للنازحين، مطالبين بوقف العمليات العسكرية للجيش السوري وروسيا أو فتح الطريق أمامهم إلى أوروبا.
ورصدت مقاطع مصورة كسر مئات المتظاهرين السوريين الحواجز العسكرية في معبر باب الهوى في ريف إدلب الشمالي، معبرين عن الغضب من تعامل تركيا مع هجمات النظام المدعومة من روسيا في إدلب. ورددوا شعارات تطالب بحماية المدنيين وإسقاط نظام الأسد، قائلين إن "مناطقنا ليست للبيع"، في إشارة إلى دور تركي فيما يحدث على الأرض.
وواجهت قوات الدرك التركية المتظاهرين بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، التي أطلقتها بشكل مكثف، ما أدى إلى إصابات في صفوف المتظاهرين الذين حاولوا العودة للتظاهر أكثر من مرة، بحسب مصادر محلية.
وقالت مصادر تركية لـ"الشرق الأوسط" إن اتصالات جرت بين أنقرة وموسكو في ضوء هذه التطورات، ذلك قبل أن تعلن الخارجية الروسية أن النظام قرر وقف إطلاق النار من جانب واحد في إدلب اعتبارا من اليوم (السبت).
وأرسل الجيش التركي تعزيزات عسكرية جديدة إلى الوحدات المنتشرة على الشريط الحدودي مع سوريا، وصلت أمس (الجمعة) إلى قضاء أنطاكيا التابع لولاية هطاي، المحاذية للحدود مع سوريا، وسط تدابير أمنية مشددة.
وتضمنت التعزيزات شاحنات محملة بدبابات وعربات نقل جنود مدرعة، أرسلت لدعم الوحدات المتمركزة على الشريط الحدودي مع سوريا.
ونشرت تركيا 12 نقطة مراقبة عسكرية في منطقة خفض التصعيد في إدلب منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2017 بموجب اتفاق أستانة واتفقت مع روسيا العام الماضي في سوتشي على إقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح للفصل بين النظام والمعارضة في إدلب. وتضمن الاتفاق نزع الأسلحة الثقيلة للمعارضة وسحب العناصر المتشددة من داخل إدلب. لكن روسيا اتهمت أنقرة مرارا بعدم الوفاء بالتزاماتها فيما يتعلق بسحب العناصر المتشددة. كما أفادت تقارير بأن تركيا قدمت دعما عسكريا ولوجستيا للفصائل المنتشرة في إدلب وفي مقدمتها هيئة تحرير الشام من أجل منع تقدم النظام.
في السياق ذاته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن روسيا أكدت لأنقرة أن نقاط المراقبة التابعة لها في شمال غربي سوريا لن تتعرض لهجمات، محذرا من أن استمرار هجمات الحكومة السورية في محافظة إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة قد يتسبب في موجة نزوح أخرى للاجئين السوريين إلى أوروبا.
وأضاف، في تصريحات في أويلو أمس، أن الجيش التركي سيغادر سوريا عند إيجاد حل سياسي "لكن النظام السوري لا يؤمن حالياً بالحل السياسي".
وحذر جاويش أوغلو من كارثة إنسانية في منطقة إدلب حال واصل النظام هجماته عليها، مشيرا إلى قصف النظام للمدن والبلدات والقرى واستهدافه المدنيين والمستشفيات بشكل خاص.
وقال إن النظام ومؤيديه يريدون إثارة المشكلات لدى الأوروبيين من خلال موجات الهجرة الجماعية. لهذا السبب يستهدفون تحديدا مناطق سكنية يعيش فيها المدنيون، موضحا أن أكثر من 500 مدني لقوا حتفهم جراء هجمات النظام الأخيرة، ونحو مليون شخص نزحوا من أماكن إقامتهم، فيما نزح 200 ألف إلى الحدود التركية.
على صعيد المنطقة الآمنة التي تم الاتفاق بشأنها بين أنقرة واشنطن قال إردوغان في تصريحاته للصحافيين في أنقرة أمس: "بشأن منطقة آمنة شمال سوريا بعمق 20 ميلا (32 كلم)، طلب الجانب الأميركي عمقا أقل، وتوافقنا على هذا، ولو بشكل مؤقت". مضيفا: "سألتقي الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) المقبل، وسنبحث مجددا التطورات في سوريا".
كان إردوغان أجرى اتصالا هاتفيا مع ترمب، الأربعاء، لبحث التطورات في سوريا، ولا سيما ما يتعلق بالوضع الإنساني في إدلب.
في السياق ذاته، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن هناك معلومات حول انسحاب مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية من بعض المواقع وتدميرها في منطقة شرق الفرات، "لكننا نريد رؤية كل ذلك بأنفسنا".
وأضاف أكار أن مروحيتين تركيتين وأخريين أميركيتين نفذت، الخميس، جولة مراقبة واستطلاع في المنطقة الآمنة المقترحة شمال سوريا.
والأسبوع الماضي، أعلن وزير الدفاع التركي شروع مركز العمليات المشتركة مع الولايات المتحدة في العمل بكامل طاقته وبدء تنفيذ خطوات المرحلة الأولى ميدانيا لإقامة منطقة آمنة شرق الفرات في سوريا، بموجب اتفاق توصلت إليه أنقرة وواشنطن في 7 أغسطس (آب) لاتفاق يقضي بإنشاء "مركز عمليات مشتركة" في تركيا لتنسيق وإدارة إنشاء المنطقة الآمنة.