اخر تحديث
الخميس-02/05/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ إذا لم ترَ الله رباً لك , فاعلم أنه ربّ لي ، ولأهلي ، فانتبه.. واحذر!
إذا لم ترَ الله رباً لك , فاعلم أنه ربّ لي ، ولأهلي ، فانتبه.. واحذر!
07.09.2017
عبدالله عيسى السلامة
(بين يدَي الحملة الشرسة ، على الإسلام ومقدساته .. ولاسيّما نبيّه الكريم ، من قِبل سفهاء الغرب ، وأذنابهم في بلادنا !) .
كن كما تشاء ، وكما تستطيع أن تكون ، وكما يزيّن لك عقلك ، أو خيالك ، أو وهمك.. أن تكون !
آمِن بمن شئت ، وما شئت ، من آلهة : بشرية ، أو بقرية ، أو حجرية ، أو غيرها !
اختر لنفسك المنهج الذي يريحك ، في التفكير والاعتقاد والسلوك !
لكن ..
ـ اعلم أنك لا تعيش ، وحدك ، في غابة..
ـ واعلم أن للناس مِن حولك مقدّسات ، لا يحلّ لك انتهاكها ، أو المساس بها ..
ـ واعلم أن المقدّسات الدينية ، لدى أصحابها، أهمّ وأعزّ وأجلّ ، لديهم، من آبائهم وأمّهاتهم!
ـ واعلم أن كل ماجاءنا ، من عند ربّنا ـ من نبوّة ، أو رسالة ، أو كتاب .. ـ إنّما هو سامٍ مقدّس لدينا ، تَرخص ـ في سبيل حمايته ـ نفوسُنا ، وأهلونا ، وأموالنا..!
ـ واعلم أن حقّك في حرية التعبير، يقف عند الخطّ الفاصل ، بينه وبين حقّ الناس في الاعتقاد .. وأيّ تجاوز لهذا الخطّ ، إنّما هو عدوان صارخ على الآخرين !
ـ واعلم أن عدوانك على مقدّسات الآخرين ، من أبناء وطنك خاصّة ، وفي المقدّمة منها العقيدة الدينية .. إنّماهو عدوان متعدّد الوجوه ، تحاسَب عليه من جوانب عدّة ، منها : الديني ، والسياسي ، والاجتماعي ، والخلقي ، والثقافي ، والقانوني ، والنفسي ، والوطني!
ـ واعلم أن حقّك في الكفر، لايخوّلك ، ألبتّة ، فرضَه على الآخرين ! فالله عزّ وجلّ ، يقول : (فمَن شاء فـليؤمن ومَن شاء فليكفر ..) ولم يقل : فمَن شاء فليفرض كفرَه على الآخرين ! فإلهك الذي تعبده ، سواء أكان بشراً ، أم حجراً ، أم شجراً ، أم هوى من أهواء نفسك .. لايهمّ أحداً سواك ، ولايعني أحداً غيرك ..! فلا تحاول فرضّه على الآخرين .. تحت أيّ مسمّى أو سبب ، وتحت أيّة ذريعة أو حجّة ، بما في ذلك حرية الرأي ، أو المعتقد .. فهذه تخوّلك ، وحدَك ، أن تعبد ماتشاء من المخلوقات ، لكن لاتخوّلك فرض إلهك على غيرك !
ـ واعلم أنك لست وحدك ، الذي تملك قلماً ولساناً !
ـ واعلم أن رغبتك ، في إظهار ذلاقة لسانك ، أو سفاهته .. لاتخوّلك أن تتفاصح على الآخرين بما يؤذيهم ، في عقائدهم ، ومقدّساتهم ، وحرماتهم !
ـ واعلم أنك ، إذا كنت تعيش بين شعب ، فعليك أن تحترم مقدّساته ! وإذا كنت تزعم أنك تعارض نظام حكمك باسم شعبك ، فهذا أدعى إلى احترام مقدّسات هذا الشعب ! أمّا إذا كنت تعارض الشعب ، نفسَه ، عبر العدوان الصارخ على عقيدته - ـسواء أكنتَ قد رضعت حبّك للعدوان مع حليبك ، أم ارتشفته كبيراً ، بعد أن خلعت الربقة من عنقك - فاعلم أن لكل كلمة ثمنها ، وأن لكل موقف جزاءه المكافئ له !
ـ واعلم أن للشيطان حلفاء ، وأنصاراً ، وتلاميذَ ، وأعواناً ، وعبيداً .. وهم الذين يسحقون الناس في بلادنا ، بقوّة السلطة غير الشرعية ، التي في أيديهم ، التي سرقوها من أصحابها الشرعيين - وهم مجموع مواطني الشعب- وصاروا، بموجبها، يتربّعون على كراسي الحكم ! وأن الناس في بلادنا ، أكثريّتهم تدين بالعبودية لله ، وتقاوم عبيد الشيطان المتربّعين على كراسي الحكم ، الذين يسحقون إنسانية الإنسان كلها ، بما فيها من حرّية وكرامة ! فاختر لنفسك الحليف الذي تراه أقرب إليك ، وكفّ عن النفاق ، وكفّ عن أن تُغير مع الذئاب ، وتَهرب مع الحِملان !
ـ واعلم أن مكارم الأخلاق محمودة ، ولو جاءت من عابد وثن ! وأن الأخلاق الدنيئة ، مذمومة ، ولو جاءت من فقيه ، يرى نفسَه شيخ الإسلام !
ـ واعلم أنك لست شخصاً معيّناً ، في هذه السطور ! بل أنت نمط من السلوك والتفكير.. أيْ أنك شخصية اعتبارية ، هنا ! لذا؛ آثرنا العزوف عن ذكر اسمك، لأنك غير مقصود لذاتك! فإذا أصررت على أن تكون ، أنت ، نفسك ، بشخصك ، مجرماً بحقّ أمّتك ، منتهكاً لمقدّساتها ، جهاراً نهاراً .. فإنك تكون ، عندئذ ، وضعتَ نفسك ، في موضع ، يحمّلك تبعاتٍ جساماً ، لستَ أهلاً لحملها ! وأنت ، هنا ، لست دانماركياً ، ولا هولندياً .. بل محسوباً على هذه الأمّة ، ما دمت بين ظهرانيها .. محسوباً على شعب من شعوبها ، أو وطن من أوطانها ! حتى لو انسلختَ عن الأمّة ، وكل ما يمتّ إليها بسبب ، ووضعتَ نفسك في موضع التابع البليد ، أو السفيه.. لهؤلاء الأجانب ، أو أولئك الغرباء .. قلباً، أو عقلاً ، أو خلقاً، أو سلوكاً ! أمّا لو عشت بين تلك الأقوام ، وانسلخت .. فلن يكون حالك ، إلاّ كحال (حُـنين) الذي أضاع نفسه ، بين النصرانية والإسلام .. وكان يلقّب ب(حنّون) .. فقال عنه الشاعر:
مازادَ حنّونُ ، في الإسلام ، خردلةً ولا النصارى ، لهمْ فخرٌ بحنّونِ !
أمّا إذا لم يكفك الانسلاخ ، وخلع الربْـقة .. بل طفقت تلهث ، لتفرض انسلاخك وانخلاعك على الآخرين .. فاعلم أن بحر الضلال والانخلاع والانسلاخ ، الذي غرقت فيه ، لن تزيده شراسةً وضلالاً وهواناً ، قطرةٌ هزيلة مثلك ، أو فقاعة رخيصة من طرازك ! وستكتشف ، لاحقاً، أن هَوانك على نفسك ، أقسى وأمرّ من هوانك على أمّتك.. ولن ينفعك الندم بعدئذ.. والسعيد من اتّعظ بغيره !