الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إدلب على رادار النظام

إدلب على رادار النظام

28.07.2018
يونس السيد


الخليج
الخميس 26/7/2018
كل الدلائل تشير إلى أن إدلب هي وجهة النظام العسكرية المقبلة؛ بعد الانتهاء من آخر جيوب «داعش»، الذي بقي وحيداً في الجنوب السوري، فهل يُغامر النظام باجتياحها على غرار المناطق الأخرى؟، رغم التحذيرات المتواترة، التي تصدر عن تركيا؛ باعتبارها راعية «خفض التوتر» في تلك المنطقة، أم أن هناك سيناريوهات أخرى؛ لتفادي الحسم العسكري، والتوصل إلى تسوية مُحتملة؟.
لا يمكن الجزم بأي سيناريو حتى الآن؛ لكن من الواضح أن إدلب ستبقى على رادار النظام؛ بهدف استعادة السيطرة عليها؛ إن سلماً أو حرباً؛ فالنظام الذي أوشك، بمساعدة الروس، على استعادة السيطرة على الجنوب السوري بشكل كامل، وهي المنطقة الأكثر حساسية؛ بسبب تماسها مع الاحتلال «الإسرائيلي» في الجولان، لن يتردد في تكرار نفس السيناريو؛ لاستعادة السيطرة على المحافظة القريبة من الحدود التركية شمال غربي البلاد. الأنباء المتواترة من إدلب تشير إلى أن هناك استعدادات جارية من الجانبين؛ فالنظام يقوم بإرسال تعزيزات إضافية، بينما تقوم «جبهة النصرة»، المهيمنة فعلياً على المحافظة، بحشد مسلحيها على امتداد خطوط المواجهة؛ تحسباً لاجتياح منتظر، وقد يكون الأصعب والأخطر منذ اندلاع الأحداث السورية؛ بعد أن تحولت المحافظة إلى مركز تجميع للمسلحين المُهجرين من مختلف المناطق السورية.
وبالمقابل، تنشط الاتصالات والدبلوماسية معاً، خصوصاً بين موسكو وأنقرة؛ لتفادي وقوع مجزرة ضخمة، قد تكون «أم المجازر» في تلك المحافظة، والتوصل إلى تسوية تجنبها الخيار العسكري. وإن صح ما كشفته مصادر إعلامية عن تقديم تركيا «ورقة بيضاء» إلى روسيا بشأن الحل النهائي في إدلب؛ تتضمن إعادة التيار الكهربائي والمياه وعودة المرافق الحياتية والخدمية، وفتح طريق حلب - دمشق وإزالة السواتر والحواجز في المنطقة، إضافة إلى نزع السلاح الثقيل من المعارضة، فإنها تكون قد قطعت شوطاً كبيراً باتجاه التسوية، وقطع الطريق أمام الخيار العسكري؛ لكن يبقى، مع ذلك، الكثير من الأسئلة والتساؤلات عن مصير الرافضين للتسوية مع النظام. ففي السابق كان المسلحون الرافضون لاتفاقات التسوية يُهجرون مع عائلاتهم إلى إدلب، أما اليوم فإلى أين سيذهب رافضو التسوية في إدلب ذاتها؟!، هل ستقبل بهم أنقرة؟، وهي من أكثر المتحمسين لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، كما فعلت دول غربية؛ عندما قررت استقبال المئات من عناصر الدفاع المدني أو أصحاب «الخوذ البيضاء»؛ تفادياً لانتقام النظام؛ باعتبارهم المتهمين بفبركة الهجمات الكيماوية في كثير من المناطق. وفي النهاية، هل تشهد إدلب آخر الحروب الداخلية أو آخر التسويات؟؛ إذ من الواضح أن التفاهم الأمريكي الروسي حول سوريا بدأ يُعطي ثماره؛ فالأكراد شمال شرقي البلاد أعلنوا رسمياً عن بدء مفاوضات مع النظام، وترتيبات الجنوب السوري واضحة؛ بعودة النظام إلى اتفاقية عام 1974 مع «إسرائيل»، فما الذي تبقى؟ الأيام القريبة ستحمل الجواب!