الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إدلب: خطوط التماس تشتعل بالقصف المتبادل.. والمدنيون في المرمى 

إدلب: خطوط التماس تشتعل بالقصف المتبادل.. والمدنيون في المرمى 

10.02.2021
المدن


المدن 
الثلاثاء 9/2/2021 
كثفت فصائل المعارضة السورية من عملياتها العسكرية المحدودة ضد قوات النظام والمليشيات الموالية لها في جبهات إدلب شمال غربي سوريا. وبدا أن عمليات المعارضة انتقامية بعد أن تعرضت لخسائر كبيرة في صفوفها، كان سببها هجمات برية نوعية وقصف مركز نفذته قوات النظام على مواقع المعارضة منذ بداية شباط/فبراير. 
وتعرضت منطقة جبل الزاوية جنوبي إدلب لقصف صاروخي ومدفعي عنيف. واستهدف قصف النظام مواقع المعارضة القريبة من خط التماس والقرى والبلدات القريبة في جبل الزاوية، أهمها بلدة البارة التي تكرر قصفها خلال 72 ساعة الماضية ما تسبب بنزوح عدد كبير من العائلات التي تقطن البلدة. وامتد قصف قوات النظام إلى بلدة الزيارة وقرى سهل الغاب الشمالي شمال غربي حماة، وشهدت جبهات كبانة والمرتفعات الجبلية في ريف اللاذقية الشمالي قصفاً متبادلاً بين الطرفين. 
فصائل "الجبهة الوطنية للتحرير" و"هيئة تحرير الشام" و"أنصار التوحيد" كثفوا من ردهم على قصف قوات النظام، واستهدفوا بالمدفعية مواقعها في محيط مدينة معرة النعمان شرقي إدلب، وفي منطقة العمليات الجنوبية التي تتمركز فيها مجموعات تتبع ل"الفرقة 25 مهام خاصة" التي يقودها العميد في جيش النظام سهيل الحسن. ونفذ "أنصار التوحيد" حملة قصف صاروخية استهدفت الخطين الدفاعيين الأول والثاني لقوات النظام والمليشيات، وقال الأنصار إن قصفهم أوقع خسائر كبيرة في صفوف عناصر النظام. 
وزعم "أنصار التوحيد"، وهو تنظيم سلفي، أن نيرانه الصاروخية استهدفت مقر غرفة عمليات للمليشيات الروسية في منطقة العمليات الجنوبية في كفرنبل، ما تسبب بمقتل عدد من العناصر وضابط في القوات الروسية. 
ومن بين التكتيكات العسكرية التي تتبعها قوات النظام في تصعيدها العسكري الأخير على جبهات إدلب، استخدام الصواريخ المضادة للدروع. ويبدو أنها من طراز روسي مُطوّر يصيب أهدافه على مدى بعيد يصل أحياناً إلى 10 كيلومترات، بحيث يهدد تحركات المعارضة في عمق منطقة العمليات ويكبل حركتها على خطوط التماس. 
وسبق أن استهدفت قوات النظام بصاروخ موجه سيارة لتنظيم أنصار التركستان، في قرية خربة الناقوس في سهل الغاب، في أثناء توجه عناصر التنظيم للرباط في نقاطهم ما أدى إلى مقتل عدد من عناصر التنظيم وجرح آخرين، وتكرر القصف بالصواريخ الموجهة على أهداف مدنية لفلاحين كانوا يزرعون أراضيهم في المنطقة القريبة من خط التماس، ومدنيين آخرين كانوا يسلكون طرق المنطقة بسياراتهم. 
الناطق الرسمي باسم "الجبهة الوطنية للتحرير" النقيب ناجي مصطفى قال ل"المدن"، إن "قوات النظام والمليشيات الموالية تواصل خروقها لوقف إطلاق النار وبشكل يومي، وباتت نيرانها تهدد المدنيين بشكل مباشر في المناطق القريبة من جبهات القتال وتستهدفهم في الطرق وفي أراضيهم الزراعية بصواريخ مضادة للدروع وصواريخ موجهة متوسطة المدى". 
وقالت مصادر عسكرية ل"المدن"، إن قوات النظام باتت أكثر استفادة من التقنيات العسكرية الروسية وبدا ذلك واضحاً في عملياتها الهجومية المحدودة في جبهات إدلب مؤخراً، وأهمها أجهزة الرصد الجوي والبري وأجهزة الاتصال العسكري المشفرة والتي مكنتها من تنفيذ عمليات تسلل نحو مواقع الفصائل الأكثر تحصيناً في منطقة العمليات. كما استفادت المليشيات وبشكل خاص قوات النمر والفيلق الخامس التي تمسك بجبهات طويلة جنوب وشرقي إدلب من التدريبات التي تلقتها على يد القوات الخاصة الروسية على مدى ثلاثة أشهر في معسكرات معرة النعمان وكفرنبل. 
ورأى الصحافي محمد رشيد أن عمليات التسلل والقصف الذي تنفذه قوات النظام والمليشيات الموالية لها مؤخراً هي جزء من التطبيقات العملية للتدريبات التي تقدمها القوات الخاصة الروسية للمجموعات والتشكيلات المتمركزة في منطقة العمليات المحيطة بإدلب. وأضاف ل"المدن"، أن "القوات الروسية تستخدم تكنولوجيا عسكرية متطورة في جبهات إدلب وهو ما سهّل على المليشيات العاملة معها تنفيذ عملياتها بخسائر أقل، كما يوفر الرصد الجوي لطيران الاستطلاع الروسي الحماية للمليشيات ويزودها ببنك أهداف متجدد وبشكل يومي لأن طائرات الاستطلاع تكاد لا تفارق سماء المنطقة".