الرئيسة \  مشاركات  \  أيّها الأبرياء .. لو قدّمتم سِلالَكم إليهم ، مَلأى بعنَبكم ، فلن يَكفّوا عنكم !

أيّها الأبرياء .. لو قدّمتم سِلالَكم إليهم ، مَلأى بعنَبكم ، فلن يَكفّوا عنكم !

17.11.2020
عبدالله عيسى السلامة




صاحَ الشابّ بأبيه : يا أبتِ ، أمسكتُ بحَراميّ ، دخل بيتنا ليَسرق! فقال الأب : أحضره إليّ! قال الشاب : إنه لايأتي ! فصاح الأب بابنه : اتركه ! فصاح الشابّ : إنه لا يتركني !
فهل يترك الحكّام شعوبهم ؟ هيهات ! ولو قبلت الشعوب ، أن تعود بسلالها دون عنب ؛ بل لو قدّمت للحكّام سلالها ، ملأى بالعنب ، من كروم الشعوب ، ذاتها !
نماذج حيّة :
تنازلت الشعوب ، طائعة أو مُكرهة ، للحكّام ، عن السلطة ، في بعض الأزمنة والأمكنة، وتخلّت عن حقّها ، في حكم نفسها ؛ عبر أناس تختارهم .. فهل سُرّ الحكّام ، بهذه الأريحية، واكتفوا بها ، وتركوا للشعوب الحرّية ، في تأمين : طعامها وشرابها ودوائها ؟ كلاّ ؛ لقد حاصروها ، في هذه الأمور، كلّها ، وهيمنوا على : الأرزاق والأقوات والأدوية .. عبر مَن لديهم ، وما لديهم ، من أتباع ومؤسّسات !
حاصر الحكّام ، في بعض الدول ، الأفراد الذين لايؤيّدونهم ؛ حاصروهم في أرزاقهم، فمنعوهم من العمل الحرّ، إلاّ أن يشاركوهم في أرباحه .. ومنعوهم من التوظف ، في مؤسّسات الدولة ، إلاّ أن يثبتوا ولاءهم لهم .. وحرموهم من التطوّع في الجيش ، إلاّ أن يتأكّدوا من صحّة تأييدهم لهم..وحرموهم من البعثات الخارجية ، إلاّ أن يكونوا من أتباعهم!
صار الانتماء إلى حزب السلطة ، هو الشهادة الأهمّ والأقوى ، لكلّ مواطن ، يسعى ليحصل على بعض الأساسيات ، في حياته .. فهذا الانتماء إلى حزب السلطة ، مطلوب لكلّ شيء:
لفتح محلّ : حلاقة ، أو نجارة ، أو حدادة .. أو لفتح بقالة ، أو مخبز..!
إن معنى الحكم ، عندهم ، هو أن يتحكّموا بكلّ شيء ، في أيّ شأن من شؤون الناس !
فإذا تحرّك الناس ضدّهم ، فمصائرهم معروفة : السجن ، أو القتل ، أو التهجير من البلاد.. مع إلصاق أبشع التهم بهم ، بصرف النظر، عن واقع الأفراد ؛ سواء أكانوا رجالاً أم نساء.. شباباً أم شيوخاً .. أصحّاء أم عَجَزة ..!
وشِعارُهم ، في هذا كلّه ، هو ما قاله أحد النشطاء ، في بعض دول الربيع العربي : نَحكمكم، أو نقتلكم !