الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أين الأسد من حلب؟

أين الأسد من حلب؟

30.11.2016
علي نون


المستقبل
الثلاثاء 29/11/2016
كثيرون يسجّلون اليوم مكاسب على حساب أهل حلب ودمائهم. لكن ليس من بينهم "شيء" يُسمّى "النظام السوري".
هذا خطأ شائع لا يلغي الصواب (غير النادر) الذي يراه كل الناس. والقائل منذ زمن إن رئيس سوريا السابق بشار الأسد فقد جلّ وظائفه وقواته وسلطاته وما بقي له منها سوى دور الواجهة التي تقف مسنودة بدعائم خارجية كثيرة لن يتردد أصحابها في ادعاء أبوتهم لأي "انتصار" في أي معركة يخوضونها ضد الشعب السوري.
وما يجري في شرق حلب على أي حال، ليس "انتصاراً" بقدر ما هو ترجمة لصفقة كبرى! وبانتظار تلمّس كل تفاصيلها وحجمها ومداها، فإن أصحاب "الحق" في ادعاء الأبوة (المخزية!) يمكن تقسيمهم إلى فئات عدة أهمها على الإطلاق كانت وتبقى إدارة مستر أوباما التي فعلت كل شيء من أجل ضمان أن تكون سوريا ونكبة أهلها ثمناً لسلع (استراتيجية) كبرى اشترتها من إيران أولاً ثم من روسيا ثانياً ووضعتها وتضعها في خزنة إسرائيل.
الروس يقودون الميدان من الجو. والإيرانيون وملحقاتهم المذهبية اللبنانية والعراقية والأفغانية والباكستانية يتولون الأرض. وإن كان هؤلاء عموماً، بما يملكون من قوة نارية ضارية وهوجاء عمياء لا تفرّق بين "أهدافها" البشرية، غير قادرين على إتمام المهمة، فإن المدد الداخلي جاهز (في حلب) من خلال طرفين يمثلان ذروة مفارقات هذه النكبة الفظيعة: أكراد وفلسطينيون! أي أن ضحايا (تاريخيين) يلعبون إزاء الحلبيين أدوار الجلادين! ومن دون أن يملكوا أياً من "حقوق" هؤلاء! بل من دون أن يملكوا ترف التوصيف الذي يبيح لهم بعض المكتسبات: هم ضحايا مثل "أعدائهم" في شرق حلب! وكثير عليهم، في أعراف منظومة الممانعة وأدبياتها وأخلاقياتها، المشاركة في ادعاء "أبوّة" أي "انتصار" أو "إنجاز" أو المطالبة بأثمان موازية.. لا يستحقونها! يكفيهم في الاجمال أنهم لا يتعرضون (راهناً!) لما يتعرض له السوريون عموماً.. هم ضحايا مع وقف التنفيذ، أو تأجيله!
ولا يكتمل العقد من دون حلقة "داعش" الذي يتولى في أرياف حلب وإدلب ودير الزور ومدينة الباب وضواحيها، بل على كل المساحة الجغرافية للمعارضة، خوض كل معركة عجز عنها المحور الأسدي – الإيراني ميدانياً، بعد أن نجح نظرياً وفكرياً، في إطفاء كل ضوء يشع في مواجهة ظلام ذلك المحور!
لم تنتهِ برغم ذلك كله، معركة حلب، ولا يزال الشوط طويلاً أمام ذلك. لكن حتى لو اكتملت الصورة الانكسارية هذه، فإنها لن تعني الاقتراب من نهاية الحرب.. ولن تغيّر شيئاً من حقيقة أن الأسد انتهى قبل الآن بكثير!