الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أول دورية تركية ـ روسية مشتركة "تترنح" على "إم 4" في إدلب

أول دورية تركية ـ روسية مشتركة "تترنح" على "إم 4" في إدلب

17.03.2020
هبة محمد



القدس العربي
الاثنين 16/3/2020
دمشق – "القدس العربي": يبدو أن "اتفاق موسكو" بخصوص إدلب والذي تم إنجازه خلال قمة روسية – تركية في موسكو في 5 آذار/ مارس الجاري تلقى ضربة أمس حيث أشارت موسكو إلى اختصار مسار الدورية المشتركة الأولى مع القوات التركية في إدلب بسبب ما وصفته باستفزازات "إرهابية" بعد إشارات عن صمود اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب شمال غربي سوريا، على يد الرئيسين التركي والروسي، للأسبوع الثاني على التوالي، ونجاح الطرفين في تجنب مواجهة عسكرية مباشرة، وترسيخ التهدئة شمالاً.
وكانت كل من أنقرة وموسكو أعلنت الأحد، تسيير أول دورية مشتركة على الطريق الدولي "إم 4" الرابط بين حلب واللاذقية عبر إدلب، تنفيذاً للاتفاق المشترك، الذي يقضي في أحد بنوده تفعيل الطريق الدولي ذي الأهمية الاستراتيجية، والذي يصل الساحل السوري بمدينة حلب اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً.
وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على "تويتر" إن "القوات التركية والروسية سيرتا الدورية المشتركة الأولى على طريق إم 4 بمحافظة إدلب شمال سوريا في إطار اتفاق موسكو.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اختصار مسار الدوريات الروسية التركية المشتركة في إدلب خوفاً من أي هجوم مسلح، وجاء في بيان وزارة الدفاع الروسية، الأحد "تم تقليص مسار خط تسيير الدوريات المشتركة بسبب الاستفزازات، التي كانت تخطط لها المجموعات الإجرامية، وحاول الإرهابيون استخدام المدنيين كـ"دورع بشرية"، بما في ذلك النساء والأطفال".
وتابع البيان: "لمنع هذه الحوادث، التي يمكن أن تودي بحياة السكان المحليين، تم اتخاذ قرار من قبل المركز الروسي – التركي المشترك حول تقليص مسار خط تسيير الدوريات المشتركة". وأكدت الدفاع الروسية في بيان، أنه تم منح تركيا وقتاً إضافياً من أجل اتخاذ إجراءات لتصفية المجموعات المصنفة امنياً وتوفير أمن تسيير الدوريات المشتركة الروسية – التركية على خط إم 4.
في غضون ذلك، قالت مصادر محلية ان القوات التركية والروسية فشلت في تفعيل أعمال الدورية الأولى، بسبب اعتصام الأهالي وتهديد مجموعة مسلحة يرجح ارتباطها بتنظيم "الدولة" للدورية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القوات الروسية ونظيرتها التركية فشلت في تسيير أولى الدوريات المشتركة بين الطرفين على اتوستراد اللاذقية – حلب الدولي، وفقاً لاتفاق "بوتين – أردوغان"، حيث "انطلقت الدورية من بلدة سراقب شرق إدلب ووصلت إلى بلدة النيرب لتعود مجدداً وتنتهي الدورية، بينما كان من المفترض أن تتابع الدورية طريقها لأماكن أخرى على طريق الـ"إم 4" إلا أن اعتصام الأهالي وتهديد مجموعات جهادية للدورية حال دون ذلك".
وحسب المصدر فإن المدنيين يواصلون الاعتصامات على أوتوستراد اللاذقية – حلب الدولي، حيث جرى قطع الطريق بالإطارات المطاطية، لإعاقة سير الدورية الروسية – التركية المشتركة، واعتصم الأهالي عند جسر أريحا الواقع على طريق اللاذقية – حلب الدولي، وأقدم عدد من المعتصمين على قطع الطريق الدولي حلب – اللاذقية من جهة جسر أريحا عبر حرق إطارات، تزامن ذلك مع مجيء دورية تركية تحوي آليات لإزالة السواتر الترابية تمهيداً لفتح الأوتوستراد الدولي. وسجّل وقف إطلاق النار في إدلب الذي تم التوصل إليه خلال قمة الرئيسين التركي والروسي، صموده للأسبوع الثاني على التوالي، بالتزامن مع مفاوضات مستمرة بين وزارتي الدفاع التركية والروسية حول الآلية التنفيذية، وتدلّ المعطيات بحسب ما يقول الخبير السياسي عبيدة فارس، على أن التفاهم الذي جرى إنجازه خلال قمة موسكو هو إطار عام غير تفصيلي، أرادت من خلاله كل من روسيا وتركيا خفض التوتر في إدلب وتجنب الانزلاق لمواجهة عسكرية، في حين أن المفاوضات ستستمر بين الوفد المتخصصة لاستكمال التفاصيل في حال النجاح باجتياز المرحلة الأولى.
ويمكن تلخيص نتائج المحادثات الأولية بين تركيا وروسيا بالنقاط التالية، الاتفاق على الحفاظ على وقف إطلاق النار في إدلب، لإتاحة المجال أمام الجهود الدبلوماسية، وتسيير دوريات مشتركة بين بلدة ترنبة قرب سراقب ومدينة أريحا غرب محافظة إدلب، وانشاء ممر آمن على جانبي الطريق "ام 4" في المنطقة الممتدة من ترنبة حتى أريحا، مع إبعاد السلاح الثقيل عن جانبي الطريق على طول المرر الآمن، وبعمق مقداره 6 كيلومترات من الجهة الجنوبية و6 كيلومترات من الجهة الشمالية. ورجح مرجحا في حديثه للقدس العربي، الى عدم توافق على إنشاء روسيا لنقاط مراقبة على جانبي الممر الآمن، او انسحاب فصائل المعارضة من الجهة الجنوبية لطريق "ام 4" وإنما فقط ابتعاد الفصائل المتطرفة عن جانبي الممر الآمن.
وقال لا توجد حتى اللحظة موافقة روسية على انسحاب قوات النظام السوري من المناطق التي دخلتها مؤخرا، متوقعا أن يكون مآل التفاهم ضمن أحد السيناريوهات التالية، نجاح تنفيذ المرحلة الأولى والانتقال لنقاش باقي النقاط الخلافية، مثل توسيع مساحة الممر الآمن على طريق "ام 4" حتى يتم فتح الطريق بالكامل، وآلية الإشراف على عمل طريق "ام 5"، ومستقبل نقاط المراقبة التركية، وكيفية تسهيل عودة النازحين إلى مناطقهم.
او العودة الى التصعيد، حيث رجح المتحدث أيضا "عدم التوصل لحلول تحقق المصالح الأمنية للأطراف، وبالتالي عودة التصعيد، وقد يدفع التصعيد تركيا إلى التدخل مجدداً من أجل فرض وقف إطلاق النار بالقوة في حال كانت قوات النظام السوري هي المبادرة لخرق الهدنة، لكن تدخلها سيكون محل شك في حال أن الخرق كان من طرف فصائل المعارضة السورية" مضيفا سيناريو أخير يتحدث عن تجديد تركيا لعمليتها العسكرية الهادفة لإعادة النظام السوري لحدود سوتشي، ولكن تحقق هذا السيناريو يشترط بحسب فارس إما ضمان حياد روسيا، أو إنجاز تفاهم مع أمريكا تضمن تركيا من خلاله الحصول على دعم حقيقي.