الرئيسة \  تقارير  \  أوبزيرفر: بايدن في الشرق الأوسط.. رئيس في طريقه للسقوط ورجل يمثل عهدا مضى

أوبزيرفر: بايدن في الشرق الأوسط.. رئيس في طريقه للسقوط ورجل يمثل عهدا مضى

19.07.2022
القدس العربي


لندن – “القدس العربي”:
الاثنين 28-7-2022
قال المعلق سايمون تيسدال في مقال بصحيفة “أوبزيرفر” إن تغيير الرئيس الأمريكي جوي بايدن موقفه من السعودية وولي عهدها يمثل “أم” التراجعات، فهنا رئيس يسلم بالقبضة على رجل اعتبره منبوذا وحمله مسؤولية جريمة قتل. وتساءل تيسدال: بم كان يفكر جوي بايدن؟ قبضته المؤلمة مع محمد بن سلمان تمثل أدنى نقطة في رئاسته التي تموت ببطء وتنهار.
وربما كان الرئيس المترنح يعتقد أنه يفعل هذا من أجل بلده، لكن الكثيرين في بلده سيشعرون بالفزع من عودة الرجل الذي اعتبره منبوذا بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي في 2018 وخرج من العزلة. وقال بايدن في جدة بما يشي أنها نبرة دفاع “فيما يتعلق بجريمة قتل خاشقجي، طرحتها على رأس الاجتماع ووضحت ما اعتقدته في ذلك الوقت وما أعتقده الآن”، فهل تغير رأيه بوضوح، ولماذا هذه السلامات مع سلمان؟ وربما اعتقد بايدن الأسبوع الماضي أن ردة فعله وتراجعه بـ 180 درجة ستعيد ضبط العلاقات الأمريكية – السعودية وتخيف إيران وتحد من زيادة أسعار الوقود في أمريكا وبعبارات أخرى فالسلام مع السعوديين سيخفف من فزع ارتفاع النفط. ولو كان تفكيره هكذا، ففريق علاقاته العامة سيكتشف الخيبة. فقد كان ولي العهد ووالده واضحين بأنه لن تكون هناك زيادة في إنتاج النفط قبل اجتماع أوبك في الشهر المقبل.
والسؤال بماذا يفكر بايدن؟ ربما لم يكن يفكر بوضوح، فعندما وصلت شعبية الرئيس إلى 33% كما في الأسبوع الماضي، وعندما يقول معظم الديمقراطيين إنه كبير في السن ليترشح مرة ثانية، وعندما يدفع التضخم الناخبين الفزعين إلى أحضان المعارضة، فتفكيره يتعكر في العادة.
ويعتبر بايدن نتاج عهد مضى، وليس القرن الأمريكي الجديد بل والهشاشة الأمريكية. ففي العالم العربي، عندما كان الرئيس الأمريكي يتصل بهم يقفزون لتلقي المكالمة، أما اليوم فيطلبون منه الانتظار ويتصلون بموسكو وبيجين.
 والتفكير المتعكر ربما فسر الرحلة المتعثرة لبايدن في بيت لحم. وأخبر محمود عباس الذي لم يعد لديه ما يقدمه أن الدولة الفلسطينية، هي فكرة عظيمة لم يحن وقتها، رغم سنوات العذاب والدموع. وبدا عباس، 87 عاما، وبايدن، 79 عاما، وكأنهما مشاكسان، لكنك لا تستطيع هزيمة جوي في تعاطفه الأبوي “يعاني الشعب الفلسطيني الآن ونشعر به، معاناتكم وإحباطكم في الولايات المتحدة نشعر بها”، هل هذا حقيقة؟
وقال بايدن إن على الفلسطينيين الانتظار حتى يحصلوا على “أفق سياسي يرونه”، فهل قصد الأرض المقدسة؟ لا، فقد أخذت منهم. وفي الطريق انتقد البريطانيين كهدف سهل لرجل في طريقه للسقوط. وبالنسبة لجوي فالطريقة التي يضطهد فيها الإسرائيليون الفلسطينيين تشبه طريقة اضطهاد بريطانيا للكاثوليك في أيرلندا ومن ضمنهم عائلته ولأكثر من أربعة قرون. وهذا كلام لم يكن بنيامين نتنياهو، المضطهد الأكبر ورفيق ترامب يرغب بسماعه. ومع ذلك صافح بايدن نتنياهو ولم ينظر في عيني بن سلمان في جدة، بماذا كان يفكر؟