الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أميركا ومنزلق حرب جديدة

أميركا ومنزلق حرب جديدة

20.09.2014
صحيفة إندبندنت البريطانية



البيان
الخميس 18-9-2014   
شنّ متشددون، قبل ثلاثة عشر عاماً، هجمات 11 سبتمبر ضد أميركا، وأصبحت السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط غير متزنة منذئذ. فقد حض المحافظون الجدد الرئيس جورج بوش الابن، على غزو العراق الذي لم تكن له علاقة بأحداث ذلك اليوم المؤلم. وأثبت ذلك القرار أنه أحد أعظم الأخطاء الجيوسياسية في تاريخ أميركا.
ولقد كرس خلفه، الرئيس الحالي باراك أوباما، الفترة الأولى من رئاسته ليتحرك في الاتجاه المعاكس، من خلال إخراج بلاده من حروب لا نهاية لها في أفغانستان والعراق. غير أن أوباما يجد نفسه حالياً منزلقاً مرة أخرى في المستنقع، لشن حملة محدودة نظرياً، ولكنها عملياً مفتوحة للعمل على "تدهور ودمار داعش في نهاية المطاف". و"داعش" هو التنظيم المتطرف الوحشي، الذي يسيطر حالياً على مساحات شاسعة من العراق وسوريا، ويطمح للخلافة في أنحاء المنطقة بأكملها.
وصرح أوباما في خطاب متلفز، بأنه سعى لتبرير قرار لم يكن لديه أي خيار حياله. وبذهول، جراء قطع رأسي اثنين من الرهائن الأميركيين، تحول الرأي العام الأميركي، مؤقتا على الأقل، من السأم من الحرب إلى جلبة "يجب القيام بشيء ما". ومع ذلك، فإن ما سبق لم يغير شيئا في المعضلة الأبدية التي تواجه الرئيس أوباما. غير أنه لا يمكن تجنب تورط أميركا في الشرق الأوسط. وللأسف، فإن كثيرا مما تم القيام به هناك يبدو أنه يفاقم المشكلة فقط، بل إن تدخلاته تعمل لتكون بمثابة وكلاء لتجنيد المتشددين.
ورغم ذلك فإن الرئيس أوباما يبدو أنه الشخص الوحيد الذي تعد البلاد على استعداد لاستجماع قواها حوله، مهما كانت مشاعرها إزاء الرئيس نفسه.. ولكن حتى متى؟ إن المآزق المحتملة أكثر من أن يتم إحصاؤها.. فهل سيواصل الرأي العام المحلي السير على المسار، خاصة إذا كان هناك ضحايا أميركيون؟
وهل لا يزال هنالك ثوار سوريون "معتدلون" يمكن لأميركا تسليحهم؟ وهل ستكون الحكومة العراقية الجديدة، التي قالت واشنطن إن تشكيلها كان شرطاً أساسياً لاتخاذ سياسة جديدة، شاملة حقاً بما فيه الكفاية، لإقناع السنة المعتدلين بمحاربة "داعش"؟ إذا كانت التجربة الأخيرة معياراً للحكم، فإن قانون العواقب غير المقصودة سيسود. ويا لها من سخرية فظيعة، أن رئيساً سعى لإنهاء حروب بلاده مع الإسلام، مضطر لشن حرب جديدة، بل حرب لا يمكن التنبؤ بها، بشكل أكبر من سابقاتها.