الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أميركا وأزمات المنطقة

أميركا وأزمات المنطقة

21.02.2017
أماني محمد العمران


الاتحاد
الاثنين 20/2/2017
تبدو الحرب المستقرة المضادة لدونالد ترامب الرئيس الأميركي في أوجها، وقد تأتي بنتائج غير متوقعة، وهو أمر يتمناه الكثيرون حول العالم، خاصة وأنه لا يعكس فكراً متزناً في قرارته التي بدأها منذ أول أسبوع من تسلمه لمقاليد الرئاسة.
وها هو الآن يسعى إلى تدشين منطقة آمنة في سوريا، وأن دول الخليج العربي ستساهم في هذه المنطقة. علماً بأن دول الخليج لطالما تحملت أعباء أزمات المنطقة وتداعياتها.
ولا يمكن اعتبار مثل هذه الأقوال حيال دول الخليج منطقية في التعامل مع دول حليفة، خاصة و أن تورط الخليج في مثل هذه الميزانيات يفترض أنه أمر لا يخصها وحدها، ويرهق ميزانياتها، وبالطبع سيؤثر على اقتصادياتها.
كان بإمكان ترامب أن يحل المعضلة السورية بإقصاء نظام الأسد وإرساء حكومة بديلة يرضى عنها جميع الأطراف. وينبغي على ترامب إدراك الواقع الذي تواجهه دول المنطقة في ظل عنتريات إيرانية مهوسة بالسيطرة وفرض التمدد بلغة عسكرية أسفرت عن سيول من الدماء ما زالت مستمرة إلى اليوم.
وينبغي على الأميركيين مراقبة الوضع العام في كل العالم الذي بات متوجساً من ترامب، ويعتبرونه رئيساً لا يمكن بأي حال الوثوق بماذا يفكر وكيف يمكنه أن ينفذ ما يريد.
ويبدو أن الولايات المتحدة الحليف الأول لدول الخليج في حاجة للتركيز على مشكلات المنطقة والتحديات التي تراكمت فيها خلال السنوات الأخيرة.
الأزمة السورية بكل ما فيها من انتهاكات كشفت حجم المخاطر المحدقة بالمنطقة، وأظهرت للعيان الوجوه الملوثة بدماء الأبرياء، وحجم التدخلات، وخطورة الفوضى واستمرار الأزمة على الإقليم بل وعلى العالم. ولأن للولايات المتحدة حلفاء، فإنه بات من المهم أن نتعامل معهم بأسلوب أكثر وعياً وحذراً، خاصة في ظل توترات إقليمية عديدة.
والخوف أن تتكرر حالة حرب العراق التي دفعت ثمن فاتورتها دول الخليج، وظلت تسدد فواتيرها لعشرات السنوات اللاحقة.
ولماذا على دول الخليج أن تسدد فواتير الحروب وكأنها المسؤولة عن كل هذا الخراب، وحري بترامب أن يلزم إيران بمثل هذه الفواتير فهي السبب الأول في هذه الأزمات والحروب، وعليها أن تتحمل كل هذه الأعباء لنرى وقتها حقيقة موثقة من إيران!