الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أمريكا شريك في العدوان

أمريكا شريك في العدوان

26.07.2017
رشيد حسن


الدستور
الثلاثاء 25/7/2017
الحقيقة الاهم التي تفرض نفسها ونحن نفتح ملف الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي هي : ان اميركا شريك في العدوان مع العدو الصهيوني على الشعب الفلسطيني وعلى الامة كلها ، منذ ان تبنى الرئيس ترومان في اواخر الاربعينيات المشروع الصهيوني، واجبر العديد من دول العالم على التصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة على مشروع التقسيم رقم (181) واستمرت الادارات الاميركية كلها في السير على هذا النهج العدواني، وتزويد الكيان الصهيوني باحدث الاسلحة ليبقى الاقوى، لا بل اقوى من الدول العربية مجتمعة، ولم يتوقف الامر عند هذا الحد، بل تعمق هذا الدعم وامتد ليشمل تأييد واشنطن للاحتلال الصهيوني للاراضي العربية والفلسطينية، وفي هذا الصدد لا بأس من التذكير بمقولة الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش الاب حينما هدد الارهابي شامير بوقف ضمانات القروض البالغة (عشرة مليارات) لبناء المستوطنات اذا لم تحضر اسرائيل مؤتمر مدريد (1991)، اذ قال حينها (اميركا تحمي اسرائيل ولا تحمي فتوحاتها).
ان من يطالع ملف الاستيطان ، يجد ان المواقف الامريكية هي السبب الرئيس وراء استمرار الاستيطان ، ووراء اصرار العدو على مصادرة الأراضي الفلسطينية، وتهويدها ، وخاصة مدينة القدس، فواشنطن لم تدع صراحة لوقف الاستيطان، ولم تدع لترحيل المستوطنات كما ينص القانون الدولى، وكانت العبارات الغامضة هي ما يميز هذا الخطاب، من مثل ( الاستيطان عقبة في طريق السلام) ، ومن هنا وقفت واشنطن ضد اتخاذ اي قرار ضد إسرائيل من مجلس الامن ، لا بل حمتها من العقوبات الدولية باشهارها الفيتو لاكثر من خمسين مرة...فلو كانت واشنطن صادقة فيما تدعي لاجبرت حليفتها اسرائيل على وقف هذا العدوان بنقل ملف الاستيطان الى البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي ينص على مقاطعة ومعاقبة الدول المخالفة، كما طبقت ذلك على العراق وايران ويوغوسلافيا. ..الخ.
وتجيء مواقف وتصريحات الرئيس الاميركي ترامب وزمرته لتكشف بعدا جديدا في الموقف الاميركي، فواشنطن لم تعد معنية بدعم إسرائيل ودعم احتلالها للاراضي الفلسطينية فحسب، بل اصبحت معنية بتصفية القضية الفلسطينية، وفرض حلول تعسفية على الشعب الفلسطيني تتماهى وخطة الارهابي نتنياهو. باختصار، واشنطن انتقلت من حماية الكيان الصهيوني، الى دعم احتلاله للأراضي الفلسطينية، انها شريك في العدوان، أمريكا رأس الحية، واساس الداء والبلاء.