الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- مادلين أولبرايت تريد الإسلام

ألمانيا- مادلين أولبرايت تريد الإسلام

28.01.2017
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين / ‏27‏/01‏/2017
أبدت وزيرة الخارجية الامريكية السابقة مادلين اولبرايت ، التي شغلت حقيبة الخارجية زمن الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون في سنوات ما بين 1997 –  2001 ، بتصريحات لمحطات الرائي الالماني الالمانية مساء يوم أمس الخميس 26 كانون ثان / يناير انها تريد اعتناق الدين الاسلامي تضامنا مع المسلمين بالولايات المتحدة الامريكية لصد حملات العنصرية التي يشنها الرئيس الامريكي دونالد ترامب ضد المسلمين وعزمه على وضع حد للمهاجرين المسلمين ورفضه لقاءات بالجاليات الاسلامية .
وأوضحت اولبرايت انها تلقت تربية مسيحية كاثوليكية بالرغم من انها من عائلة يهودية مبدية قلقه من سياسة ترامب العنصرية تجاه المسلمين بالولايات المتحدة الامريكية اذ ستؤدي هذه السياسة الى تدهور العلاقات الامريكية مع الدول الاسلامية بشكل عام والسعودية ودول خليجية  بشكل خاص مضيفة ان على الولايات المتحدة الامريكية البقاء دولة متفتحة لجميع الاديان والثقافات .
جاءت تصريحات اولبرايت جراء توقيع ترامب يوم أمس الخميس على قانون الحد من الهجرة وتشديد حماية الحدود الامريكية وخاصة مع المكسيك . وقد اعتبر رئيس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني نوربرت روتجين هذا الاجراء دليل على مرض نفسي يعاني ترامب واعضاء حكومته منه .
يذكر ان مادلين اولبرايت / 80 عاما / من مواليد التشيك ، وكان الرئيس التشيكي الراحل فاسلاف هافل قد اقترح على الشعب التشيكي انتخاب اولبرابت رئيسة للتشيك بعد انتهاء ولايته .
والمطلع على كتاب اولبرايت / السياسة الدولية والاسلام / الذي صدر عام 2002  وقامت بتوزيعه ببرلين يستطيع المرء الجزم بان صاحبته محبة للاسلام فهي تؤكد فضل هذا الدين على الحضارة الانسانية ولولا علماء المسلمين لبقي العالم في غيابات الجهل .
وعلى الصعيد نفسه , فقد أبدى وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي سيغادر منصبه رسميا هذا اليوم الجمعة 27 كانون ثان / يناير ، قلقه على التطورات التي ستطرأ على العلاقات الاوروبية الامريكية من خلال تصريحات الرئيس الامريكي دونالد ترامب الاخيرة وأثناء حملته الانتخابية .
فقد رأى شتاينماير بتصريحات ترامب حول التعذيب بانه ضروري وهام عبارة عن خطوات الى تراجع العدالة والديموقراطية بالولايات المتحدة الامريكية وخرق واضح لحقوق الانسان وبالتالي فالتعذيب لن تكون نتائجه الا التطرف والحقد على المجتمع  والدولة .
وأبدى شتاينماير الى صحيفة / زوددويتشيه تسايتونع – صحيفة جنوب المانيا / بعددها الصادر هذا اليوم الجمعة 27 الشهر الحالي ،  استياءه من تصريحات ترامب حول الاتحاد الاوروبي بان الفضل للولايات المتحدة الامريكية بقيام الاتحاد الاوروبي وان الدولة المذكورة هي التي أعادت بناء اوروبا  اقتصاديا وعمرانيا بعد أن سويت اكثر مدنها بالارض اثناء الحرب العالمية الثانية معتبرا التصريحات  محاولة إذلال لاوروبا وعنجهية فامريكا بحاجة الى اوروبا قوية وضعف الاتحاد الاوروبي سيلحق أضرارا سياسية واقتصادية ومعنوية للولايات المتحدة الامريكية وان يكون الاتحاد الاوروبي قويا فهو في صالح امريكا والعالم . 
وأعرب شتاينماير عن دهشته لعدم اهتمام ترامب باتفاقيات تجارة حرة ورفضه وانتقاداته للرئيسين الفرنسي والصيني اللذين أعربا عن ترحيبهما بقيا مثل هذه الاتفاقيات التي ستعود منافعها الى صالح البشرية في مقدمتهم الاوروبيين والأسيويين مشيرا اذا ما بقي ترامب متمسكا ومستمرا بمثل هذه التصريحات فان الولايات المتحدة الامريكية ستبتعد بشكل كبير عن اوروبا ، مبديا قلقه على تشجيع ترامب للعنصرية والحقد الديني بين فئات الشعب الامريكي  على حد تعبيره .