الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- مؤتمر الدول المانحة لسوريا في لندن

ألمانيا- مؤتمر الدول المانحة لسوريا في لندن

06.02.2016
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏04‏/02‏/2016
غادرت المستشارة انجيلا ميركيل العاصمة برلين صباح هذا اليوم الخميس 4 شباط / فبراير الى لندن للمشاركة بمؤتمر الدول المانحة للدول التي تحتضن لاجئين سوريين وايضا للاجئين السوريين داخل بلادهم . ويشارك بالمؤتمر سبعون دولة يريدون التبرع لكل من لبنان والاردن وتركيا وغيرهم/
يأتي هذا المؤتمر متزامنا مع اعلان وسيط الامم المتحدة ستيفان دي ميستورا مساء يم أمس الاربعاء 3 الشهر الجاري  فشل مفاوضات جنيف /3 / بين المعارضة السورية وممثلين عن نظام بشار اسد ، ففشل المفاوضات كانت معروفة قبل تدفق اقطاب المعارضة وممثلو اسد على جنيف ام تكن تختلف عن مفاوضات جنيف / 1 و 2/ التي عقدت في عامي 2012 و 2013 . فشل المفاوضات هذه أثارت حفيظة وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الموجود حاليا في الرياض  الذي اشار في تصريح له نقلته عنه وزارة الخارجية ، بأن تعليق المفاوضات دليل واضح بانه لا مفر عن مقررات مؤتمر فيينا الذي ينص على وقف اطلاق النار وقيام حكومة وطنية مؤقتة . ومن المقرر أن يتم خلال مؤتمر لندن هذا اليوم جمع حوالي 8 مليار يورو لمساعدة اللاجئين منها حوالي 1 مليار و 600 الف يورو أعلن رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كِمرون استعداد بلاده لتقديمها بينما أكدت الحكومة الالمانية استعدادها وضع حوالي 1 مليار 500 مليون يورو في ريع تحسين وضعية اللاجئين والتخفيف عن الدول الحاضنة للاجئين السوريين وطرح مقترحات وزير التنمية الالماني جيرد مولر الذي يرافق المستشارة ميركيل في لندن والتي تكمن بتنفيذ خطط اقتصادية شبيهة بخطط / مارشال/ التي وضعت لاعادة بناء اقتصاديات المانيا بعيد هزيمتها بالحرب العالمية الثانية وبالتالي اقامة مشاريع تنموية في مخيمات اللاجئين تكمن بحث اصحاب الحرف من اللاجئين صناعة ما يعرفونه من المهن وتسويق منتوجاتهم في الاسواق الاوروبية والدولية تساعدهم على تحسين وضعيتهم المعيشية وتشجيعهم بالبقاء بالمناطق المتواجدين بها .
ومؤتمر لندن للدول المانحة لا يعتبر جديدا فقد تم عقد مثل هذا المؤتمر في باريس والكويت  وبرلين وبالرغم من تقديم الدول الصناعية  والغنية    تبرعات كثيرة للدول الحاضنة للاجئين لم تساهم في وقت تدفق الاعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين على اوروبا ، فالتدخل العسكري الروسي ومعه ايران  الى جانب بشار اسد  ساهم بتهجير المزيد من الشعب السوري الى خارج بلادهم . ويرى استاذ معهد بحوث الحرب والسلام في جامعة مدينة بيليفلد / وسط /هانس يورجين برايتكوبف / ومعناه باللغة العربية الرأس الواسع / انه مهما زادت الدول الغنية من تبرعاتها المالية للاجئين والدول احاضنة لهم فلن تكفي ولن تساهم بالتخفيف عن اللاجئين ، وعلى الدول المجتمعة ان تقر سياسة انهاء الحرب في سوريا التي يقودها النظام السوري وروسيا وايران ضد الشعب السوري بالعمل العسكري لوضع حد لماساة شعب يكافح منذ اكثر من خمسة اعوام لنيل حريته أصبحت بلاده محتلة ومرتعا لروسيا وايران وميليشيات ومرتزقة تابعة لهما .
ويرى برايتكوبف باعلان دي ميستورا قطع المفاوضات على ان تعود اواخر شهر شباط / فبراير الحالي اعلان صريح بانه لا فائدة من هذه المفاوضات واعلانه هو لحفظ ماء وجهه وعلى المذكور الاعتراف بفشله وتقديم استقالته مثل ما فعله الاخضر الايراهيمي وكوفي عنان .