الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- لا نجاح بدون السعودية لأي مؤتمر حول سوريا

ألمانيا- لا نجاح بدون السعودية لأي مؤتمر حول سوريا

07.01.2017
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين 06‏/01‏/2017
من المقرر أن يعقد بعاصمة كازاخستان أستانا في وقت لاحق من شهر كانون ثان / يناير مؤتمر حول سوريا بتنظيم روسي تركي ايراني للبحث حول مستقبل ذلك البلد الذي يعيش بدوامة حرب يشنها بشار اسد وميليشيات شيعية ومرتزقة ضد الشعب السوري الذي انتفض ضد نظامه عام 2011 من أجل نيل الحرية والكرامة أدت هذه الحرب الى دعوة اسد روسيا وايران لاحتلال سوريا . وتأتي الدعوة لهذا المؤتمر  بعد الاعلان في وقت سابق من اواخر شهر كانون اول / ديسمبر عام 2016 الماضي عن اتفاق روسي تركي لوقف اطلاق النار بعد ماساة مدينة حلب . واستثنى منظمو المؤتمر دعوة المملكة العربية السعودية التي وقفت هي وقطر اضافة الى تركيا مع الشعب السوري منذ الايام الاولى لانتفاضته  .
الغريب في اجتماع انقرة الذي تم بموجبه الاتفاق على وقف اطلاق النار غياب وزراء خارجية المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الامريكية وقطر والمانيا وفرنسا فوزراء خارجية هذه الدول لم يتغيبوا عن اي مؤتمر عقد حول سوريا وعدم مشاركتهم باجتماع انقرة ودعوتهم لحضور اجتماع أستانا المقرر انعقاده يعني ان انقرة وطهران وموسكو تريد استلام الملف السوري لوحدهم وهو ما يره الكثير من المراقبين السياسيين  بانه لن يؤدي الى اي نتائج ايجابية لانها ماساة الشعب السوري وخروج المحتلين من بلاده ، فتركيا اكثر دول منطقة الشرق الاوسط التي تعاني من الملف السوري الذي جلب عليها الارهاب وزعزعة أمنها الى جانب اجراءاتها العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني الذي يستمد قوته من اوروبا والولايات المتحدة الامريكية اضافة الى انها تسعى لمداراة طهران التي تطمع في قضم تركيا سياسيا واقتصاديا ونتهج سياسة مراوغة مع انقرة من اجل كسب صمتها  حول تحقيق مصالحها بسوريا والعراق ودول منطقة الخليج العربي التي تكمن بهيمنة زعامتها الدينية بتلك المنطقة .
وأكد  الرئيس السابق للجنة العلاقات الالمانية العربية بالبرلمان الالماني والوزير السابق بوزارة الخارجية  الالمانية كريستوف زوبيل الذي يراس حاليا منظمة ترعى لتنمية منطقة بلاد الشام لـ / المحرر/ هذا اليوم الجمعة 6  كانون ثان / يناير  انه بدون مشاركة السعودية بمؤتمر إستانا او بمؤتمرات اخرى حول سوريا فان المؤتمر فاشل قبل انعقاده وانه لا سلام في سوريا طالما وبشار اسد موجود على رأس السلطة وان اي اتفاق يتم من اجل بقاءه رئيسا فلن يقبل الشعب السوري والمجتمع الدولي والرأي العام به .
ومن ناحيته رأى عضو لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني اوميد نوريبور اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم بين انقرة وموسكو وموافقة طهران على مضض بانه خطوة رائدة بالرغم من انتهاكات النظام السوري له فالاتفاقيات التي تمت من اجل وقف اطلاق النار بين موسكو وواشنطن لم تكلل بالنجاح وتعرضت للفشل الا ان ذلك لا يعتبر نجاحا للدبلوماسية التركية بالرغم من ان وقف اطلاق النار جيد . واوضح نوريبور انه لن يكون هناك اي سلام في سوريا بدون مشاركة جميع الاطراف المعنية بالنزاع في ذلك البلد والمصالحة بين فئات الشعب السوري وخاصة بين اهل السنة  والنصريين ومعهم الشيعة وغيرهم بعيد المنال فايران التي شاركت بحدها وحديدها الى جانب بشار اسد  الذي جعل من انتفاضة الشعب السوري حربا طائفية مستغلا بذلك الطائفية وممارسة القتل العشوائي وتهجير سكان المدن وهدمها جعل من المصالحة بعيدة المنأى فالهوة اصبحت عميقة وواسعة بين الشعب السوري ولذلك فان اي حديث حول بقاء بشار اسد بمنصبه لن يساهم بنجاح الجهود الدولية والاسلامية بالمصالحة بين فئات الشعب السوري .
واوضح نوريبور انه اذا ما ارادت انقرة وطهران وموسكو سلاما في سوريا فعليهم العمل على وحدة الاراضي السورية والمصالحة بين الاكراد والعرب وليس باعطاء المجال لتركيا تصفية حساباتها مع الاكراد من حزب العمال الكردستاني ولا اعطاء المجال  لبشار اسد وموسكو وطهران بتصفية اهل السنة والجماعة في سوريا بل اعادة اللحمة بين الشعب السوري ولن يتم ذلك الا بإزاحة اسد عن منصبه واعادة ميليشيات ايران الى طهران والميليشيات الشيعية   الاخرى الى  بلادهم فعتد ذلك فان السلام  في سوريا يصبح ممكنا على حد قولهما .
يذكر ان اوميد نوريبور وهو من اصل ايراني قتل الشاه أباه وأعدم الخميني أخاه