الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- تطورات تدفق اللاجئين على أوروبا

ألمانيا- تطورات تدفق اللاجئين على أوروبا

05.09.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏02‏/09‏/2015
وصل الى محطة قطارات مدينة ميونيخ يوم أمس الثلاثاء 1 أيلول / سبتمبر وصباح هذا اليوم مئات من اللاجئين بعد عبورهم هنغاريا والنمسا إما بالبقاء في المانيا او مواصلة طريقهم الى دول اسكندنافية . وتعتبر أزمة تدفق اللاجئين من هموم الحكومة الالمانية ودول اوروبية اخرى تعتبر مقصدا للاجئين مثل الدانمارك والسويد بعد ان  أعلنت دول اخرى بالاتحاد الاوروبي من بينهم هنغاريا وبولندا والتشيك عدم استعدادها استقبال لاجئين ، فالرئيس البولندي الجديد اندريه دودا اعلن أثناء مباحثاته مع نظيره الالماني يوئاخيم جاوك يوم الجمعة المنصرم 28 آب /اوجسطس بالعاصمة برلين ان بلاده لن تستقبل لاجئين من سوريا والعراق وغيرهما من الدول الاسلامية اذ ان بلاده تحتضن حوالي ألف لاجئ اوكراني  وبلاده لا تستطيع الانفاق على اللاجئين السوريين الذين يتدفقون على اوروبا من اجل تحسين وضعيتهم الاجتماعية وليس بحثا عن الأمان ، هذا التصريح لم يكن مقبولا لدى الرئيس الالماني جاوك الذي يعتبر بمقدمة السياسيين الالمان الذين يدعمون اللاجئين ويقوم بين الحين والآخر بزيارة النزل التي يقيمون بها.
وترى الحكومة الالمانية إنهاء ازمة اللاجئين وتقديم معونات لهم في مقدمة اولويات مهامها افضل من إنهاء ازمة اليونان المالية ، فالوضع باليونان بالرغم من تسوية الديون مؤقتا لا يزال وضعها قاتما جراء الانتخابات التي ستجري فيها في وقت لاحق من عام 2015 الحالي ، وهذا ما أكدته المستشارة انجيلا ميركيل بالمؤتمر الصحافي الذي عقدته بالعاصمة برلين مع رئيس وزراء اسبانيا ماريون راجوي يوم امس الثلاثاء 1 أيلول / سبتمبر اذ ان تدفق اللاجئين وتجاوز عددهم الآلاف  لن يؤدي الى تغيير ديموغرافي على البنية السكانية لالمانيا فحسب بل سيزيد من قوة الاحزاب القومية المتطرفة والضرورة ملحة لانهاء الاسباب التي أدت الى تدفق الكثير من اللاجئين السوريين وغيرهم على اوروبا الغربية بمؤتمر اوروبي يُبحث من خلاله انهاء هذه الازمة وتوزيع اللاجئين على بعض دول الاتحاد الاوروبي .
وتدفق اللاجئين السوريين وغيرهم من بعض الدول الاسلامية أدى الى ارتفاع ظاهرة المظاهرات المعادية للاسلام ،فالمنظمة الاوروبية القومية لحماية الغرب من الاسلام / بيجيدا / لم تظهر الى الوجود الا منذ تدفق اللاجئين السوريين والعراقيين على النمسا والمانيا ودول اسكندنافية أخرى ، ففي فترة التسعينات اثناء الحرب التي وقعت بمنطقة البلقان وصل عدد لاجئي تلك المنطقة  الى حوالي 485 الف شخص ساهموا ببروز قوة الاحزاب اليمينية المتطرفة ، فقد استطاع حزب / الجمهوريين / احتلال مقاعد لهم ببرلمان ولاية هيسين كما دخلت / الجبهة القومية الالمانية / برلمان ولاية بادن فورتمبيرج / جنوب / . ومنذ وصول عدد اللاجئين السوريين  في المانيا خلال عامي 2013 و 2014 الماضيين الى حوالي 189 الف شخص / وصل عددهم  حتى نهاية شهر آب / اوجسطس المنصرم الى حوالي 285 الف شخص /  استطاعت الجبهة القومية الاوروبية لحماية الغرب من الاسلام كسب شعبية كبيرة في المانيا والنمسا والدانمارك والتشيك واستطاعت رئيسة كتلة / الحزب البديل لالمانيا / بولاية سكسونيا العليا ، التي تعتقل معقلا للمعاداة للاسلام واللاجئين ، فراوكيه بيتري استلام قيادة الحزب المذكور الذي يضم الى جوانبه متطرفون قوميون واعضاء سابقون من الاحزاب النازية والجمهوريين والجبهة القومية الالمانية .
ويبدي خبراء الارهاب والتطرف القومي قلقهم من ارتفاع وتيرة المعاداة للاجانب والاسلام في هذا البلد فلا يكاد يمر يوم واحد في المانيا الا ويتم الاعتداء على نزل للاجانب وهجوم على مسجد  . ويطالب هؤلاء الخبراء الحكومة الالمانية وحكومات الولايات الالمانية اتخاذ اجراءات حاسمة لوقف ظاهرة قوة التطرف القومي .
هذا من  ناحية تطورات ازمة اللاجئين من الناحية السياسية والاجتماعية في أوروبا . أما  فيما يتعلق من خطر مغادرة السوريين لبلادهم فيؤكد خبراء السياسة الدولية ان رئيس نظام سوريا بشار اسد ينتهج سياستين خطيرتين بسوريا ، إفراغ الارض من سكانها لإسكان الفرس وميليشيات شيعية فيها بدلا عن الشعب السوري ، وسياسة الارض المحروقة بقصفه المدن والقرى والتجمعات السكانية بالبراميل المتفجرة  وخروج الالاف من السوريين من بلادهم الى اوروبا يعتبر دعما قويا لسياسة افراغ الارض من سكانها وعلى اوروبا والدول الاسلامية التي تقف الى جانب الشعب السوري  بذل جميع الجهود لتوعية السوريين من مغبة هذه السياسية .