الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- الطائرة الماليزية والشرق الأوسط تقودان للحرب الباردة

ألمانيا- الطائرة الماليزية والشرق الأوسط تقودان للحرب الباردة

24.07.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏23‏/07‏/14
يعقد زعماء دول حلف شمال الاطلسي  الناتو / يومي  4 و 6 أيلول/ سبتمبر المقبل مؤتمرهم في منطقة ويلز البريطانية وسط أجواء أزمتين سياسيتين تجر العالم الى مناوشات عسكرية في ظل اجوء جديدة للحرب الباردة الا وهما ازمة الشرق الاوسط برمته والازمة الاوكرانية . فإسقاط طائرة الركاب الماليزية المدنية يوم الجمعة من 18  تموز/ يوليو  وعلى متنها ثلاثمائة راكب متجهة من امستردام الى  ماليزيا معظم ركابها كانوا من هولندا اضافة الى جنسيات مليزية والمانية واوروبية اخرى فوق اراضي الشرق الاوكراني تقوم جهبات مستقلة لمعرفة الجهة التي قصفت الطائرة ما اذا كان الانفصاليون الذين يريدون قيام دويلة مستقلة لهم بالشرق الاوكراني او القوات النظامية لاوكرانيا وربما ايضا روسيا . وبالرغم من أن مسألة العنف بالشرق الاوسط مثل الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني والحرب التي يشنها النظام السوري بالتعاون مع ايران وميليشيات مرتزقة شيعية اخرى ضد  الشعب السوري لا تعتبر بذات اهمية لدى الاوروبيين الا ان دعم  موسكو وبكين لنظام اسد ودعم بكين لموسكو بالازمة الاوكرانية يضع العالم في أجواءمناوشات عسكرية قد تقع بين لحظة ولحظة .
ويعتقد كثير من الخبراء بان مؤتمر / الناتو / القادم اهم مؤتمر يعقد منذ انهيار الانظمة الشيوعية في اوروبا وانهيار الاتحاد السوفيتي قبل خمس وعشرون عاما فدول بحر البلطيق الثلاثة التي كانت تحت الاتحاد السوفييتي  / ليتوانيا وليتلاند وايسلاند / تشعر بخوف شديد من اجتياح روسي لها على غرار ضم موسكو لشبه جزيرة القرم واستعدادها لفصل اوكرانيا شرقية وغربية . والرئيس الالماني يوئاخيم جاوك الذي شارك وبدعوة من نظيره البولندي  باريسلاف كوموروفسكي باجتماع لرؤساء الدول السابقة ذات الانظمة الشيوعية / دول البلطيق الثلاثة / اضافة الى بلغاريا ورمانيا والتشيك وسلوفاكيا وهنغاريا ، يبدي قلقه من مناوشات عسكرية تقع بين اوروبا وروسيا بسبب اوكرانيا وسوريا فالنزاع بين روسي والغرب بتلك الدولتين هو من اجل النفوذ تبقى شعوب اوكرانيا والشرق الاوسط ضحية هذا النزاع . وأكد جاوك بندوة حول تطورات السياسة الدولية دعا اليها بمبنى الرئاسة الالمانية هذا اليوم الاربعاء 23 تموز /يوليو بأنه يملك إحساسا كبيرا عدم وقوع مصادمات عسكرية بين الاوروبيين والروس ولذلك فعلى الدبلوماسية الاوروبية ان لا يدخل اليها الفشل ويجب عليها الاستمرار بالمساعي لانهاء الازمة الاوكرانية بسلام ويعودوا للاهتمام بالوضع في سوريا فهناك حروب على النفوذ بتلك المنطقة ولا بد من حوار اسلامي مسيحي ينهي المخاوف التي تشير الى اضطهاد المسلمين للنصاري بتلك المنطقة مبديا استعداده للتفاعل بشكل قوي من اجل هذا الحوار .
ويرى الرئيس البولندي كوموروفسكي بالندوة المذكورة ان دول البلطيق اضافة الى بلاده والتشيك وهنغاريا ورومانيا التي دخلت حلف / الناتو / لم تستفيد شيئا من حماية / الناتو / لها فالولايات المتحدة الامريكية التي اصرت على اعادة نشر صورايخها الدفاعية في  اوروبا الشرقية غير مستعدة للدفاع عن هذه الدول من اي غزو روسي كما ان / الناتو / غير صادق بالدفاع عن دول بحر البلطيق بالرغم من اعلانه تكثيف وجوده العسكري بالمنطقة ولذك فان الدول الشيوعية السابقة التي أصبحت عضوا بالاتحاد الاوروبي وحلف / الناتو / ترى عضويتها بالحلف غير ضرورية .
ويؤكد خبير منطقة الشرق الاوسط ان الحرب التي يقودها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في غزة والنظام السوري ضد شعبه تتمة لمؤامرة مخطط لها تكمن بالقضاء على جميع منجزات الربيع العربي بدأ المخطط بالانقلاب العسكري في مصر ومحاولة إجهاض منجزات الشعب التونسي وارساء العنف في ليبيا والقضاء التام على حركة حماس فالكيان الصهيوني اول من اعلن رفضه للمصلحة الفلسطينية والحكومة المصرية وإعلامها يقودان حملة تحريضية ضد الفلسطينيين واستمرار الوضع في سوريا مرتبط بالتأثير السياسي الروسي على نظام اسد وموسكو تتحدى الغرب بدعمها لنظام اسد عدا عن ذلك فان الولايات المتحدة الامريكية التي تقف وراء المعاداة للاسلاميين وفي مقدمتهم الاخوان المسلمين  تعد العدة لانشاب الحرب الباردة من الشرق الاوسط واوكرانيا .
وكان الرئيس الالماني جاوك قد  أعرب جاوك بكلمة افتتح بها افتتح بها ندوة يوم أمس  الثلاثاء 22 تموز/يوليو عن تطورات ما يجري بمنطقة الشرق الاوسط واوكرانيا عن أمله عدم فشل الدبلوماسية كفشلها أثناء أزمة تموز/يوليو عام 1914 لاحتواء أزمة مقتل ولي عهد النمسا في سراييفو  التي أدت الى اندلاع الحرب العالمية الاولى حاثا الدبلوماسية الالمانية التي وصفها بالغير نشطة في هذه الايام التحلي بالحركة من خلال اتصالاتها مع القوى بمنطقة الشرق الاوسط وأورربا لانهاء الحرب بالشرق الاوسط والحيلولة دون وقوع مصادمات بين اوروبا وروسيا .
كما  انتقد خبير منطقة  الشرق الاوسط  واستاذ العلاقات الدولية بجامعة مدينة ميونيخ ريشارد لوفينشتاين الحكومة الالمانية في مقدمتها المستشارة انجيلا ميركيل ووزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير الذي لا يزال يصر على أحقية الكيان الصيهوني بالدفاع عن نفسه معتبرا تصريحات شتاينماير الاخيرة التي أدلاها قبل يوم أمس الاثنين 21 تموز/يوليو بالمؤتمر الصحافي الذي عقده مع نظيره الهنغاري  تيبور نافرشيس دعما صريحا للكيان الصهيوني ومنافيا لأدب الدبلوماسية التي تدعو الى الاستقلالية اذا ما كان وساطة لانهاء الازمات السياسية في العالم مشيرا انه يجب بذل جميع الجهود المتاحة لإسكات الرصاص والقنابل والمدافع وايقاف حركة دبابات الكيان الصهيوني في قطاع غزة  التي تستبيح حرمات الشعب الفلسطيني فالوضع بمنطقة الشرق الاوسط مثل تقاعس العالم عن انهاء ماساة الشعب السوري ووقوف ما يُطلق عليه بالمجتمع الدولي ساكتا أمام جرائم وإبادات جماعية يرتكبها النظام السوري اضافة الى العنصرية السائدة في العراق  الى جانب وقوف اوروبا الى جانب الحكومة الاوكرانية المركزية دون مراعاة مطالب سكان الشرق الاوكراني يعتبر أساسا رئيسيا للحروب بالشرق الاوسط وأوروبا واذا لم يتدارك الاوروبيون خطر عدم مبالاتهم بما يجري فان المناوشات العسكرية لن تبقى منحصرة .
على العالم وقف الحرب بفلسطين المحتلة على الفور وعدم انتظار تغييرات تطرأ على المبادرة المصرية وبالتالي عدم انتظار ما يقرره وزراء خارجية جامعة الدول العربية فالحكومة المصرية تكره الاخوان المسلمين وتكره حماسا ودولة الامارات العربية المتحدة تشارك بمصر والكيان الصهيوني بالمؤامرة على الشعب الفلسطيني كما ان الفلسطينيين لن يصغوا الى المبادرة المصرية لأنها غير مستقلة ومتحاملة على الشعب الفلسطيني وبمقدرة المملكة العربية السعودية التي لا تزال تحظى بثقة الفصائل الفلسطينية وبتعاون مطلق مع قطر وتركيا  اقناع الفلسطينيين بوقف إطلاق النار شرط  ضغوط دولية حاسمة  تبذل على الكيان الصهيوني  لوقف آلية حربه التي تفتك بالشعب الفلسطيني اذ ان الوضع بمنطقة الشرق الاوسط  ليس من صالح الكيان الصهيوني فبالرغم من محاولة القضاء على التيار الاسلامي بالمنطقة برمتها مثل ما تفعله الحكومة المصرية ضد الاخوان والجماعات الاسلامية الاخرى سيفشل على حد راي الرئيس السابق للجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني روبريخت بولنتس .
العالم يعيش في جو أزمات سياسية في ضوء دبلوماسية فاشلة فبدل أن يبقى ببرلين لوضع حد لإراقة دماء الفلسطيني واتكثيف اتصالاته مع الاوروبيين لتنفيذ اتفاقية برلين التي تمت يوم 2 تموز/يوليو خلال اجتماع مصغر لوزراء خارجية روسيا وفرنسا واوكرانيا والمانيا التي تكمن بوقف اطلاق النار بالشرق الاوكراني وعودة نشاطات اللجنة الثلاثية الخاصثة بالازمة الاوكرانية غادر شتاينماير برلين الى المكسيك يوم الخميس الفائت 18 وحتى يوم 20 تموز/يوليو وذلك هربا عن ما يجري في اوروبا والشرق الاوسط فالضرورة ملحة استثمار القوة السياسية لالمانيا واهميتها في اوروبا من اجل انهاء ما يجري حاليا في العالم على حد راي الرئيس الحالي للجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني نوربرت روتجين الذي أعلن عن احتمال استدعاء جميع أعضاء البرلمان الالماني من إجازاتهم للمشاركة بجلسة طارئة للبرلمان لمناقشة خطورة الوضع برمته بالشرق الاوسط واوكرانيا .