الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- الشرق الأوسط في خطر اقتصادي وبيئي

ألمانيا- الشرق الأوسط في خطر اقتصادي وبيئي

05.09.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 04‏/09‏/2015
قالت دراسة قام بها علماء جمعية ماكس بلانك للعلوم الطبيعية والعلمية والطبية اضافة الى السياسية ، ان منطقة الشرق الاوسط برمتها تعيش في وضع خطير للغاية ناجم عن العنف السائد بها ولا سيما في العراق وسوريا اضافة الى ازمات سياسية واقتصادية مثل معاناة مصر حاليا من ازمتين سياسة واقتصادية وبيئية بمنطقة الخليج العربية ولا سيما السعودية في مقدمتها العاصمة الرياض وعواصم خليجية مزدحمة بالابنيئة الشاهقة الارتفاع .
وعزا علماء قسم العلوم الكيماوية بالجمعية المذكورة   بندوة دعا اليها مركز برلين العلمي هذا اليوم الجمعة 4 أيلول / سبتمبر  انهم قامو باجراء تجارب على المحيط الجوي لمنطقة الخليج العربي بواسطة رادارات ومسح جوي للمنطقة اثبتت ان  بيئة منطقة الخليج العربي في خطر جراء الافتقار الى سياسة تنقية البيئة والمناخ الجوي فيها وعدم اخذ مواظني تلك لدول بعين الاعتبار الخطر الذي يتعرض ه الغلاف الجوي / الاوزون / من اردياد استهلاك الزيوت الحارقة مثل البنزين وما شابه من المحروقات الى جانب عدم وجود قوانين تحد من حركة الطيران  الامر الذي أدى روائح ناجمة عن التأكسد البيئي .
ورأى هؤلاء العلماء  ان الابنية الشاهقة تحول دون وجود هواء نقي يساعد بيئة تلك المنطقة على التحسن فمدينة دبي ومعه الرباض تشبه الى حد كبير أجواء نيويورك وغيرها من مدن الولايات المتحدة الامريكية   الخانقة وان الوقت لا يزال مناحا لانقاذ البيئة بتلك المنطقة اذا ما اتخذ  سياسيو دول تلك المنطقة الإجراءات الحد من استغلال الاوكسيد والمحروقات والحد من حركة الطيران والسيارات أيضا .
وتطرق علماء قسم السياسة بالجمعية المذكورة الى الوضع الاجتماعي في سوريا والعراق ، فقد اعتبروا تدمير المدن السورية التي يشنها نظام بشار اسد على مواطني تلك المدن بالبراميل المتفجرة والاسلحة الكيمياوية اضافة الى إبادة جماعية تؤدي تدريجيا الى إفراغ الكثير من المدن من سكانها فمنذ اندلاع انتفاضة الشعب السوري عام 2011  والعنف الذي ينتهجه نظام اسد من تدمير المدن بالقنابل وغيرها ساهم الى تراجع نسبة الاوكسجين والهواء النقي بتلك الى اقل من 50 بالمائة الامر الذي ساهم الى ضيق بالحياة والبحث عن أماكن آمنة فتقارير الامم المتحدة الاخيرة التي تشير بان اكثر من 11 مليون نسمة من الشعب السوري اصبحوا في عداد اللاجئين والمشردين داخل وخارج بلادهم الامر الذي يعني ان سوريا المستقبل ، اي ما بعد أسد ، ستعاني من شبه انهيار الدولة اذا لم يساهم المجتمع الدولي بمساعدة شعبها على ازالة انقاض ما دمرته الحروب .
ويؤكد  رئيس قسم دراسة البيئة التي قامت بوضع هذه الدراسة عن الشرق الاوسط جوس ليليفيلد ان غاز النيتروجين الذي ينخفض بشكل مخيف بدول منطقة الشرق الاوسط بشكل عام هو وراء البيئة الجيدة التي تعتبر وراء تنقية المناخ مشيرا ان الازمة الاقتصادية والمالية التي تعاني منها اليونان مثلا ، هذه الدولة الذي يسعى شعبها لتحسين وضعيته الاقتصادية من خلال جهود يبذلها بالصناعة وغيرها الاساءة الى اجواء تلك الدولة .
ان الوقت لا يزال بوسعة اذا ما بادرت دول منطقة الخليج العربي والشرق الاوسط باتخاذ سياسة لحماية البيئة وتنقية المناخ ببلدانهم كما يستطيع المجتمع الدولي انهاء ماساة الشعب السوري وانقاذ سوريا من كارثة طبيعية تكمن بانتشار الامراض جراء العنف الذي ينتهجه بشار اسد على حد رأي علماء جمعية ماكس بلانك .