الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- السعودية وألمانيا وإيران

ألمانيا- السعودية وألمانيا وإيران

06.02.2016
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 05‏/02‏/2016
قام وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير خلال الفترة ما بين 2 و 4 شباط / فبراير بزيارة ايران والمملكة العربية السعودية حيث افتتح في الرياض مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز جناح المانيا بمعرض الجنادرية ، فالمانيا شريك المعرض لهذا العام ، وأجرى مباحثات حول تطورات الاوضاع في سوريا واليمن مع خادم الحرمين الشريفين ومع نظيره السعودي عادل الجبير . كانت زيارة شتاينماير الى طهران اولا ثم الى الرياض من خلال جهود وساطة المانية  لانهاء حالة الفتور والاحتقان بين الرياض وطهران التي تطورت اثر تنفيذ حكم الاعدام برجل الدين الشيعي نمر النمر وقام غوغائيون بالاعتداء على السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية الامر الذي كان وراء اعلان الرياض قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران التي أعلنت هي الأخرى ان سفارتها في صنعاء تعرضت لقصف من طائرات عسكرية سعودية نفت ذلك برلين رسميا اضافة الى نفي الكثير من دول العالم وتقارير المخابرات الولية ان تكون طائرات عسكرية سعودية قصفت مبنى سفارة طهران بصنعاء .
ووصف عضو لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني عن كتلة التحالف اليساري / الشيوعي  سابقا / يان فان أكين وهو احد خبراء منطقة الشرق الاوسط ، عاش بتلك المنطقة ردحا من الزمن ،بندوة تقييم حول زيارة شتاينماير الى الرياض وطهران هذا اليوم الجمعة 5 شباط / فبراير ،  محادثات شتاينماير مع المسئولين الايرانيين في مقدمتهم رئيس ايران حسن روحاني ووزير الخارجية جواد ظريف بحوار مع الطرشان ففي المؤتمر الصحافي الذي تم بين شتاينماير وظريف هاجم الاخير السعودية  متهمها بمساعدة الارهابيين في سوريا وغيرها بينما نسي ظريف دعم بلاده المطلق لبشار اسد الذي قتل مع الروس وايران الشعب السوري . الا انه بالرغم من انتقادات فان اكين لمباحثات شتاينماير في طهران ، أعرب فان اكين عن ترحيبه لوساطة شتاينماير  بين الرياض وطهران فالعاصميتن المذكورتين يتمتعان بقوة سياسية ودينية وتأثير على اطراف النزاع في سوريا  ولا بد من تعاونهما لانهاء ماساة الشعب السوري .
الا ان خبير الشرق الاوسط في معهد العلوم والسياسة البرليني ماركوس كايم رأى ان على الدبلوماسية الالمانية عدم اختيارها شركاء حوار بمنطقة الشرق الاوسط فوساطة شتاينماير بين العاصمتين المذكورتين بالرغم من انها تلقى بالترحاب الا ان الضرورة ملحة للدبلوماسية الالمانية معرفة اسباب الخلاف بين السعودية وايران بشكل علمي وميداني وواقعي . الرياض تسعى بكل ما اوتيت من تأثير سياسي وديني لانهاء ماساة الشعب السوري وتعيش في حالة حرب مع ايران في اليمن ولولا التدخل السعودي مع بعض دول الخليج عسكريا في اليمن لاصبحت ميزان القوة في صالح طهران بمنطقة الخليج العربي ، صحيح ان الاعمال العسكرية في اليمن قد استطاعت حجم الحوثيين الا انهم لا يزالون يتمتعون بقوة عسكرية ويسيطرون على الكثير من المدن اليمنية والمطلوب الضغط على ايران لوقف دعمها للحوثيين اذا ما ارادت الدبلوماسية الالمانية النجاح في مساعيها لانهاء الفتور بين الرياض وطهران التي تقف الى جانب بشار اسد في الحرب ضد الشعب السوري . الدبلوماسية الالمانية تحظى باحترام الا انها تفتقر الى الواقعية .
وحول إعلان السعودية استعدادها لزحف بري ضد تنظيم ما يطلق عليه بـ/  الدولة الاسلامية / في سوريا في ظل تحقيق جيش نظام سوريا بعض النجاح في حلب وادلب وغيرهما بمساعدة الروس ، يرى رئيس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني نوربرت روتجين استحالة موافقة الدول المشاركة بالتحالف الدولي ضد التنظيم المذكور موافقة السعودية ، فالزحف البري كان يجب ان يتم منذ الايام الاولى لبدء الاجراءات العسكرية ضد التنظيم المذكور اذ لم يحقق قصف الطيران مواقع التنظيم شيئا ،  والزحف البري يعني احتكاك عسكري مباشر بين السعودية وايران بمساعدة روسيا الامر الذي سينجم عنه  تطورات عسكرية خطيرة بالشرق الاوسط .