الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- الإسلام دين عادي

ألمانيا- الإسلام دين عادي

06.08.2017
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏04‏/08‏/2017
يناقش خبراء وسياسيون ومستشرقون المان واوروبيون منذ فترة الاسلام بشكل واقعي واثره على ما يُطلق عليه بـ / الربيع العربي / ذلك الربيع الذي استطاع الشعب التونسي والليبي تحقيق امنيتهم بإقصاء رؤساء بلادهم السابقين زين العابدين بن علي ومعمر القذافي ، وعبثا استطاع الشعب المصري ازاحة رئيس بلادهم السابق حسني مبارك بعد استمر لاكثر من ثلاثين عاما الا انه لم يمر عام على الحريات العامة الا وعاد الجيش لحكم مصر من جديد .
وكان الاعتقاد سائدا وقوف جماعة الاخوان المسلمين وراء ثورات الربيع العربي الا انه تبين بأن ثورات شعوب الدول المذكرة كانت عفوية فالضغط يورث الانفجار وجماعة الاخوان المسلمين من صميم شعوب المسلمين . الا ان مفهوم الاسلام السياسي يعتبر حديث الساعة ، هل يوجد اسلام سباسي بالدين الاسلامي ؟ فمن شروط الحكومة والبرلمان الالماني للاعتراف بالاسلام كدين ثان او ثالث في المانيا عدم مناقشة الشريعة والاسلام يجب ان يكون دينا كنسيا واذا ما تم الاعتراف بالدين الاسلام فعلى المسلمين عدم المطالبة بتحكيم الشريعة .
ويرى استاذ علوم الاسلام والاستشرق في جامعة مدينة ينا / شرق / بيتر شتاين الذي سيشرف على مؤتمر المستشرقين الالمان والاوروبيين في وقت لاحق من شهر أيلول / سبتمبر المقبل ، بندوة حول ما يُطلق عليه بـ / الاسلام السياسي / تمت هذا اليوم الجمعة 4 آب /اوجسطس بأكاديمية برلين براندينبورج العلمية ، ان الاسلام دين سماوي عادي ليس فيه ما فيه ما تتداوله الالسنة حاليا بـ / الاسلام السياسي / معتبرا مصدر هذا المفهوم من قبل معارضي جماعة الاخوان المسلمين من بعض حكومات الدول العربية الذين يرون بجماعة الاخوان وغيرهم من الاسلاميين شوكة بأعينهم ويسعون لدى الغرب بوضعهم بلائحة الارهاب ، فالغرب له نظرة اخرى عليهم اذ يرونهم بأنهم يمثلون الوسطية بالاسلام ، حاثا الغرب على فهم الاسلام بشكل صحيح مؤكدا بان الضرورة ملحة لحوار مباشر بين حكومات الدول العربية التي تحارب الاسلاميين وبين الاسلاميين بمشاركة الغرب فالاسلام دين سلام والذين يحملون الفكر الاسلامي الصحيح دعاة سلام وحوار .
الاسلام دين سماوي عادي يشمل جميع نواحي حياة الانسان فهو دين ينظم حياة الفرد والمجتمع والدولة ، على حد تعبير استاذ علوم الاسلام في جامعة مدينة جيسين / جنوب غرب / اليزابيت فون شفارتسينبيرج ، التي أكدت بأن من يزعم بان الاسلام دين يدعو الى الارهاب والحرب ونبذ الحريات العامة انما هو مفتر مشيرة ان اسباب الحروب الصليبية كانت من الافتراءات على الدين الاسلامي والمسلمين وعلى الغرب عدم الاستماع لهذه الافتراءات ووضع حد لها .
ونفى صاحب كتاب / ابن سعود ملك بين التقليد والتقدم / اوفيه بفولمان / الباء تكتب ولا تقرأ / استغلال عائلة آل سعود السلفييين للوصول الى حكم نجد والحجاز وتأسيسهم دولتهم مشيرا ان آل سعود يرون بالاسلام دين عقيدة وحياة والسعودية فتحت ابوابها للمسلمين الذين تعرضوا للتعذيب على يد حكوماتهم جراء انتمائهم الفكري ، وما يجري حاليا من خلاف بين دول منطقة الخليج العربي بقطع السعودية والبحرين والامارات علاقاتهم مع قطر انما مصدره سوء تفاهم ولا احد في السعودية والبحرين حتى وفي الامارات بالرغم من ان ولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد يقف وراء استمرار الاضطرابات في ليبيا ووراء الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي ، يوافقون على محاربة كل من يحمل فكرا اسلاميا .
الاسلام دين سماوي عادي الا انه يختلف عن اليهودية والنصرانية ، فالنصرانية تفتقر الى الحركة واليهودية منغلقة على نفسها امام الاسلامي دين حيوي منفتح على الثقافات ويدعو الى الحوار .
وتأتي ندوة خبراء الاسلام وعلوم الاستشراق توضيحا لمؤتمر المستشرقين الذي سيعقد خلال الفترة ما بين 18 و 22 من ايلول / سبتمبر المقبل بمشاركة حوالي 1الف و 250 شخصا يمثلون السياسة والاجتماع والاديان يناقشون من خلاله تطورات علوم الاسلام في الجامعات والمعاهد الالمانية والاوروبية وتطورات السياسة الدولية من حظر الاسلام والنزاع بالعالم الاسلامي ومواضيع شتى .