الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- إعلان الحرب على داعش

ألمانيا- إعلان الحرب على داعش

28.11.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 27‏/11‏/2015
بإعلان الحكومة الالمانية يوم أمس الخميس 26 تشرين ثان / نوفمبر مشاركتها بطائرات عسكرية / تورنادو / مع سفينة عسكرية حاملة للطائرات تكون ردءا للفرنسيين وغيرهم بعملياتهم العسكرية ضد تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية – داعش / تكون المانيا قد دخلت الحرب ضد ذلك التنظيم .
وقد أكدت وزيرة الدفاع اورزولا فون دِرً لاين ومعها وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير للصحافيين مساء يوم أمس الخميس وبعيد قرار ارسال الطائرات والسفينة الى المياه الدولية لسوريا وتركيا واتخاذها مواقع بتركيا تابعة لحلف شمال الاطلسي /  الناتو / ، ان الانزال يعتبر الاخطر من نوعه منذ الحرب الباردة فالانزال العسكري بافغانستان أسهل من الانزال العسكري بالبحر المتوسط ضد / داعش / فالوضع بتلك المنطقة قاتم للغاية جراء وجود ميليشيات كثيرة بعضها يحارب النظام السوري وبعضها مع ذلك النظام ضد الشعب السوري اضافة الى تدخل روسيا وايران بالحرب الى جانب اسد . مؤكدة ان القرار كان صعبا ولكن على المانيا ان تفي تأكيداتها دعم فرنسا التي تعرضت لعمليات ارهابية .
القرار بالمشاركة ضد / داعش / يعتبر ضربة موجعة لوزير الخارجية شتاينماير الذي بدا عليه عدم الرضا فهو كان قد أكد مرات عديدة آخرها قبل يوم ألاربعاء 25 تشرين ثان / نوفمبر على هامش مؤتمر لوزراء خارجية دول البلقان عدم المشاركة الفعلية لالمانية ضد / داعش / اذ ان ذلك سيفشل الجهود الدبلوماسية لانهاء الحرب في سوريا سياسيا .
خبراء السياسة الدولية في مقدمتهم رئيس مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدوليين فولفجانغ ايشينجر رأى بالتحالف الدولي ضد / داعش / ومشاركة المانيا بالحرب لن يكتب له النجاح فالاوضاع في  ساحة الحرب بسوريا  مختلطة من الصعب التمييز بها ، مشيرا الى ارتياحه للتدخل الالماني الى جانب الفرنسيين وغيرهم لأان من يريد لعب دور بارز على مسرح السياسة الدولية يجب ان يكون متواجدا عليها .
قرار المشاركة يعود الى حث الرئيس الالماني يوئاخيم جاوك بمحاضرته التي ألقاها عام 2014 الماضي بمؤتمر ميونيخ الخمسين للامن والسلام الدوليين فهو كان قد أكد ضرورة لعب المانيا دورا بارزا على الصعيد الدولي فهي تملك القدرة العسكرية والسياسية لاحلال السلام بالعالم ، تلك الكلمة كانت بمثابة موافقة وخاتم رسمي من رئاسة الدولة الالمانية لطموحات وزيرة الدفاع فون دِرُ لاين التي تريد رؤية فرق عسكرية المانية في كل بلد يعاني من اضطرابات وحروب وطموحات وزير الخارجية شتاينماير ان يكون لالمانيا دور بارز على مسرح السياسة الدولية .
الا ان سوريا والعراق تختلفان تماما عن افغانستان فالتحالف الدولي ضد الطالبان كان قويا ولم يكن هناك خلاف بين دول العالم وخاصة القوى الكبرى مثل روسيا والولايات المتحدة الامريكية أما  بالنسبة لسوريا فمختلف عليه فالدول الغربية وفي مقدمتها اوروبا لا تزال تؤكد بشكل رسمي رحيل اسد ولا مستقبل له في سوريا وروسيا وايران تصر  الابقاء عليه عدا عن ذلك فمن ستحارب المانيا والغرب معها / داعش / التي لم توجه سلاحها التي تملكه على أسد  ام الميليشيات العسكرية التي تحارب أسد أو أسد ؟ وموسكو التي دخلت الحرب ضد / داعش / لم تستهدف ذلك التنظيم فحسب بل تستهدف جميع الميليشيات المناوئة لاسد وتحاربه فالوضع قاتم وخطير للغاية.