الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- أوروبا وإيران والصراع في الشرق الأوسط

ألمانيا- أوروبا وإيران والصراع في الشرق الأوسط

23.11.2013
هيثم عياش


برلين / ‏21‏/11‏/13
تقف أوروبا حاليا على عتبة  مرحلة جديدة جراء اقتراب موعد انتخاب جديد للبرلمان الاوروبي الذي سيتم خلال صيف عام 2014 المقبل كما ان الاتحاد الاوروبي ينتظر نتائج المفاوضات التي تجري بين الحزبين المسيحي والاشتراكي لتشكيل حكومة في المانيا . الا ان التطورات السياسية التي طرأت على اوروبا منذ بدء الازمة المالية والاقتصادية لبعض دول الاتحاد الاوروبي اضافة الى التقارب الامريكي الاوروبي مع ايران والمشاكل على تدمير اسلحة نظام سوريا الكيمياوية ومؤتمر جنيف / 2/ تعتبر حديث الساعة أكثر من الحديث عن تطورات مفاوضات تشكيل حكومة ائتلافية في المانيا ، فأقطاب السياسة الاوربية يتطلعون الى عودة الاتحاد الاوروبي الى مسرح  السياسة الدولية بقوة من جديد وذلك من خلال ندوات يدعو اليها معاهد سياسية في برلين كان آخرها ندوة حول اوروبا وايران وسوريا دعا اليها مبرة كونراد أديناور للدراسات السياسية  بالعاصمة برلين يوم أمس الاربعاء 20 تشرين ثان/نوفمبر بمشاركة مستشار شئون السياسة الاستراتيجية بدائرة المستشارية الالمانية كريستوف هويسغين الذي أكد ان اوروبا بإمكانها الخروج من مأزقها الاقتصادي والمالي اذا ما أعلن الاوروبيون تضامنهم مع بعضهم البعض ففقدان التضامن الاوروبي ساهم بتراجع هيبة الاوروبيين من مسرح السياسة الدولية كما كان استهانة وكالة المخابرات الامريكية الوطنية بالاوروبيين من خلال تجسس تلك الوكالة على المصالح الاوروبية ومكالمات الزعماء الاوروبيين الهاتفية ولا سيماعلى أجهزة هواتفهم النقالة .
وعزا هويسغين  استمرار ماساة الشعب السوري واستمرار جرائم بشار اسد التي يرتكبها ضد شعبه الى ضعف الاوروبيين فسوريا تعتبر جارة طبيعية لأوروبا لهما علاقات تاريخية واجتماعية مثل غيرها من شعوب منطقة الشرق الاوسط تلك العلاقات ترغم الاوروبيين على انقاذ الشعب السوري من جرائم أسد فخطط وزيرا الخارجية الامريكي والروسي جون كيري وسيرجي لافروف عقد مؤتمر جنيف / 2/ الخاص بسوريا لم تؤخذ  آراء الاتحاد الاوروبي عليه وكأن الاتحاد الاوروبي اسما بدون معنى معتبر المؤتمر المنشود انعقاده في وقت لاحق من كانون أول/ديسبمر المقبل لن يحقق أي نجاح اذا لم يشارك الاوروبيون وتركيا والسعودية بشكل فعال به معتبرا اعتذار العاصمة السعودية الرياض عن قبول مقعد بمجلس الامن الدولي ضربة موجعة ليس لأمريكا ومجلس الامن الدولي فقط بل ايضا للاوروبيين الاعضاء بالمجلس المذكور مطالبا الاوروبيين بلعب دور سياسي رائد باستقرار منطقة الشرق الاوسط ودعم شعوب تونس وليبيا ومصر بتحقيق أهدافهم التي تكمن بتحسين وضعيتهم الاجتماعية واستقرار الحريات العامة فيها .
عضو شئون السياسة الدفاعية بالبرلمان الالماني اوميد / عميد / نوريبور / من اصل ايراني / رأى بالتقارب الامريكي الغربي مع ايران بالطامة الكبرى اذ سيساهم هذا التقارب مساعدة طهران مضيها بالتدخل بشئون دول منطقة الخليج  العربي الداخلية ودعم اقوى لنظام بشار اسد وبالتالي فان هذا التقارب سيساهم أيضا بروز ايران كدولة نووية لا أحد يعلم خطرها بشكل يقيني على الأمن والسلام الدوليين معتبرا مرونة ايران بتعاونها مع الغرب  سياسة التقية الموجودة بالمذهب الشيعي وبالتالي فان مرونة طهران لا يعني بأن ايران ضعيفة بل أوروبا .
واتفق كل من نائب رئيس معهد باريس لبحوث السلام والسياسة الاستراتيجية يفس بوير وعضو شئن اللجان البرلمان لدول حوض البحر الابيض المتوسط / البرلماني الالماني / رودريش كيسفيتر  ضرورة إحياء محور دول البحر الابيض المتوسط من جديد فالمحور المذكور فأوروبا تستطيع من خلال إحياءها للمحور تستطيع بالتعاون مع دول منطقة الخليج العربي وتركيا بإنهاء ماساة الشعب السوري واستقرار منطقة الشرق الاوسط برمته مع الشمال الافريقي كما ان اوروبا تستطيع لعودة الى المسرح الدولي للسياسة من جديد بقوة .
وأبدى سفير الكيان الصهيوني ببرلين ياكوف /يعقوب /هداس  ارتياحه معاداة السعودية والامارات العربية المتحدة وغيرهما لحركة الاخوان المسلمين وتأييدهم للانقلاب العسكري الذي وقع بمصر ضد الرئيس المصري محمد مرسي معتبرا عدم تأييد اوروبا بشكل صريح للانقلاب دليل واضح على ضعف السياسة الاوروبية فالأخوان كانوا أول من عادى قيام دولة صهيونية / يهودية / على ارض فلسطين وعلى الاوروبيين دعم الانقلاب العسكري والحكومة المصرية الحالية مؤكدا ان العلاقات الاوروبية مع دول الخليج يشوبها الفتور جراء الموقف المتناقض تجاه مصر والاحداث في سوريا واذا ما أرادت اوروبا مساعدة الشعب السوري وفي مقدمته ائتلاف المعارضة الاخذ بعين الاعتبار أمن الكيان الصيهوني .
أحد المشاركين بالندوة من المسلمين نفى معادة السعودية للاخوان مشيرا ان المساعدات التي قدمتها الرياض للحكومة المصرية هي للشعب المصري وذلك بعد إعلان الاوروبيين وقف مساعداتهم الاقتصادية والمعنوية لمصر عقابا للعسكر الذي انقلب على الشرعية بتلك الدولة مؤكدا ان الغرب لم يكن صادقا مع الشعب السوري بإنهاء ماساته فمرور واحد وثلاثين شهرا على قتل النظام السوري لشعبه ساهم باحتلال ابران لسوريا فاحتفاء الشيعة بذكرى عاشوراء بقلب العاصمة السورية دمشق دليل واضح على مدى خطورة ايران بمنطقة الشرق الاوسط وعلى الاوروبيين التعاون بشكل وثيق ان كانوا صادقين مع السعودية وتركيا ودول الخليج لانهاء مأساة الشعب  السوري ونيل ذلك الشعب استقلاله من جديد من ايران والنظام السوري الذي اعتبره عميلا لايران على حد اقوالهم .