اخر تحديث
السبت-04/05/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ أكلّ نصير للإجرام ، لديه ما يَخدع به ضميرَه !؟
أكلّ نصير للإجرام ، لديه ما يَخدع به ضميرَه !؟
03.12.2017
عبدالله عيسى السلامة
( الحديث ، هنا ، عن أعوان الحكم الاستبدادي ، وموظّفيه ، وأنصاره !)
*) الضمير، هو ذلك الميزان الإنساني الداخلي ، المكوّن من الحسّ الإنساني ، الفطري الأصيل .. والخبرة المكتسبة ، من التربية والثقافة ، والمعارف المتنوّعة !
*) لكل إنسان ، رقيب داخلي ، يشهد على سلوكه ، ويدفعه إلى الفعل ، أو يمنعه عنه .. ويحاسبه على ما يراه خطأ ، ويبارك له ما يراه صواباً .. بصرف النظر عن سلامة هذا الضمير، أو فساده ، وعن قوّته ، أو ضعفه !
*) مخادعة الضمير، هي أخبث عمل شيطاني ، على الإطلاق ! سواء أجاءت المخادعة، من قِبل شياطين الجنّ ، أم من قِبل شياطين الإنس ! وربّما كان بعض شياطين الإنس، أخبَث ، كثيراً ، من أكثر شياطين الجنّ !
*) المجرمون ، الذين يرتكبون الجرائم ، بحقّ البشر، وغيرهِم من المخلوقات .. يَعرفون ما يَفعلون ، ويقدِمون عليه .. لا قتناعهم بأنه يحقّق لهم مصلحة ما ، مادّية أو معنوية! وهم مستعدّون ـ بحسب الأصل ـ لدفع الثمن ، الذي يمكن أن يترتّب على إجرامهم!
*) المشكلة ، هي عند أنصار الإجرام .. بصرف النظر، عن أسبابهم في مناصرته ! وهم أنواع كثيرة ، من أهمّها :
1) الذين ربطوا أنفسهم بعجلة الإجرام ، فصاروا حزءاً منه ، وبات مصيرهم مرتبطاً بمصيره ! وهؤلاء يُحسبون في عِداد المجرمين ، أنفسِهم ، لا في عداد أنصارهم !
2) المستفيدون من المجرمين ، أنواعا مختلفة من الفوائد ، المادية أو المعنوية ـ بما في ذلك الوعود ، والأمانيّ ، والطموحات ، والآمال ، والأحلام : المرجوّة والمطلوبة والمتوقّعة ـ دون أن يَروا أنهم مرتبطون بهم ! فهم يدافعون عمّا يرونه صواباً لدى المجرمين ، لا عن الخطأ ، أو الإجرام ..! وهنا تدخل عمليّات مخادعة الضمائر، في تزييف الحقائق ، عبرَ إظهار الجرائم ، بمظهر الأعمال الصالحة ، النافعة للناس !
3) هؤلاء المستفيدون من المجرمين ، المدافعون عنهم ، وعن إجرامهم المقنّع ـ أو المحوّل من إجرام ، إلى أعمال خير وبرّ ، ونفع عامّ ، ومصلحة عامّة ، وكرم وشجاعة وحكمة ـ .. أنواع عدّة ، تتفاوت في أهمّيتها ، وفي خدمتها للمجرمين ، بين أعلى الدرجات وأدناها ، وبين أكثرها أثراً وخطراً ، وأقلّها في الخطر والضرر! ومن أبرزها :
أ ـ المشايخ والعلماء المحسوبون على الدين ، الذين يزيّنون للمستبدّ ما يَفعل من سوء واضح ! لمعرفتهم أن هذا السوء ، هو مرغوب من قِبل المستبدّ .. ويمارسون عمليّات تجميل ، لوجه السوء ، أو الشرّ ، أو الفساد ، أو الظلم .. الذي يرتكبه الحاكم ، ليظهِروه بمظهر لائق ، من ناحية الخلق والشرع ! ويسوّقونه للناس ، مغلفاً بأكياس من الورق الزاهي الملوّن ، وبنكهات منغشة ، من الفتاوى الشرعية المختلفة ، والمطرّزة بأدلّة محبوكة ، فنياً ، يَصعب على الجاهل والساذج ، معرفة مافيها ، من حديث نبويّ ، صحيح أو ضعيف ، أو موضوع .. ومعرفة ما في تفسير هذه الآية ، أو تلك ، من تلبيس ، أو ليّ لأعناق النصوص !
ومعلوم أن وجود هذا الصنف من العلماء ، في دولة يسكنها شعب مسلم ، في أكثريّته ، وتتحرّك أكثريّته وفقاً لتعايم الشرع .. معلوم أن وجود هؤلاء ، هو أخبث من وجود الشيطان ذاته ! لأن الشيطان يعجز عن توجيه الناس ، حسب الوجهة التي يريدها الحاكم الظالم المستبدّ ، وفقاً لأحكام الشرع الإسلامي الحنيف ! وحتّى لو وسوَس لفرد عاديّ ، لديه شيء من العلم البسيط بأحكام الشرع ، فسرعان ما يستعيذ هذا الفرد بالله ، من الشطان الرجيم ، فيهرب الشيطان ، أو يخنس ، إلى حين ! وبالتالي ، هو عاجز عن قيادة شعب مسلم في متاهات الضلال والهوى ، كما يفعل العالِم ! وهنا ، لا بدّ للشيطان ، من التعويل على هذا الصنف من العلماء ، كما عوّل عليهم شياطين الإنس من الطغاة المستبدّين ، ومن أركان حكمهم !
ب ـ الإعلاميّون ، والكتّاب ، والمثقّفون ، والأدباء : وهؤلاء هم الصنف الثاني ، من الأصناف التي يعتمد عليها المستبدّون ، في مخادعة الناس ، بتزييف الحقائق أمامهم ، وتشويه الحقّ ليصبح باطلاً ، وتزيين الباطل ، ليبدو وكأنه الحقّ ، الذي ليس وراءه إلاّ الضلال !
ودوافع هؤلاء ، في مخادعة ضمائرهم ، ثمّ مخادعة ضمائر الناس وعقولهم .. لاتختلف كثيراً عن دوافع علماء الدين ! وهي المصالح الفردية لكل منهم ، من مال ، أو منصب ، أو وعد ، أو طموح ، أو حلم !
ج ـ المتطوّعون ، أصحاب الأفكار المثاليّة : الذين يرون شعارات برّاقة ، يرفعها المستبدّون .. فتدغدغ أحلامهم الطوباوية الساذجة ، فيجعلون من أنفسهم شفعاء ، لهؤلاء الظلمة الفاسدين .. أمام الناس عامّة ، وأمام شعوبهم خاصّة ؛ يشفعون لهم ، بل يجعلون شعاراتهم البرّاقة تشفع لهم ، عن كل ما ينزلونه على رؤوس شعوبهم ، من مظالم وكوارث ! ولو سألتَ واحداً من هؤلاء المغفّلين ، فجأة : هل تحبّ أن تكون مواطناً تحت حكم هذا الذي تدافع عنه !؟ لتردّد قليلاً ، وبلع ريقه ، ثم قال ، بنوع من الفهلوة السطحية الساذجة : وما علاقة هذا الأمر، بالشعارات العظيمة ، التي يرفعها الحاكم الوطني المخلص !؟ وحين يفكّر هذا المغفّل ، قليلاً ، يعرف ، يقيناً ، أن الحاكم الذي يظلم شعبه، لا يمكن أن يحقّق أي شعار هامّ ، أو عظيم ، على المستوى الوطني ، أو القومي ! فالشعارات الكبيرة ، إنّما تحقّقها الشعوب ! والحكّام هم مجرّد قادة لهؤلاء الشعوب ، نحو تحقيق الشعارات والأهداف . فإذا كان الشعب مسحوقاً ، عجز عن تحقيق أيّ شعار، مهما كان صغيراً ! وهذا النوع الثالث ، المتطوّع ، من أصحاب المخادعة المجّانية ، لعقول الناس وضمائرهم .. هو أتعس الأنواع ! لأنه لا يحقّق لنفسه دنيا ، ولا يحفظ لنفسه عقلاً واعياً ، ولا ضميراً حياً يقظاً ، ولا يَعذر المظلومين ، إذا تذمّروا من الحكم الظالم الفاسد، وسعوا إلى تحرير أنفسهم من ويلاته !