اخر تحديث
الجمعة-19/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ أكلّ صوت مخالفٍ ، لصوت صاحب القرار، هو نشار، بالضرورة (صوتُ قاق)؟
أكلّ صوت مخالفٍ ، لصوت صاحب القرار، هو نشار، بالضرورة (صوتُ قاق)؟
22.06.2020
عبدالله عيسى السلامة
كان مدرّس الموسيقى العجوز، يعزف بعوده ،ويأمر تلاميذه ، في المرحلة الإعدادية، بترديد النشيد الخاصّ بثورة الجزائر: (قسَماً بالنازلات الماحقاتْ ، والدماء الطاهرات الزاكياتْ .. نحن ثرنا ، فحياةٌ أو مَماتْ .. وعَقدنا العزمَ أن تحيا الجزائر.. فاشهَدوا فاشهَدوا فاشهَدوا) ! وكان التلاميذ يردّدون النشيد ، على ألحان المدرّس ، ونغمات عوده ! وقد كانوا ، كلهم ، في عمر واحد ، وأصواتهم ناعمة ، منسجمة فيما بينها، سوى تلميذ واحد ، كان يَكبرهم في العمر، قليلاً ، وكان في صوته خشونة ، فكان المدرّس يصرخ في وجهه ، قائلاً : أنت اصمت ، لاتنشد مع زملائك ! وحين يصرّ التلميذ على الإنشاد، يقول المدرّس ، صارخاً: أنت لاتَقلْ، صوتُك مثل صوت القاق!
كان التلاميذ يعتقدون ، أن من حقّ مدرّس الموسيقى ، أن يُخرس الصوت ، الذي لايعجبه ، أو لاينسجم مع لحنه ! وربّما كانوا محقّين في هذا ! وربّما كان مدرّس الموسيقى محقّاً ، في إسكات الصوت ، الذي لايناسب لحنه !
لكن، حين كبر التلاميذ ، عرفوا أن في الكون آخرين ، مثل مدرّس الموسيقى ، يقمعون الأصوات التي لاتعجبهم ، وهؤلاء منتشرون في الزمان والمكان !
منهم: رئيس الدولة المستبدّ المتسلط ، الذي يقمع كلّ صوت مخالف لصوته !
ومنهم : أصحاب الآراء ، الذين يُلزمون أتباعهم ، بسماع أصواتهم ، وحدها !
ومن هؤلاء :
رؤساء الأحزاب .. رؤساء النقابات .. رؤساء الأندية .. رؤساء الأحياء في المدن.. مخاتير القرى .. وهكذا !
ولعلّ من المناسب ، في هذا السياق ، التذكير ببيت المتنبّي ، مخاطباً سيف الدولة، والذي يقول فيه :
ودَع كلّ صوتٍ ، غيرَ صوتيْ ، فإنني أنا الصائحُ المَحكيّ ، والآخَر الصَدى
ومن الواجب التذكير، هنا ، بأن صاحب القرار، الذي لايحبّ أن يسمع ، غير الصوت المناسب له ، أو المؤيّد لصوته .. ليس قادراً ، بالضرورة ، على قمع كلّ صوت مخالف ؛ فرُبّ صوت يفرض نفسه ، على صنّاع القرارات ، برغم إراداتهم، ولا يملكون إلاّ الخضوع له !