الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  أصحاب رسول الله بين أهل الفتوى وأهل الجهاد .. فقط للتأمل ..

أصحاب رسول الله بين أهل الفتوى وأهل الجهاد .. فقط للتأمل ..

07.09.2019
زهير سالم




وزاد عدد الصحابة على ما صنف أهل التصانيف ، وعلماء الرواية ، على منهجهم فيمن أثبتوا له الصحبة على المائة ألف صحابي . دفن منهم في البقيع قريبا من عشرة آلاف .  ويعتد بعض الناس اليوم الدفن في البقيع مغنما ، وديار الإسلام سائبة مخلاة .
واشتغل عشرات الألوف من أصحاب رسول الله ، صلى الله وسلم عليه ورضي عن أصحابه ،  في الجهاد .  أولا في حروب قمع المرتدين ، ثم  فتوح الشام والعراق ومصر ..
ثم إذا رحت تحصي عدد " الفقهاء من هؤلاء " والفقيه هو من أثرت عنه الفتوى " وإلا فكل أصحاب رسول الله رضي الله عنهم فقيه بمعنى من معاني الفقه ، أجابك ابن القيم في إعلام الموقعين " إن الذين حفظت عنهم الفتوى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة ونيف وثلاثون نفسا، ما بين رجل وامرأة، وجعل منهم المكثرين والمقلين ، وقال :
أما المكثرون فسبعة وهم:
عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وعائشة أم المؤمنين، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن عباس ... انتهى كلام ابن القيم
وقلت وممن ذُكر في المكثرين بقية الخلفاء الأربعة ، وبقية العبادلة مع ابن عباس ابن عمر وابن عمرو وابن الزبير . ومعاذ بن جبل وأبو موسى الأشعري وأبي بن كعب وأبو الدرداء..
الحقيقة الرقمية التي تحدثنا في هذا المقام هي أن الصحابة الكرام كانوا قوام جيوش الجهاد . عصموا الإسلام من فتنة أهل الردة . وقد وقعت المقتلة العظيمة فيهم حول " حديقة مسيلمة الكذاب " وكان شعارهم يومها " يا أهل سورة البقرة " وكانت هذه الموقعة واستبسال أصحاب القرآن واستشهادهم  فيها حافزا لسيدنا أبي بكر ليجمع القرآن ، خوف ضياعه بتفرق الحفاظ واستشهادهم .
ثم كان بقية من بقي من الصحابة  قوام جيوش الفتح .. ينبثون بين صفوف المجاهدين ، مرشدين ومعلمين ومثبتين ومشجعين . ولعلنا ما نزال نتمجد باستشهاد سيدنا أبي أيوب الأنصاري وهو في التسعين من عمره تحت أسوار القسطنطينية ....
كان السواد العام منهم , هناك في مقدمات الصفوف ، وعلى رأس الجيوش ؛ إلا رجالا أمسكهم الخلفاء للتنور برأيهم .
 فإذا اعتبرنا قول ابن القيم أساسا بأن الذين حفظت عنهم الفتوى في أصحاب رسول الله كانوا مائة وثلاثين نفسا أدركنا بعملية حساب بسيطة أن نسبة المفتين أو الذين حفظت عنهم الفتوى إلى سواد الصحابة إنما كانت في الألف واحدا 01% ..بينما ما نزال نعد قبور الصحابة المنتشرة في العراق والشام ومصر وبلاد ما وراء الوراء بالمئات بل بالآلاف . نعد ما أدركنا ويغيب عنا الكثير مما أحصاه الله ونسيه الناس .
اللهم ارض عن أصحاب نبيك . وارزقنا اتباعا في فقه ، وفقها في اتباع ..
( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ )
لندن : 7 محرم 1441
6/ 9/ 2019
ــــــــــــــ
*مدير مركز الشرق العربي