اخر تحديث
الإثنين-29/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ أسقِط معي الاستبداد البوليسي ، واحكمني باستبداد (ديموقراطي) إذا استطعتَ
أسقِط معي الاستبداد البوليسي ، واحكمني باستبداد (ديموقراطي) إذا استطعتَ
21.02.2018
عبدالله عيسى السلامة
/الاستبداد الديموقراطي مصطلح متناقض ظاهرياً ، والمقصود بالطبع، هو تعسّف الأكثرية الديموقراطية ، في استعمال حقّها، في كيفية التعامل مع خصومها، ضمن القانون ، كالتهميش،أو التحجيم .. على المستوى السياسي ، مثلاً !/.
( ندرة من البشر، في التاريخ القديم والحديث ، هم أولئك الذين أتيحت لهم فرصة الاستبداد، وضَربوا عنها صفحاً ..! حتى في مجال الحبّ والغزل ، يقول عمر بن أبي ربيعة : إنّما العاجز من لايستبدّ ! إلاّ أن الفروق كبيرة ، بين استبداد يفرض بقوّة السلاح ، ويخنق أنفاس الناس ، ويؤلّه الحكّام المستبدين .. واستبداد آخر ، يفرَض من خلال صناديق الاقتراع الحرّ النزيه ، الذي يشترك فيه الجميع ، على قدم المساواة ، وتتاح الفرصة فيه لكل نشيط ، بأن يبذل أقصى طاقته ، في تحصيل أكبر قدر من أصوات الشعب .. وتظلّ الأكثرية الفائزة، محكومة بدستور واضح صريح ، صادر عن إرادة شعبية حرّة ، لاعن إرادة حاكم متسلّط ، بقوّة العسكر ورجال المخابرات ! وتظلّ فرص الضعفاء مفتوحة ، أبداً ، لاكتساب القوّة ..!
وفيما عدا ذلك ، كل من يحاول توزيع المكاسب والمواقع السياسية ، بالتساوي ، على قوى سياسية غير متساوية ، بطبيعتها ، وواقعها على الأرض .. إنّما هو حالم ، أو عابث ، يعمل على إضاعة وقته وأوقات الآخرين ، بمناكفات مجّانية لاطائل من ورائها ، حتى لو جاءت في وقتها وسياقها ! فإذا جاءت خارج وقتها وسياقها ، كانت شيئاً آخر، غير الحلم والعبث !)
*
تعطيل حركة الحياة السياسية ، وما يتبعها ، بناء على افتراضات متخيّلة عن المستقبل ، توازِن بين الحسَن والأحسن ، وبين السيّء والأسوأ ، وبين الدكتاتورية الراهنة ، ودكتاتورية أخرى قد تفرض على الناس ، بعد سقوط الدكتاتورية الراهنة الشاذّة ..
نقول تعطيل حركة الحياة السياسية ، لأجل هذه الافتراضات المتخيّلة ، والوقوفُ عند أنواع من هذه الافتراضات ، الممكنة مستقبلاً ، وغير الممكنة .. هذا كله نوع من العبث الفكري ، الذي لايحمل أيّ نوع من الجدّية الفكرية ، ولا أيّ اعتبار للزمن الراهن ، ومايجري فيه من محن وكوارث على الناس ، أو للزمن القادم ، وما يطرأ فيه من تحولات على حياة البشر..!
في سورية ، على سبيل المثال ، نظام فاسد مستبدّ ، فاق في بشاعته وشذوذه ، كل تصوّر إنساني ! وشعب سورية كله ، بكل ما فيه من أحزاب وكتل وتوجّهات ، وطوائف ومذاهب ، وتجمّعات بشرية .. شعب سورية كله ، يعاني من فساد النظام الراهن ، وعبثه وتسلطه ..!
فماذا يعني تقييد حركة المعارضة الراهنة ، بافتراضات مستقبلية ، بعد سقوط النظام القائم، وتخوّفات متخيّلة ، ناجمة عن هذه الافتراضات ، مثل :
- مَن يضمن عدم استبداد الفئة الفلانية ، بعد سقوط الاستبداد الحالي !؟
- ومن يضمن ألاّ تنفرد الزمرة الفلانية بالحكم ، وتفرض على الناس استبداداً يجعلنا نترحّم على (النبّاش الأول) !؟
- وكيف يتعامل التنظيم الفلاني ، مع قضيّة المرأة ، وقضيّة العمل ، ومسألة العقوبات الجزائية ، أو المدنية ، أو المتعلقة بقانون الأحوال الشخصية ..!؟
- وهل سيفرَض على الناس نظام علماني ، أم إسلامي مدني ، أم ديني ديموقراطي مستند إلى قوّة الأكثرية الشعبية ، أم ثيوقراطي مستند إلى تفسيرات خاصّة مغلقة ، للكتب الدينية المقدسة !؟
- وهل ستكون الحركة الإسلامية هي الأقوى شعبياً ، وتستحوذ على سلطات الدولة ، وتفرض على الشعب رؤيتها الخاصّة في الحكم الديني ، وتحكمه بتشريعات إلهية !؟ أم سيكون تجمّع للقوى اليسارية والعلمانية والقومية والليبرالية ، هو الأقوى ، ويهمّش الإسلاميين ، ويحصرهم في زاوية ضيّقة ، ويشلّ حركتهم ، ويقـلّص نشاطهم السياسي ، إلى أبعد الحدود !؟
- وهل .. وهل.. وهل .. ثم لاحركة جادّة ، باتّجاه إسقاط النظام المجرم ، المدمّر المقيت ، حتى تحسَم الإجابات على هذه التساؤلات كلها ! ( لابدّ من التأكيد هنا ، بالطبع ، بأن القوى المعارِضة الجادّة ، تتحرّك منذ أمد طويل ، حركة جادّة ، لإنقاذ سورية من الاستبداد والفساد .. أمّا العناصرغير الجادّة ، فتعرف نفسها ، ويعرفها الآخرون .. وهي المقصودة هنا !) .
فماذا يعني هذا كله ..على افتراض أنه مطروح على بساط البحث ، لدى بعض عناصر المعارضة السورية ، سواء أكان هذا الافتراض متخيّلا بشكل تامّ ، أم له ظلّ من الواقع :
*)يعني تعطيلاً لحركة الإنقاذ ، التي يجب أن تسابق الزمن ، لاستنقاذ مايمكن استنقاذه ، من الوطن ، الذي توشك الأسرة الأسدية ، أن تحيله إلى أشلاء .. وترقص طرباً ، لكل ساعة يتأخر فيها الشعب عن إسقاطها ، سواء أجاء التأخير بجهود عملائها ، أم ببركات ( الأبرياء !) الذين يتركونها تنحر شعبهم ، وتدمّر بلادهم .. وهم يتناقشون حول مجاهيل ، لايعلمها إلاّ الله ، لأنها مرتبطة بالزمن وتطوراته ، وتفاعلات القوى المتنوّعة الهائلة فيه ، محلياً وإقليمياً ودولياً !
*) ويعني عدم اكتراث ، بما يعانيه شعب سورية من كوارث وبلايا ، تنصبّ على رأسه كل يوم ، بل كل ساعة !
*) ويعني تحكّماً تخيّلياً ، بحركة الزمن والحياة والأحياء ، مستقبلاً .. وتقييدَ هذه الحركة بما يناسب حركة متخيّلة ، لأضعف فريق سياسي قائم اليوم ! فلا يجوز لأحد الأطراف أن يقوى وينشط ، مستقبلاً ، إلى درجة أن يتمكّن من حكم البلاد وحده ، وفرضِ قوانينه الخاصّة به ، على الناس .. ويترك الأطراف الأخرى الضعيفة ، مهمّشة ، أو ضعيفة الأهمّية والقيمة ..! ولابدّ من ضمان هذا الأمر، قبل بدء التحرك لإسقاط النظام الإجرامي المقيت الراهن !
*) ويعني أن كل ماتعلنه الأطراف الراهنة ، في المعارضة ، لاقيمة له ! لأن كل طرف لايثق إلاّ بما يقوله هو عن نفسه ..! أمّا مايقوله الآخرون عن أنفسهم وبرامجهم وتوجّهاتهم ، فليس محلّ ثقة من أيّ طرف آخر ! وبالتالي ، يظلّ الخوف قائماً في نفوس الجميع ؛ كلّ يخاف من نكوص الكلّ عن برامجه وتعهداته ، المكتوبة والراسخة في تنظيمه ، أو حزبه ، أو كتلته .. فكراً ومنهجاً !
*)ويعني افتراض أن أيّ تنظيم ، يقوى على مدى قرن ، أكثرَ من الحدّ الذي يتساوى به مع الآخرين .. يقوى بحركته ، ونشاط أعضائه بين الناس ، وبرامجه التي تعجب الناس ، وخدماته التي تريح الناس .. إنّما يشكّل هاجسَ خوف ، منذ الآن ، للآخرين الذين يتوقّعون ، منذ الآن ، أنهم لن يستطيعوا مجاراته ، أو منافسته على كسب الجماهير..!
*) ويعني أن أيّة قوّة ظاهرة ، يجب أن تقيّد ، منذ الآن ، بقيود معيّنة ، تبقيها في مستوى مكافئ لقوى الأخرين ، ممّن هم أضعف منها ! وأيّة قوّة كامنة ، لدى أيّ طرف ، ينبغي أن يـُضمن ، عدم ظهورها وتوظيفها ، إلاّ بقدر ماتستطيع القوى الأخرى مجاراته !
*) ويعني أن النظام الحاكم في سورية ، لم يستطع أن يقهر الشعب الطيّب بالخوف ، فحسب .. بل قهر قوى المعارضة ، بالوهم ، الذي زرعه في نفوس أطرافها ، فأخاف العلمانيين من الإسلاميين ، وأوحى إليهم بأنه أقرب إليهم من هؤلاء الإسلاميين ، الذين سيحكمونهم بتشريعات إسلامية صارمة ، هي أشدّ خنقا لهم من دكتاتوريته ، وأقسى عليهم من ظلمه وتسلطه ! فيما لو تحقّقت المعجزة ، وحصل الإسلاميون على أكثرية كبيرة من أصوات الشعب السوري ، ممّا لم يحصلوا عليه في تاريخهم كله ، في فترات الحكم الديموقراطي ، التي عاشتها سورية بعد تحرّرها من الاستعمار!
*) وأهمّ مايمكن أن يعنيه هذا كله ، وبكل بساطة : أنه قد يدخل في أيّ باب من أبواب العبث الفكري .. إلاّ أنه لايمكن أن يدخل ، ألبتّة ، في أيّ باب من أبواب الفكر السياسي الجادّ ، أو شبه الجادّ ! وأن مَن يقبل بأن يـُفرض عليه ، هو أشدّ عبثاً بقضيّته ، وأمانته ، وجماهيره ، وعقله ، وأخلاقه .. ممّن يفرضه عليه !