الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أسباب إصرار روسيا والأسد على تدمير حلب

أسباب إصرار روسيا والأسد على تدمير حلب

13.12.2016
عبد العزيز الكحلوت


الشرق الاوسط
الاثنين 12/12/2016
عرقلت روسيا قرار مجلس الأمن وتجاهلت -وتابعها الأسد- مناشدات الدول والمنظمات المدنية وقرار الجمعية العامة لوقف العدوان على حلب الشرقية. إصرار روسيا وتابعها على حسم المعركة ضد المعارضة السورية أرجعه المراقبون إلى عدة أسباب منها أولا أن بوتين يعتبر انتصاره في سوريا انتصارا لمشروعه الشخصي الرامي لاستعادة مكانة روسيا كقوة عظمى، وثانيا استغلال الصمت الدولي والاتجاه اليميني الشعبوي السائد في الغرب، وثالثا إقرار مجلس النواب الأمريكي لقانون حماية المدنيين المعروف بقانون سيزر، ورابعا تصويت مجلس الشيوخ على تمديد العقوبات على إيران لمدة عشر سنوات وتصاعد اللهجة المعادية لإيران وللاتفاق النووي داخل فريق الإدارة الأمريكية الجديدة، وهذه مؤشرات غير مطمئنة للروس وحلفائهم في سوريا وسادسا اعتقاد بوتين أن إنجازه على الأرض سيقوي من مواقفه التفاوضية مع سيد البيت الأبيض الجديد الذي سيجد ملف الشرق الأوسط الساخن واحدا من أهم الملفات التي تنتظره فمهما قيل عن رسائل الطمأنة التي تلقاها بوتين من ترامب عبر عبارات المديح فإن ترامب قد يغير مواقفه فهو مقيد بمؤسسات الدولة وبمجمعات صناعية عسكرية وبفريق مساعد من صقور الحزب الجمهوري، كما أن استعادة عظمة أمريكا التي يتوخاها ترامب ستضطره إلى التخلي عن فكرة انعزال بلاده بين المحيطين الهادي والأطلنطي، وسابعا تراجع ترامب وإعرابه عن دعم حلف الناتو ومن المؤكد أن موقف ترامب من إيران ومحاربته لداعش ستدفع به مضطرا شاء أم أبى إلى الانغماس في قضايا الشرق الأوسط، ولذلك فلن يكون بمقدوره الفصل بين هذه القضايا لأنها متشابكة ومتداخلة وثامنا خشية روسيا وتابعيها إذا بقيت مناطق من حلب تحت سيطرة المعارضة أن تكون نقطة انطلاق معاكسة في اتجاه تحرير المناطق الأخرى. لذلك فبوتين حريص كل الحرص على المضي قدما في مشروعه بأسرع وقت ممكن ولا يهمه أن تتحول حلب إلى مقبرة جماعية كبيرة ولكن لأن التاريخ لا يعود إلى الوراء فلن يكون في مقدوره منع الشعب السوري من مواصلة المقاومة بأشكال أخرى.