اخر تحديث
الخميس-18/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ أسئلة التغيير: من أين ، وإلى أين ، ولماذا ، ومتى ، وكيف ؟
أسئلة التغيير: من أين ، وإلى أين ، ولماذا ، ومتى ، وكيف ؟
08.11.2018
عبدالله عيسى السلامة
الجيوش المحترفة ، تلقّن جنودها ، أنّ الجنديّ ، الذي يريد تبديل موقعه ، وهو في المعركة ، في حالة مواجهة مع العدو، يجب أن يطرح ، على نفسه ، مجموعة من الأسئلة ، وأن يجيب عليها ، قبل أن يبدّل موقعه ، وهي :
مِن أين : أيْ ؛ أنْ يعرف ، طبيعة الموقع ، الذي هو فيه : هل يوفّر له الأمن ، والحماية من العدوّ ، وقذائفه ، وعيونه ؟ وهل هومُريح ، له ، من حيث : القدرة على توفير الطعام والشراب .. ومن حيث : دفع الأذى المحتمل ، من الوحوش ، وهوامّ الأرض ، وحشراتها..؟ ونحو ذلك !
وإلى أين : مالموقعُ الجديد ، الذي يودّ الانتقال ، إليه : هل هوبعيد ، أم قريب ؟ وهل يوفّر له، الأمن والحماية ، أم لا ؟ وهل هو خير، من الموقع ، الذي هو فيه ، من حيث : مواصفاته ، وإمكانية تأمين المستلزمات ، الضرورية والأساسية ، فيه ، أم لا ؟ وغير ذلك !
ولماذا : لماذا الانتقال ، من الموقع الحالي ، إلى الجديد ؟ وهل السبب يتعلق ، بطلب المزيد من الحماية ، وتوفير الشروط الأساسية ، المناسبة للمكوث ، في الموقع .. أم جدّت أمور، تقتضي ترك الموقع الحالي ، والانتقال ، إلى الموقع الجديد ؟
ومتى : متى يتمّ الانتقال ، إذا تقرّر: صباحاً .. مساءً .. وقت الظهيرة .. في أثناء اشتداد الحرّ، أو البرد ، أو المطر.. ؟ أو في وقت حصول ضباب ، يحجب الجندي ، عن عيون العدوّ ..؟ وغير ذلك ، من الأسباب ، التي تجعل ظرفاً ، أفضل من آخر، للانتقال ، من الموقع الحالي، إلى الجديد !
وكيف : كيف يتمّ انتقال الجندي ، من موقعه : زحفاً .. سيراً .. ركضاً ..؟ وذلك ، كي يصل، إلى موقعه الجديد ، بأسرع وقت ، و دون أن تراه أعين العدوّ !
وقد يكتشف الجندي ، في المعركة ، بعد دراسة البدائل المتاحة ، أنّ مكانه ، هو الأفضل ، أو الأقلّ سوءاً !
والأسئلة ، التي يطرحها الباحث ، عن الموقع العسكري ، قد يجد الباحث ، عن البديل السياسي ، نفسَه ، يطرحها ، أو يطرح مايماثلها، أوماهو قريب منها، مضطراً ، أو مختاراً!
لكنّ المسألة ، في البحث ، عن البديل السياسي ، أكثر تعقيداً ؛ إذ البديل السياسي ، ليس هو المكان ، بل ، هو: الموقف ، والعلاقة ، والقرار !
وقد يكون البديل : عقد صلح ، مع عدوّ مُحارب .. أو شنّ حرب ، ضدّ جهة ما .. أو إقامة علاقة سياسية ، أو اقتصادية ، مع طرف ما !
وقد يكون البديل ، هو: الانسحاب : من حزب ما ، أوحلف ما .. كما قد يكون : تشكيل حزب جديد ، أوحلف جديد !
كما قد يكون البديل : تغيير قيادة حزب ما ، أو حلف ما .. أو تغيير هيكلية حزب ما ، أوحلف ما !
وإذا كان الجندي ، سيّد قراره ، في المعركة ، في تبديل موقعه .. فإن السياسي ، ليس وحده، صاحب القرار، في كثير، من الأمور السياسية ؛ لاسيّما ، مايتعلّق ، بعمل عامّ ، مشترك ، مع أناس آخرين! وكلّما كثر الشركاء ، في القرار، توجّب على السياسي، أن يطرح أسئلة جديدة، تتعلّق : بإرادات الآخرين ، وأمزجتهم ، ومصالحهم ، وقواهم ، في الساحة ، التي يعمل فيها، صاحب القرار السياسي ؛ فهو لايبني قصوراً ، في الهواء ، بل ، يسعى ، إلى صنع واقع ، تتزاحم فيه : القوى ، والمصالح ، والإرادات ! والهوامشُ المتاحةُ له ، في صنع هذا الواقع ، قد تكون ضيّقة ، جدّاً ، كما أنّ السقوف ، قد تكون منخفضة ، جدّاً ، ويجد نفسه مضطرّاً، للعمل ، ضمن هذه الهوامش والسقوف ! وقد يكون من بين بدائله ، السعي ، إلى توسيع الهوامش ، ورفع السقوف ، والبحث عن أعوان ، في هذا المجال !
وهكذا يجد العامل ، في الشأن السياسي ، نفسه ، غارقاً ، في دوّامة ، من الأفكار الهامّة، والضرورية ، للبحث ، عن بدائل ، هي أكثر إمكانية وجدوى ، من سواها ، وأقلّ ضرراً، وخطراً ، من غيرها ! وقد يجهد نفسه ، ويبذل الكثير، من وقته ، ثمّ يكتشف ، أنه وقع ، في أخطاء فادحة .. أوأنه اختار البديل الأسوأ ، أوالأكثر خطراً ، والأعلى كلفة ، والأقلّ جدوى! وذلك ؛ لكثرة عناصر القرار السياسي ، التي تجب معرفتها ، والتي يُعرف بعضُها ، يقيناً ، وبعضُها لا يُعرف ، إلاّ ظنّاً .. ثمّ يأتي حسابُ قيمة كلّ منها ، في المعادلة ، وتأثيرِ كلّ منها ، في الحاضر والمستقبل !