الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أزمة الهجرة.. أكثر من وجه لعملة واحدة

أزمة الهجرة.. أكثر من وجه لعملة واحدة

03.09.2015
رأي الشرق



الشرق القطرية
الاربعاء 2/9/2015
تعكس أزمة الهجرة والمهاجرين المتفاقمة حالياً في أوروبا خطورة غياب الديمقراطية والحريات والتنمية في البلدان الطاردة لأبنائها وخاصة في الدول المكتوية بأنظمة ديكتاتورية لاتلقي بالا لاحتياجات شعوبها الانسانية، ولا لتطلعاتها في الحرية والتنمية. ولكل منطقة أو بلد عوامله الطاردة، والدافعة إلى الهجرة، ففي افريقيا مثلا تجد الفقر والبطالة وانعدام فرص العمل سبباً رئيسياً للهجرة، علاوة على التمسك بالثأر التاريخي من القارة الأوروبية التي امتصت في فترة من الفترات خيرات هذه المنطقة، واليوم يتطلع أبناؤها لاستعادة مايمكن استعادته من العيش الرغيد في هذه القارة الغنية، حتى ولو بوسائل غير مشروعة قد يكون فقدان الحياة ثمنها الغالي غالباً.
أما في المنطقة العربية، وفي دول محددة تعاني الأمرين من ظلم وجور الديكتاتورية كما هو الحال في سوريا مثلا، فالعامل الوحيد لهذه المأساة الانسانية هو غياب الديمقراطية، وتغول هذا النظام في قتل شعبه وتهجيره، حتى باتت مأساته تطغى على غيرها من المآسي المشابهة، نظرا لتكرار مشاهد الموت المفزع والمروع على الشواطئ الأوروبية.
هذا الواقع، هو ما يحاول الساسة الأوروبيون التعامل معه، بشكل غير متوازن حتى الآن، فالبحث عن حلول لهذه الأزمة يتطلب البحث في الجذور والأسباب، لا بوضع الجدران الاسمنتية أو بسد الأبواب في وجه أبرياء مضطهدين، وكما أكد رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي في برلين أمس فان هذا التدفق لاناس يفرون من الحرب والاضطهاد والفقر في الشرق الأوسط وأفريقيا يشكل "أكبر تحد لأوروبا في الأعوام المقبلة".
أزمة الهجرة، أكثر من وجه لعملة واحدة، فأكثر من 350 ألف شخص جازفوا بحياتهم منذ بداية هذا العام عابرين البحر الأبيض المتوسط الى دول الاتحاد الأوروبي، مات منهم نحو 2643 شخصا وفقا لبيانات منظمة الهجرة الدولية. هذا الوضع المأساوي يتطلب تحركا دوليا للبحث في جذور هذه المأساة، لدعم التنمية من جهة في البلدان الفقيرة، ودعم الشعوب المتطلعة إلى الحرية والتنمية في البلدان القابعة تحت سلطة الأنظمة الديكتاتورية.