الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أزمة النازحين: مشكلتا الإرهاب والتوقيت.. والانتظار المُميت

أزمة النازحين: مشكلتا الإرهاب والتوقيت.. والانتظار المُميت

16.07.2017
ثريا شاهين


المستقبل
السبت 15/7/2017
هناك مشكلتان تنطوي عليهما أزمة النازحين السوريين في لبنان. الأولى مشكلة الإرهاب، والتي تحتاج إلى معالجة، والثانية مشكلة توقيت اللجوء السوري بما في ذلك مشكلة معارضة سورية لا يريدها " حزب الله "، بحسب مصادر ديبلوماسية واسعة الإطلاع.
في لبنان الجميع متفق على أنه إذا توافر الأمن في سوريا فيجب على النازحين منها العودة إليها. هناك قسم من القادة اللبنانيين يريد اعادتهم إلى منطقة سيطرة النظام على أساس أنه لم يعد فيها حرب. والتقويم يختلف بين القادة حول ما إذا كانت منطقة سيطرة النظام آمنة أم لا. فإذا كانت آمنة يعود النازحون إليها، وإذا لم تكن كذلك لا يعودون. فهل لبنان يعتبرها آمنة أم لا؟ دولياً، لا يعتبرها المجتمع الدولي آمنة. والسبب يعود إلى أن الوضع السوري لا يزال كناية عن صراع طويل الأمد ولم ينته والنظام طرف فيه. وبالتالي، من يضمن أنه إذا عاد النازحون إلى مناطق سيطرته، أن لا يدخلوا السجون، أو تتم تصفيتهم؟ وفقاً للمصادر.
والمجتمع الدولي، يقول بعودتهم الطوعية إذا حل السلام والامن في بلادهم. ويرفض أن يشعر النازح بأنه ذاهب إلى مكان قد يقتل فيه أو يصبح سجيناً. والمعارض السوري الآن يقول أن مناطق سيطرة النظام ليست آمنة
بالنسبة إلى لبنان، فإنه يريد الخلاص من مشكلة النازحين، لما تشكّله من عبء إقتصادي وسياسي. الخوف اللبناني هو إذا حل السلام في سوريا، فقد لا يعود كل النازحين وقد يفضلون البقاء في لبنان. ثم أن الإسلوب الذي يجب اعتماده حالياً لحل المشكلة بالحوار مع منْ؟
ولكن في الأمر مشكلة لا يتفق حولها اللبنانيون. فكيف يمكن أن يتم التعاطي مع هذه المسألة، التي كانت منتظرة في الأساس، لا سيما وإن لبنان يقول بالعودة الآمنة، والمجتمع الدولي يقول بالعودة الطوعية؟ فالخطورة في العودة الطوعية، عدم قبول هؤلاء بالعودة لو حصل السلم في بلدهم.
النظام يريد كسر عزلته مع لبنان أولاً، وصولاً إلى المجتمع الدولي، الذي عندما سيطالبه بإستعادة هؤلاء، سيطلب منه النظام في المقابل أن يموّل هذه العودة، وهو في أمسّ الحاجة إلى التمويل. إنه الهدف على المدى الطويل. وكلما هدأت منطقة وسيطر عليها النظام، سيعاد إلى الواجهة موضوع عودة النازحين، خصوصاً إلى المناطق المحيطة بدمشق والتي تشير تقارير إلى تحسن وضعه هناك، وفي مناطق أخرى.
وتعتبر المصادر، أن الموقف الفرنسي من النظام لم يتغير لدرجة كبيرة. انما وجد الفرنسيون أن هناك واقعاً ميدانياً على الأرض، وإن هناك سيطرة روسية في سوريا. وليس هناك من جهة دولية ستلجأ إلى المعركة من أجل سوريا. موسكو لا تريد ازاحة رئيس النظام بشار الأسد، إلا من ضمن عملية سياسية طويلة الأمد والدول الغربية تعتبر أنها غير قادرة على التوصل إلى الحل من دون الروس. أي لا أحد سيحارب الروس من أجل سوريا والسوريين. وليس مستبعداً أن يبقى الوضع كذلك سنوات. لذلك ما يفكر به الفرنسيون والغرب عموماً انه إذا تم إيجاد حل سياسي مقبول مع روسيا يكون ذلك جيداً. الروس يبدون نوايا حسنة، ثم يتراجعون لدى التنفيذ. ما يعني أن فرنسا لم تغير موقفها، والامر ليس أكثر من إعتراف بالواقع. ويعتبر الغرب أن الحل هو بالكلام مع الروس، وإذا كان لدى موسكو مصلحة بالتوصل إلى هذا الحل سيتم ذلك. وإذا لم يكن لديها مصلحة سيبقى الوضع السوري على حاله سنوات.
وبالتالي، إن مشكلة النازحين السوريين في لبنان والدول المضيفة لهم لن تصل إلى حل بين يوم وآخر أو في المدى المنظور. لذلك تحتاج الأمور لبنانياً إلى التفاهم لكي لا تصل إلى شرخ كبير وخلافات حول أزمة النازحين. وقد توضع هذه الأزمة جانباً كغيرها من المواضيع الخلافية، على أن يتم البحث ببقية المواضيع المطروحة .
السؤال، هل يقبل " حزب الله " معالجة موضوع الإرهاب قبل معالجة أي مسألة أخرى؟ وهل يقبل بالفصل بين المسألتين؟ المواقف بين اللبنانيين متباعدة ومن الصعب أن يجدوا قواسم مشتركة حول قضية النازحين.
في كل الأحوال النازحون السوريون سيبقون في لبنان عملياً طالما أزمتهم مستمرة.