الرئيسة \  مشاركات  \  الأزمة السياسية في ارمنيا

الأزمة السياسية في ارمنيا

03.04.2021
نعمة الله قطب الدين



منذ توقيع اتفاق وقف اطلاق النار في اقليم قره باغ في ١٠ من نوفمبر عام ٢٠٢٠ بين كل من روسيا و اذربيجان و ارمنيا ، تطالب المعارضة رئيس الوزراء بالاستقالة وتتهمه بقبول الهزيمة و انسحاب قوات ارمنيا من اقليم قره باغ حسب الاتفاقية الموقعة .
خرج الناس بدعوة من المعارضة للشوارع الرئيسية في العاصمة يريفان و دخلوا مقر الحكومة و البرلمان بعد الاعلان عن شروط اتفاقية وقف اطلاق النار . تصاعدت وتيرة الازمة السياسية في ارمنيا حين طلب قائد اركان الجيش الارمني الجنرال انيك كاسباريان من باشينيان الاستقالة لتخروج البلاد من الازمة السياسية ، اما باشينيان فاعتبر دعوة قيادة الاركان محاولة انقلابية فاشلة واصدر قرارا بإقالة الجنرال كاسباريان و قدمه الي الرئيس الارمني ليوقعه و لكن الرئيس الارمني رفض القرار و لم يوقع . بيان قيادة الاركان كان بالنسبة للمعارضة فرصة ذهبية للخروج من الازمة الراهنة للضغط علي باشنيان بالاستقالة .
في المقابل دعا باشينيان المعارضة للجلوس علي طاولة المفاوضات و انهاء المظاهرات لكن المعارضة رفضت الدعوة و قالت انها لن تقبل بوجود باشينيان و شرطهم الوحيد هو استقالته.
طلب باشينيان من حزبه و انصاره خروج الي الشوارع و التجمع في الميدان الجهوري في وسط العاصمة و شارك في المظاهرة بنفسه و القي خطابه فيه و قال :  البعض يريد دخول الجيش في السياسة. وان دعوة قيادة الاركان هي تدخل سافر في السياسة لن يقبلها الشعب ابدا . اقول لجميع الضباط و الجنرالات و الجنود عليكم اداء الواجب باكمل وجه و حماية الحدود و السيادة الارمنية و الحفاظ عليها و لا يستطيع احد أو يحق له ان يرفض امري و القرارات الصادرة عن الحكومة . و قال انه لم يهرب من البلاد و ليس لديه النية للذهاب الي الخارج و اضاف انه بعد الحرب فكر كثيرا في امر الاستقالة و خلص إلى انه لم يصل الي هذا المنصب الا بارادة الشعب و علي الشعب الارمني ان يقرر هذا. وبحسب قول باشينيان فإن كثيرا من الجنرالات وقعوا على بيان قيادة الاركان تحت الضغوط الشديدة ، اما قيادة الاركان قرفضت هذا القول و اكدت انه لم تكن اي الضغوط من احد .
المعارضة بدورها طلبت من الرئيس الارمني عقد لقاء لبحث الوضع السياسي في البلاد و طلبت منه ان يفعل كل شيء لاجل اجبار باشينيان علي الاستقالة .
بدأت الازمة و تصاعدت حين اجرى باشينيان لقاء مع احدى القنوات المحلية وقال فيها ان انظمة الدفاع الصاروخي اسكندر الروسية الصنع لن تكن فعالة و ناجحة و لم تنفجر في المواقع التي ضربناها اثناء الحرب الاخيرة الا عشرة في المئة . هذا التصريح كان السبب الاساسي لتصعيد الطرفين وتبادل الاتهامات بالتقصير و الاهمال و عدم الكفائة بين الحكومة و قيادة الاركان .
في المقابل اجرت احدي القنوات المعارضة لقاء مع معاون قائد الاركان الجنرال تيرانا خاجاريانا بهذا الخصوص و طلبت من معاون قيادة الاركان التوضيح ، فرفض الجنرال تصريحات باشينيان و قال انها غير صحيحة و غير دقيقة و مغلوطة ، وكذلك أصدرت وزارة الدفاع الروسية ايضا بيانا قالت فيه ان ما جاء من كلام بخصوص فشل انظمة صواريخ اسكندر في الحرب غير صحيح.
بعد هذه اللقاء وفي ٢٥ من الشهر قبل الماضي اصدر باشينيان قرارا باقالة معاون قيادة اركان الجيش الجنرال تيرانا خاجريانا من منصبه الامر الذي رفضه قائد الاركان الجنرال انيك كاسباريان و اصدر بيانا طلب فيه من رئيس الحكومة الاستقالة التي اعتبرها باشينيان تدخل الجيش في امور السياسية ومحاولة انقلاب فاشلة و بعد هذه الدعوة اصدر قرارا باقالة قائد الاركان وقدمه الي رئيس الجمهورية لتوقيعه فرفض القرار و طلب من باشينيان الاستقالة ايضا .
في الايام المقبلة ستظهر ملامح صفحة جديدة في الحياة السياسية في ارمنيا لان رقعة الاحتجاجات و الرفض الشعبي وصلت الي وضع خطير خاصة مع استمرار الانهيار الاقتصادي بسبب التكلفة الباهظة للحرب الاخيرة و ازمة كورونا و انخفاض تحويل المال من قبل المهاجرين الأرمن في روسيا.