اخر تحديث
السبت-04/05/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
قطوف وتأملات
\ أدب وسياسة : ولا يوم الطين !!؟
أدب وسياسة : ولا يوم الطين !!؟
06.01.2020
زهير سالم
وعندما كتبت في الصباح فقه " ما رأيت منك خيرا قط " تذكرت المثل العربي الأندلسي السائر " ولا يوم الطين ؟!! " فأحببت أن أمتعكم به ، في هذه العشية وأترك لكم أن تستنبطوا منه من السياسة ما تحبون . وحكاية يوم الطين ؟! تطبيق عملي واقعي مباشر لما سماه الرسول الكريم كفر العشير .
قالوا : وكان ملك اشبيلية المعتمد بن عباد الملك الفارس البطل الحمي الكمي القائل :
إن تسلب القوم العدا ملكي وتسلمني الجموع
فالقلب بين ضلوعه لن يسلم القلب الضلوع
قد رمت يوم نزالهم ألا تحصنني الدروع
وبرزت ليس سوى القميص على الحشا شيء دفوع
أجلي تأخر لم يكن يهواه ذلي والخضوع
شيم الألى أنا منهمُ والأصل تتبعه الفروع ..
أقول المعتمد بن عباد الإشبيلي هذا هو الذي نصحه وزيره يوما بأن لا يستعين بيوسف بن تاشفين لصد الصليبيين من الاسبان . وقال له ذلك الوزير : إذا علم يوسف ضعفك سوف يعزلك ويسجنك أو يقتلك ..!!
أجابه المعتمد الجواب الذي تعرفونه : لأن أرعى الجمال عند يوسف خير من أن أرعى الخنازير عند الأذفونش ... والأذفونش يومها هو ملك الاسبان الذي كان يهدد اشبيلية . وما أكثر اليوم في عالمنا رعاة الخنازير ؟!!.
المعتمد بن عباد كانت عنده جارية ، وكان مفتونا بها ، وبحبها جما ، وقد أعتقها وتزوجها وأنجب منها.
قالوا : ووقفت الزوجة الملكة يوما على نافذة القصر فرأت الفلاحات يخوضن بجرامقهن في الوحل والطين . ( الجرمق : حذاء خشن له ساق ) فاشتهت أن تلبس الجرمق وأن تخوض بالطين مثلهن . وعبرت عن رغبتها لزوجها فأجابها كما يجيب أكثرنا : الغالي طلب الرخيص .
ثم أمر حذّاء فصنع لها جرمقا من ناعم الجلد . ثم أتي بأكياس من تربة الطيب المسك والند والعنبر والكافور.. ثم أمر بكل ذلك فجبل كل ذلك بماء الورد حتى كانت رومة من طين ثم دعاها لتقضي لبناتها بالخوض فيها : وتدللي يا حلوة يا زينة ..
وتغيرت الأيام وكان ما حذر منه الوزير ، فانقلب يوسف بن تاشفين زعيم المرابطين على المعتمد . وسجنه في سجن أغمات في المغرب . في بيت بائس مع زوجه وبناته وضيق وقتر عليه ، وأجاعه وظلمه وكان بناته مع أمهن لعد العز والدلال يغزلن الصوف للناس ليقتتن من كدهن . وله في ذلك أشعار أخاف عليكم من قراءتها ولاسيما حين يصف ليلة العيد بحاله الكسير شعر يدمي العقول والقلوب !! ..
المهم أنه في أحد أيام البؤس هذه ، وزوجته وبناته يعانين معه ما يعانين ، واجهت زوجته مشكلة ، فانفجرت فيه زوجته غاضبة قائلة : ما رأيت منك خيرا قط ...
فأجابها : ولا يوم الطين ..
وأسألكم : ولا يوم الطين ؟!!
لندن 6/1/2020م
----------------
*مدير مركز الشرق العربي