الرئيسة \  رؤية  \  أدب وسياسة : بعدتمْ ولمْ يبعدْ عنِ القلبِ حبكمْ وغبتمْ وأنتمْ في الفؤادِ حضورُ

أدب وسياسة : بعدتمْ ولمْ يبعدْ عنِ القلبِ حبكمْ وغبتمْ وأنتمْ في الفؤادِ حضورُ

25.05.2019
زهير سالم




لم يعلم الشاعر المبدع العاشق عبد الرحيم البرعي حين رصف مشاعره الراقية كلمات معبرة عن الحب والوله والتعلق بالمحبوب الغائب الحاضر ، القريب البعيد ؛ كم من القلوب سترتوي من مرصوفات مشاعره ، وكم من الوالهين سيذرفون الدمع على أرصفة معانيه ..!!
يطرق بيته الجميل السائر الشائع الذائع عليك في عصرونة رمضانية فلا تدري لمن تتوجه به وعلى أي قلب تلقيه...
تتذكر الأهل - أو من بقي منهم - والدار وما عفا الزمان من آثارها فتنشج وأنت تنشد :
بعدتم ولم يبعد عن القلب حبكم ..
وغبتم وأنتم في الفؤاد حضور
تنظر إلى أشلاء ذاتك مبعثرة  فبعض في شام وبعض في يمن وبعض في غرب وبعض في شرق ، فإذا أنت مقيم موزع حول العالم ولك في كل بلد منها مهجة . ابن كان يتعلق بك إذا خرجت ، وابنة كانت تنتظرك عند الباب إذا دخلت ، لا تمل يوما من القول : تأخرت يا أبتِ ... ثم حال بينك وبينها الزمان ، فتنشد :
بعدتم ولم يبعد عن القلب حبكم
وغبتم وأنتم في الفؤاد حضور
تمر بك أطياف إخوة كرام زينوا دنياك ، وجملوا لك العيش فيها ، وأضافوا على كأس الصاب من عذب خلالهم وصفاتهم ، فتمسح عن جبينك تجاعيد زمن قيل فيه :
ذهب الذين تعيش في أكنافهم ؛ وتنشد والقلب يشتعل على من طوى ترب تأخرت عن موعدك فيه : 
بعدتم ولم يبعد عن القلب حبكم
وغبتم وأنتم في الفؤاد حضور
وتجاذبك الأيام حديث إخوان الصفا ، تباعدت مجالسهم ، وتكاثرت مشاغلهم ، بعضهم أبعده الجفاء ، وبعضهم ما زال ممسّكا بحبل الوفاء ؛ فتتوجه إليهم بروح روحك :
بعدتم ولم يبعد عن القلب حبكم
وغبتم وأنتم في الفؤاد حضور
وترنو إلى إخوة طالما رددت بحقهم " اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد اجتمعت على محبتك والتقت على طاعتك " فتدعو بورد الرابطة ، وتتعلق بكل من شمله الدعاء فتشعر بالدنو ممن عرفت منهم ومن لم تعرف ، وتسلل عنوة إى زنازينهم ومعتقلاتهم وحيث سطت أيدي الظالمين عليهم فتنشد :
بعدتم ولم يبعد عن القلب حبكم
وغبتم وأنتم في الفؤاد حضور
وترفع نظر إلى أفق إخوة وصداقة ومحبة توثقت أواصرها في فضاء معرفة من غيرتعارف ، وأواصر قربى من غير نسب ، في هذا الفضاء الواسع الجميل فتوجه رسالتك إلى كل من عرفت وألفت وقرأت وكتبت ..
بعدتم ولم يبعد عن القلب حبكم
وغبتم وأنتم في الفؤاد حضور
وتسجد في محرابك يبللك دمع يطرق باب الوصل ، ويرنو إلى نور المعرفة ، والهدى والرشد فتنشد كل خلية من جسمك ، تنشد من غير صوت ولا لحن ..
فـؤادي  لـربـع الظاعنين iiأسير
وإنـي  لمستغن عن الكون iiدونكم
أصـوم عن الأغيار قطعا iiوذكركم
ولـيـلـة  قـدري ليلةٌ بت iiآنسا
فـجـودوا بوصل فالزمان iiمفرق
ولا  تـغلقوا الأبواب دوني iiلزلتي
وقـد  أثقلت ظهري الذنوب iiوإنما
بـعدتم  ولم يبعد عن القلب iiحبكم






 
يـقـيـم عـلـى آثـاره iiوأسير
وإمـا  إلـيـكـم سـادتي iiففقير
لصومي سحور في الهوى وفطور
بـكـم  ولأقـلام الـقبول iiصرير
وأكـثـر  عـمر العاشقين iiقصير
فـأنـتـم  كـرام والكريم iiغفور
رجـائـي  لـغـفار الذنوب iiكبير
وغـبـتم وأنتم في الفؤاد حضور
19 / رمضان 1440